اتفاق اميركي تركي في منبج.. ومستقبل ازمة سوريا

اتفاق اميركي تركي في منبج.. ومستقبل ازمة سوريا
الجمعة ٠٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٨:٥٤ بتوقيت غرينتش

سبق وان أعلنت الولايات المتحدة وتركيا، أنهما اتفقتا على “خريطة طريق” للتعاون من أجل ضمان الأمن والاستقرار في منبج، المدينة الواقعة في شمال سوريا والخاضعة لسيطرة الأكراد والتي أصبحت مصدر خلاف بين العضوين في حلف شمال الأطلسي .

العالم - تقارير 

وقالت وزارة الخارجية التركية والسفارة الأميركية في أنقرة، في بيان مشترك، إن “الطرفين حددا الخطوط العريضة لخريطة طريق لتعاونهما من أجل ضمان الأمن والاستقرار في منبج”.

وتسيطر على مدينة منبج وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة “منظمة إرهابية” وتقول إنها فرع لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، في حين أن الولايات المتحدة، التي لديها وجود عسكري في منبج، تدعم عسكريا هؤلاء المقاتلين الأكراد في الحرب ضد "داعش" الارهابية.

وصول الوفد الاميركي الى تركيا 

وصل وفد أميركي الى تركيا للتباحث في قضية منبج ،وبحسب البيان فإن الوزير التركي ونظيره الأميركي مايك بومبيو “سيأخذان في الاعتبار التوصيات” التي انتهى اليها المجتمعون في تركيا،

وكان وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون قد اتفق مع نظيره التركي خلال زيارة الى أنقرة في فبراير/شباط على تشكيل “مجموعات عمل” بين البلدين لحل العديد من المسائل الخلافية بينهما

وخصصت إحدى هذه المجموعات للملف السوري وقد اجتمعت للمرة الاولى في واشنطن يومي 8 و9  مارس/آذار من عام 2018 م.

وبعد أن اطلقت تركيا عملية حدودية تستهدف وحدات حماية الشعب الكردي في جيب عفرين بشمال سوريا في يناير/كانون الثاني، انذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بتوسيع العملية الى منبج، ما أثار مخاوف من مواجهة بين القوات التركية والأميركية.

وتسبّبت العملية العسكرية التركية أيضا بتوتر بين الحليفين بعد أن حضت الولايات المتحدة تركيا على “ضبط النفس″ وقالت إن ذلك يمكن ان يضرّ بالحرب ضد مقاتلي التنظيم المتطرّف

والخميس، قال اردوغان ان تركيا ستشنّ عمليات عسكرية جديدة في سوريا “الى ان نطهّرها من كل الارهابيين”، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم "داعش" الارهابية .

اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اميركا بعدم الوفاء بوعودها

وكان قد اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة الأميركية بعدم الوفاء بوعودها المتعلقة بسحب القوات الكردية من مدينة منبج إلى شمال شرقي سوريا.

 وقال أردوغان: "الولايات المتحدة لم تف بوعودها ولم تنفذ خارطة الطريق المتفق عليها حول حماية الشعب الكردية لم تغادر منبج.

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الولايات المتحدة لم تلتزم بالجدول الزمني المتفق عليه لانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة منبج في شمال سوريا، وفق ما نقلت صحيفة "حرييت"، يوم الجمعة.

ويقضي اتفاق أبرم بين الدولتين في يونيو الماضي بأن تقوم القوات التركية والأميركية حاليا بدوريات في منبج لإخراج مقاتلي وحدات حماية الشعب منها، وتصنف تركيا الوحدات بمثابة منظمة إرهابية، وتقول إنها على صلة بمقاتلين أكراد ينشطون على أراضيها.

وشدد أردوغان على أن وحدات حماية الشعب ما تزال في منبج، واتهم الولايات المتحدة بعدم الالتزام بتعهداتها بموجب خارطة الطريق المتفق عليها في يونيو.

وقال أردوغان للصحفيين بعد زيارته الأخيرة لنيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة "لم تلتزم الولايات المتحدة بكل تأكيد بالجدول الزمني المتفق عليه في خارطة الطريق الخاصة بمنبج، ولم تغادر وحدات حماية الشعب المنطقة. أصحاب الأرض الحقيقيون لم يستقروا فيها بعد، الولايات المتحدة لم تف بتعداتها".

وأثار دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية حفيظة تركيا، وقبيل الاتفاق الموقع في يونيو، هددت أنقرة بالمضي في هجوم بري ضد الوحدات في منبج، على الرغم من تمركز قوات أميركية هناك.

