خاشقجي يضع محمد بن سلمان في موقف محرج.. اقرأ ما يلي

الجمعة ٠٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٧ بتوقيت غرينتش

على ما يبدو ان قصة الكاتب السعودي جمال خاشقجي لم تمر كما ارادها محمد بن سلمان فاختطاف هذه الشخصية وضعت النظام السعودي في موقف دولي محرج فالسعودية اليوم بين ناري الإعتراف بإختطاف خاشقجي ام التكتم على هذا الموضوع.

العالم - تقارير

اصداء اختفاء الكاتب السعودي خاشقجي اخذت تنتشر بسرعة بحيث ان الحديث في الأوساط الإعلامية يدور حول موضوع معارضة هذا الكاتب السعودي لولي العهد محمد بن سلمان وانتقادته لنظام آل سعود، فيما تتوجه جميع اصابع الإتهام والدلائل إلى النظام السعودي بالقيام بعملية الإختطاف وهو السيناريو المرجح.

وكتبت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها اليوم ان انتقاد جمال خاشقجي الذي عبر عنه في العام الماضي، أغضب بالتأكيد محمد بن سلمان، الذي تمت ترقيته إلى ولي عهد السنة الماضية، وقام بحملة واسعة لإسكات المعارضة. ومن بين الأشخاص الذي اعتقلوا في تلك الحملة، رجال دين ومدونون وصحفيون وناشطون. كما قام بسجن النساء اللاتي دافعن عن الحق في قيادة النساء السيارة، وهو الحق الذي مُنِح لهن حتى أثناء معاقبته لهن.

وتضيف الصحيفة أن خاشقجي "رأى الكثير من الأشخاص سجنوا بسبب آرائهم، لذلك قرر مغادرة البلاد، وكتب منشورا في أيلول/ سبتمبر 2017 : "لقد تركت بيتي وعائلتي وعملي، وأرفع صوتي. إن فعل خلاف ذلك قد يكون خيانة لأولئك الذين يقبعون في السجن، يمكنني التحدث، في حين لا يستطيع الكثيرون فعل ذلك".

وتابع خاشقجي كتابة الأعمدة للصحيفة بعد ذلك. وكتب في شباط/ فبراير أن "القيود التي يفرضها ولي العهد على حرية التعبير قد امتصت الأوكسجين من الساحة العامة التي كانت محدودة في السابق، ولكنها موجودة. يمكنك أن تقرأ بالطبع، ولكن عليك أن تفكر مرتين فقط في المشاركة أو الإعجاب بأي شيء لا يتماشى تماما مع تفكير المجموعة الحكومية الرسمية.


ووفق منظمة "مراسلون بلا حدود" فإن السعودية تقبع في الدرك الأسفل عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير، إذ تحتل المرتبة 169 من بين 180 دولة وفق أحدث التقارير.

اختفاء خاشقجي والروايات المتضاربة

بدأت حكاية إختفاء جمال خاشقجي عندما راجع القنصلية السعودية في تركيا مع خطيبته التركية خديجة حيص جمال خاشقجي إلى القنصلية دزن ان يخبر خطيبته بأنه تعرّض سلفا لتهديدات، ولكنه هيأها لخوض معركة متعددة الجبهات، فقد ترك هواتفه معها وطلب منها أن تتصل بشخصيات معينة إذا تأخر داخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول.

دخل جمال القنصلية للحصول على وثيقة تتعلق بزواجهما وبقيت خديجة تنتظره في الخارج، وعندما لم يعد تعيّن عليها أن تلعب دور الناشطة والمحامية وأن تكون محور أزمة تشد أنظار العالم.

توضح المرأة التركية أن خاشقجي توجه إلى القنصلية لإجراء معاملات إدارية تمهيدا لزواجهما، لكنه لم يخرج منها. وأضافت "كان يريد الحصول على وثيقة سعودية تفيد بأنه غير متزوج".


وترفض خديجة بشدة التصريحات السعودية بأن خطيبها غادر مقر القنصلية، قائلة إنه لا يمكن أن يخرج دون أن تلاحظ ذلك وهي أمام المبنى تنتظره، "ولو خرج لكان الأمن التركي اطلع عليه". وتتساءل "أين هو الآن إذا كان خرج فعلا؟".

الخطيبة التي ترفض كشف اسمها العائلي، تناشد الحكومة التركية عمل كل ما بوسعها لإنقاذ الرجل الذي كان على بعد خطوة واحدة من اتخاذها شريكة حياته.

الرواية السعودية

وادعت القنصلية العامة للسعودية في إسطنبول إنها تتابع ما ورد في وسائل الاعلام عن اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية.

