الأبعاد الدولية للإختفاء المريب لجمال خاشقجي

الأبعاد الدولية للإختفاء المريب لجمال خاشقجي
الخميس ٠٤ أكتوبر ٢٠١٨ - ١١:٠٤ بتوقيت غرينتش

أخذ الاختفاء المريب للإعلامي السعودي جمال خاشقجي عقب زيارته القنصلية السعودية في إسطنبول، أبعادا دولية، حيث أعلنت الأمم المتحدة والولايات المتحدة متابعتهما للقضية، وأكدت أنقرة أن خاشقجي لا يزال بالقنصلية، وهو ما نفاه مسؤول سعودي.

العالم - السعودية

وأعرب فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن أمله بالعثور على خاشقجي وأن يكون سالما، وقال إن المنظمة الدولية لا تملك أي معلومات مباشرة عمّـا حدث له، لكنها ستتابع الموضوع لمعرفة المزيد.

ردود الافعال الدولية حيال اختفاء خاشقجي

نقلت رويترز عن مسؤول أميركي أن وزارة الخارجية الامريكية تتابع القضية وتسعى للحصول على معلومات بشأنها.

وقالت منظمة مراسلون بلا حدود إن اختفاء خاشقجي “يثير قلقا بالغا”، داعية السلطات السعودية والتركية إلى “القيام بما هو ضروري ليعاود الظهور حرا في أسرع وقت”.

وبدورها، اعتبرت لجنة حماية الصحفيين أن الاختفاء يثير القلق “بالنظر إلى توجه لدى السلطات السعودية لتوقيف الصحفيين المعارضين”.

ومن جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن في مؤتمر صحفي “طبقا للمعلومات التي لدينا فإن هذا الشخص السعودي الجنسية لا يزال في القنصلية حتى الآن”.

وأكد أن وزارة الخارجية التركية والشرطة تراقبان الوضع عن كثب، وأن أنقرة على اتصال بمسؤولين سعوديين، معبرا عن أمله “في أن تحل هذه المسألة سلميا”.

أما مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية في تركيا ياسين أقطاي، فقال إن اختطاف الصحفي السعودي إن حدث فهو جريمة في حق تركيا واعتداء على كرامة الشعب التركي، نافيا أن تكون السلطات السعودية قد طلبت ترحيله، ومؤكدا أن تركيا لا تسلم المعارضين السياسيين إلى بلدانهم.

وأضاف أقطاي أن خاشقجي بمثابة ضيف لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأن الرئيس “لن يسكت على هذا الظلم”.

كما أوضح المستشار التركي أنه أجرى اتصالات مع السفير السعودي في تركيا عقب سماعه بالخبر ووعده بأن يتابع الأمر، لكن السفير لم يعد للتواصل معه.

تركيا تكشف مكان جمال خاشقجي بعد اختفائه

قال مسؤولان تركيان لوكالة “رويترز” امس الأربعاء، إن الصحفي السعود المعارض جمال خاشقجي لا يزال في القنصلية السعودية باسطنبول.

وقال شخصان مقربان من خاشقجي، الذي غادر السعودية إلى الولايات المتحدة العام الماضي خشية العقاب بسبب آرائه، إنهما يشعران بالقلق بشأنه بعدما لم يخرج من القنصلية السعودية في اسطنبول يوم الثلاثاء.

وقالت خطيبة خاشقجي التركية وصديق مقرب منه اتصلت بهما رويترز إنه لم يخرج من القنصلية بعدما دخلها لتوثيق طلاقه حتى يتسنى له الزواج مرة أخرى.

وذكرت الخطيبة انها انتظرت خارج القنصلية من الساعة الواحدة ظهرا واتصلت بالشرطة عندما لم يظهر مرة أخرى.

وقال أحد المسؤولين التركيين ”وفقا للمعلومات المتاحة لدينا لا يزال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول“.