وقبل إبرام الاتفاق مع الولايات المتحدة نفذت تركيا عمليتين عبر الحدود ضد الوحدات داخل سوريا.

وذكر أردوغان أن تركيا تضع ضمن أولوياتها نزع الأسلحة الثقيلة التي تحوزها فصائل المعارضة "المتشددة" في إدلب في شمال غرب سوريا، حيث تحاول القوات الروسية والتركية فرض منطقة جديدة منزوعة السلاح.

وصرح أردوغان "نولي أهمية كبيرة لتجريد الجماعات المتشددة من الأسلحة الثقيلة. العبء الأكبر يقع على عاتق جهاز مخابراتنا. تمضي الجهود بشكل جيد".

وبموجب الخطة يتعين على قوات المعارضة الانسحاب من إدلب بحلول منتصف الشهر المقبل.

ويأتي انتقاد أردوغان للولايات المتحدة وسط ترد غير مسبوق للعلاقات الثنائية بين واشنطن وأنقرة على إثر  استمرار تركيا في اعتقال القس الأميركي أندرو برنسون واقتنائها منظومة صواريخ روسية ..

ردود الفعل حول تصريحات الرئيس التركي :

ووصف محمد صالح،الخبير في الشأن التركي، تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن مراجعة الاتفاق مع أميركا بشأن خارطة الطريق في منبج، بأنه بداية حجر جديد في الأزمة بين البلدين.

وقال صالح: "إن أردوغان يرفض الآلية التي يتم بها تنفيذ الاتفاقية بين تركيا والولايات المتحدة بشأن مدينة منبج السورية، ويعتبر أنها لا تسير في الاتجاه الصحيح، وبالتالي فالأمر يبشر بتزايد الخلاف، خاصة أن تصريحات أردوغان تزامنت مع اتصال بين وزير خارجيته ووزير الخارجية الأميركي".

وأضاف: "من الوارد أن أردوغان يثير أزمة حاليا، ردا على التعنت الأميركي، فيما يخص العقوبات المرتبطة بأزمة الجاسوس الأميركي أندرو برانسون، خاصة أن الجانب التركي سبق أن أكد أكثر من مرة على أن التعاون في منبج بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا يجري بشكل جيد، وهو ما أعلنه وزير الدفاع التركي مرة، ووزير الخارجية التركي مرة أخرى .

تسيير دوريات للقوات التركية والأميركية داخل منطقة منبج

ولفت إلى أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، سبق أن صرح في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصربي إيفيتسا داتشيتش، منذ أسبوعين، بعدم وجود أي تلكؤ في التعاونات بين أنقرة وواشنطن في المجال العسكري، وأن خارطة الطريق المتفق عليها مع واشنطن تسير بشكل صحيح، حيث تنص على انسحاب الوحدات الكردية المسلحة وتسيير دوريات أميركية تركية هناك

وأوضح الخبير في الشأن التركي، أن دوريات القوات التركية والأميركية كانت تتحرك داخل منطقة منبج بشكل منفصل لكل دورية، أما المرحلة في المرحلة الحالية وبعد بدء سريان الاتفاق، فإن الدوريات يتم تنفيذها بشكل مشترك، حيث يعمل الجانبان على تأسيس قوة لحفظ الأمن، ومؤخرا كان العمل جاريا على اختيار الأشخاص من أجل إدارتها .

تدهور العلاقات التركية الاميركية 

وكانت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة تدهورت بدرجة كبيرة بسبب محاكمة الجاسوس الأميركي آندرو برانسون. وأعلن وزير الخزانة الأميركي فرض عقوبات على وزير العدل التركي عبدالحميد غل، ووزير الداخلية سليمان صويلو، متهما إياهما بارتكاب "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان .

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت سابق، أنه أجاز بمضاعفة الرسوم على الألمنيوم وحديد الصلب من تركيا — بنسبة تصل إلى 20% و50%على التوالي. وتسبب هذا القرار بانخفاض سعر الليرة التركية إلى مستوى قياسي، أكثر من 7 ليرات للدولار.

تدريبات مشتركة تركية اميركية في منطقة منبج 

الا انه بدأت الولايات المتحدة وتركيا تدريبات للقيام بدوريات مشتركة قريبا في منطقة منبج بشمال سوريا؛ حسبما أكد وزير الحرب الأميركي جيمس ماتيس .