 

وقالت أنه زار مقر القنصلية، لكنها قالت إنه غادرها في وقت لاحق، وبحسب ما نقلته الوكالة فإن القنصلية "تقوم بإجراءات المتابعة والتنسيق مع السلطات المحلية التركية  الشقيقة لكشف ملابسات اختفاء المواطن جمال خاشقجي بعد خروجه من مبنى القنصلية".

الإجراءات التركية

أكد متحدث باسم الرئاسة التركية أن خاشقجي دخل القنصلية السعودية ولم يخرج منها، واستدعت وزارة الخارجية التركية السفير السعودي لدى أنقرة وليد بن عبد الكريم الخريجي، للاستفسار عن وضع خاشقجي.
وقالت مصادر دبلوماسية إن السفير الخريجي استُدعي إلى مقر الخارجية التركية في أنقرة بعد ظهر الأربعاء، حيث التقاه مساعد وزير الخارجية التركي ياووز سليم كيران، واستفسر منه عن وضع الصحفي السعودي المختفي.

وبحسب شهود عيان، فإن القنصلية السعودية علقت أعمالها يوم الأربعاء في مقرها بإسطنبول ولم تتلق أي معاملات من المراجعين من دون إعلان رسمي بذلك.


وتقول مصادر أمنية تركية، إن قيودا أمنية فرضت حول مبنى القنصلية السعودية في حي ليفانت، وفي الموانئ والمطارات تحسبا لإمكانية نقل خاشقجي خارج تركيا.

ابعاد القضية في تركيا

وما زالت قضية اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي تتفاعل سياسيا وإعلاميا منذ الثلاثاء، حيث انكر السفير السعودي في تركيا علمه بسبب اختفاء خاشقجي بعد زيارته للقنصلية السعودية في إسطنبول، بينما تؤكد تركيا أنه ما زال هناك، مما أثار جدلا في الإعلام التركي.

وتناولت وسائل الإعلام التركية في تغطيات الخميس الاختفاء الغامض لخاشقجي، وركزت على سؤال "أين اختفى؟"، في إشارة منها إلى حالة الإرباك التي تركها نقص المعلومات في أوساط السياسة والإعلام.

وقالت صحيفة "خبر ترك" في تقرير لها إن الحقيقة الوحيدة المؤكدة هي أنه ما زال مفقودا، مؤكدة أن طواقمها الصحفية تواصلت مع قنصلية الرياض في إسطنبول، وأنها أبلغتهم بأنه لا توجد معلومات يمكنها الإدلاء بها.

بدوره تساءل موقع "خبر 7" التركي عن مصير خاشقجي، وقال تحت عنوان "أين اختفى؟" إن لغز اختفائه بعد زيارته لقنصلية بلاده دفع الصحافة العالمية إلى التساؤل حول انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية.

الابعاد الدولية للقضية

قال مسؤولون أمريكيون الأربعاء إنهم يتابعون قضية خاشقجي، وتقول خديجة إن خطبيها كاتب كبير ويحظى بالتقدير في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي.

لكن الكاتب لم يعد يحظى بالتقدير في بلده الأم، فقد انتقد خاشقجي بصراحة حملة الاعتقالات التي يشنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد النشطاء والدعاة والمفكرين.

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا فارغا في العمود الأسبوعي، الذي من المفترض أن ينشر فيه الكاتب السعودي المختفي جمال خاشقجي.

وعلقت الصحيفة في تغريدة على "تويتر": "هذا العمود كان من المفترض أن يكون مكتوبا من قبل جمال".

وأعرب فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن أمله بالعثور على خاشقجي وأن يكون سالما، وقال إن المنظمة الدولية لا تملك أي معلومات مباشرة عمّـا حدث له، لكنها ستتابع الموضوع لمعرفة المزيد.

وقالت منظمة مراسلون بلا حدود إن اختفاء خاشقجي “يثير قلقا بالغا”، داعية السلطات السعودية والتركية إلى “القيام بما هو ضروري ليعاود الظهور حرا في أسرع وقت”.

وبدورها، اعتبرت لجنة حماية الصحفيين أن الاختفاء يثير القلق “بالنظر إلى توجه لدى السلطات السعودية لتوقيف الصحفيين المعارضين”.

وتبقى قضية جمال مفتوحة حتى الساعة وسط ضغط دولي وإعلامي كبير فهل يتراجع محمد بن سلمان عن تصرافاته الصبيانية ليعترف بإختطاف الكاتب السعودي أم انه لن يرضخ لهذه الحملة وسيستمر في تصرفتاه ضاربا بحقوق الإنسان عرض الحائط كما فعل مع الناشطين الداخليين؟!