وردا على طلب من رويترز للتعقيب قالت القنصلية السعودية إنها سترد إذا كان هناك أي تعليق. ولم ترد السفارة السعودية في واشنطن على طلب للحصول على تعقيب يوم الثلاثاء.

وكان خاشقجي وجها مألوفا لسنوات في البرامج الحوارية السياسية في الفضائيات العربية وقد يعقد غيابه العلاقات المتوترة بالفعل بين الرياض وأنقرة.

وتوترت علاقات تركيا مع السعودية ودول خليجية أخرى منذ يونيو حزيران 2007 حينما ساندت أنقرة قطر في نزاع إقليمي.

كان خاشقجي، وهو رئيس تحرير سابق لصحيفة سعودية، يعيش في واشنطن منذ أكثر من عام بعد أن قال إن السلطات أمرته بالتوقف عن الكتابة على تويتر.

وعمل مستشارا للأمير تركي الفيصل الذي كان رئيسا للمخابرات السعودية وسفيرا للمملكة في الولايات المتحدة وبريطانيا كما كان مقربا من الملياردير والمستثمر السعودي الأمير الوليد بن طلال.

وخلال العام الماضي كتب مقالات بشكل منتظم في صحيفة واشنطن بوست تنتقد السياسات السعودية تجاه قطر وكندا والحرب في اليمن وحملة على المعارضين والإعلام والنشطاء والتي شملت إلقاء القبض على عشرات النشطاء ورجال الدين والمفكرين.

وكتب خاشقجي في سبتمبر أيلول 2017 يقول ”لقد تركت بيتي وأسرتي وعملي، وأنا أرفع صوتي. ”فعل غير ذلك خيانة لمن يقبعون في السجن. يمكنني الكلام بينما الكثيرون لا يقدرون“.

هل ستشهد العلاقات التركية السعودية توترا بسبب خاشقجي؟

فتحت الشرطة التركية تحقيقا في ادعاءات باختفاء خاشقجي بعد ساعات من دخوله مبنى القنصلية السعودية، بينما نفت مصادر تركية مطلعة، نبأ وصول الكاتب السعودي جمال خاشجقي إلى الرياض، بعد اختطافه من داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، مؤكدة أن السلطات التركية تقوم بإجراءات حثيثة من أجل إنهاء أزمة اختفاء خاشقجي.

هذا وقد ألغى حساب معتقلي الرأي في السعودية على موقع تويتر تغريدة سابقة كان قد ذكر فيها أن خاشقجي وصل بالفعل إلى السعودية بعد "اختطافه" ظهر الثلاثاء في إسطنبول.

من جهتها، قالت وكالة الأنباء السعودية إن المملكة استردت الثلاثاء عبر الشرطة الدولية (إنتربول) مطلوبا في قضايا احتيال، لكنها لم تذكر اسم المواطن المعني.

وأضافت الوكالة أن المواطن السعودي الذي استردته -بعد أن فر من البلاد- كان مطلوبا في قضايا تتعلق بشيكات بدون رصيد.

ويبدو أن هناك بوادر أزمة دبلوماسية تلوح في الأفق بين الرياض وأنقرة، على خلفية خاشقجي، في الوقت الذي تلتزم فيه الدولتان الصمت حيال الأمر، وفي ظل حديث عن سعي لحل الموضوع بهدوء.

ولم يصدر أي بيان رسمي من جانب تركيا أو السعودية وذلك على الرغم من مرور أكثر من 24 ساعة على اختفاء خاشقجي؛ بشأن مصيره، لا سيما أن للأمر علاقة بسيادة الدولة التركية إن صح نبأ "اختطاف" الإعلامي السعودي من داخل الأراضي التركية.

وكانت شبكة الجزيرة قد أكدت أن الشرطة تحققت من كاميرات المراقبة التي أظهرت أن خاشقجي غادر مبنى القنصلية بعد 20 دقيقة من دخولها، الأمر الذي يرجح تعرضه لعملية اختطاف.

الاوضاع حتى الان ضبابية وحتى ظهور الحقيقة الاوضاع مرشحة للتصعيد.