وتقوم قوات تركية وأخرى أميركية حاليا بدوريات منفصلة في منبج وفقا لاتفاق توصل إليه البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي في حزيران/يزميز ، ويمثل التدريب آخر خطوة قبل قيام البلدين بدوريات مشتركة ،وقال ماتيس أن الولايات المتحدة تعمل حاليا مع المدربين وبعدها ستُجرى تدريبات على مدى أسابيع مع القوات التركية قبل بدء القيام بدوريات مشتركة .

يذكر أن هذه التدريبات تجري بالرغم من توتر العلاقات بين البلدين وأن مكان التدريب سيكون في تركيا.

وبعد ايام من اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لواشنطن بعدم الالتزام بالجدول الزمني المتفق عليه لانسحاب ما يسمى "وحدات حماية الشعب" الكردية من مدينة منبج في شمال سوريا، أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، إن الولايات المتحدة وتركيا بدأتا تدريبات معاً للقيام بدوريات مشتركة قريباً في منبج، رغم توتّر العلاقات بين البلدين.

وتأتي هذه التدريبات لقتال ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية -تشكّل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري- التي تصنّفها تركيا إرهابية، ودعمتها أميركا قبل ان تسيطر على منبج بعد هزيمة تنظيم "داعش" فيها عام  2016  .    .

وقال ماتيس للصحفيين المرافقين له خلال زيارته إلى العاصمة باريس: إن "التدريب جارٍ حالياً، وعلينا انتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد ذلك". وأوضح وزير الدفاع الأميركي أن "الولايات المتحدة تعمل حالياً مع المدرّبين وبعدها ستُجرى تدريبات على مدى أسابيع مع القوات التركية قبل بدء القيام بدوريات مشتركة". وسيتم التدريب في تركيا، وفق ما نقلت وكالة "رويترز.

وتأتي هذه الخطوة التي اعلن عنها ماتيس وفقاً لاتّفاق توصل إليه البلدان العضوان بحلف شمال الأطلسي، في يونيو .

ويقضي اتفاق أبرم بين الدولتين في يونيو الماضي بأن تقوم القوات التركية والأميركية بدوريات في منبج لإخراج مقاتلي وحدات حماية الشعب منها، وتصنف تركيا الوحدات بمثابة منظمة إرهابية، وتقول إنها على صلة بمقاتلين أكراد ينشطون على أراضيها .

هذا وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين إن تركيا تهدف إلى تأمين السيطرة على شرقي نهر الفرات في شمال سوريا بالقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة .

وقال أردوغان الذي كان يتحدث في أولى جلسات البرلمان إن تركيا تهدف أيضا إلى تطهير منطقتي سنجار وقنديل العراقيتين من المسلحين الأكراد .

وكانت وسائل إعلام تركية نقلت مؤخرا عن أردوغان قوله إن بلاده ستتخذ إجراءً شرقي نهر الفرات في سوريا وستفرض مناطق آمنة مثلما فعلت في شمال غرب سوريا .

ونفذت تركيا من قبل عملية عسكرية لانتزاع السيطرة على منطقة عفرين السورية من وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر أيضا على المنطقة الواقعة شرقي نهر الفرات .

وكان أردوغان قد حذر في الماضي من شن عمليات عسكرية جديدة بمحاذاة الحدود التركية بعد هجومها السابق في سوريا. وأوضح أن خطوة بلاده تجاه مناطق شرقي الفرات، ستكون شبيهة بالخطوات المتخذة في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون شمالي سوريا ..

وكان أردوغان شدد على أن وحدات حماية الشعب ما تزال في منبج، واتهم الولايات المتحدة بعدم الالتزام بتعهداتها بموجب خارطة الطريق المتفق عليها في يونيو.

وقال أردوغان للصحفيين بعد زيارته الأخيرة لنيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة "لم تلتزم الولايات المتحدة بكل تأكيد بالجدول الزمني المتفق عليه في خارطة الطريق الخاصة بمنبج، ولم تغادر وحدات حماية الشعب المنطقة. أصحاب الأرض الحقيقيون لم يستقروا فيها بعد، الولايات المتحدة لم تف بتعهداتها ."

الدعم الاميركي لوحدات الحماية الكردية 

وأثار دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية حفيظة تركيا، وقبيل الاتفاق الموقع في يونيو، هددت أنقرة بالمضي في هجوم بري ضد الوحدات في منبج، على الرغم من تمركز قوات أميركية هناك، ونفذت تركيا عمليتين عبر الحدود ضد الوحدات داخل سوريا قبل إبرام الاتفاق مع الولايات المتحدة.

وجاء انتقاد أردوغان للولايات المتحدة وسط ترد غير مسبوق للعلاقات الثنائية بين واشنطن وأنقرة على إثر استمرار تركيا في اعتقال القس الأميركي أندرو برنسون بتهمة التجسس واقتنائها منظومة صواريخ روسية .

وأقرّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي أغضبه احتجاز برانسون، زيادة الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب من تركيا إلى المثلين، في أغسطس. وردّت تركيا بزيادة الرسوم على واردات السيارات والكحول والتبغ من الولايات المتحدة.

من جانبه الدكتور سمير صالحة أستاذ القانون الدولي في جامعة إسطنبول يقول:

"في الظروف العادية من الممكن القول أن إتفاقيات من هذا النوع في أراضي دولة ثالثة مسألة لايقبلها القانون الدولة إطلاقاً، لكن كما نعلم أن الدولة السورية تعيش مرحلة وظروف إستثنائية وهذه الظروف الإنستثنائية هي من عقدت الأمور ، وأنا أتفق مع مقولة أنه لابد من التوصل إلى إتفاق شامل لحل القضية السورية ، وتركيا وضعت بعين الإعتبار أمنها القومي وأيضا الأمن القومي السوري ومنع تقسيم سوريا ،ونحن نعلم أن الولايات المتحدة كان لديها مشروعاً لتقسيم سوريا وتحدثت عنه علناً ودعمته لذلك تحركت تركيا بهذا الإتجاه لقطع الطريق على هذا المشروع ومحاولة إفهام قوات سوريا الديمقراطية أن محاولات تقسيم سوريا مرفوضة وهذه التحركات من قبل تركيا تأتي على هذا الأساس برأي".

الإعلام التركي يبرز أن تركيا وصلت من خلال التفاهمات مع أميركا إلى ما تريد ، والولايات المتحدة وافقت على إخراج قوات قسد من منبج وفتح الطريق لإستقرار أمني أو سياسي أوسع شرق سوريا، وفي جميع الأحوال واشنطن تدخل في مغامرة كبيرة جداً لأنه حسب الإعلام التركي أن تركيا بهذه الإتفاقية حققت إنجازات كبيرة لكن لم نعلم مالذي حققته أنقرة في الواقع ؟

وعلى ما حصلت الولايات المتحدة  ؟

الإدارة الأميركية لا تتحدث عن ذلك ، مايعني أن هناك الكثير من الغموض والأكثر من ذلك لماذا لم يتم عقد مؤتمر صحفي ؟ وإنما إكتفى وزيرا الخارجية التركي والأميركي بأن تصافحا أمام الإعلاميين وغادرا، إذاً هناك حذر وقلق أميركي حول هذه الأمور".

وأضاف الدكتور صالحة انه "ماقد يعقد الأمور لدى الإدارة الاميركية  أنها تريد أن تحقق نقتطين أساسيتين الأولى تحقيق إخراج إيران من المسالة السورية، والنقطة الثانية هي تحقيق أمن "إسرائيل"،وأنا حسب إعتقادي أن ماجرى لايمكن أن يجري دون علم وموافقة الطرف الروسي  وفق تنسيق روسي تركي هذا حسب رأي ومن خلال متابعة التعاون بين الطرفين التركي والروسي بخصوص سوريا، واشنطن تراجعت في نقتطين أساستين أولاً تخلت عن مطلب إلغاء صفقة صواريخ "اس 400" وخاصة بعد أن عبرت تركيا عن إستعدادها لإتمام الصفقة ومن ناحية أخرى أشارت روسيا إلى إستعدادها لتزويد تركيا ليس فقط بصواريخ "إس 400"  وإنما بطائرات سوخوي ، كل هذه المسائل تؤكد على تنسيق تركي روسي في موضوع منبج وشرق سوريا ، ولكن الأهم هنا أننا حتى اللحظة لم نسمع موقف قوات سوريا الديمقراطية.

اتفاق منبج والوحدات الكردية 

لكن اتفاق منبج أكد أن الوحدات الكردية ومليشيات معها تشكل قوات سوريا الديمقراطية ليست سوى ذراع برية لواشنطن في سوريا تأتمر بما يصدر عن وزارة الدفاع الأميركية. كما أكد اتفاق الأتراك والأميركيين حول مدينة منبج أن واشنطن لن تتخلى عن تحالفها الاستراتيجي مع دولة إقليمية فاعلة مثل تركيا مقابل تحالف مع المقاتلين الأكراد، وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام أنقرة وواشنطن للانتقال إلى تحديد مصير منطقة شرقي الفرات، يأخذ بالاعتبار المخاوف التركية، ما يعني خروج الوحدات الكردية من المناطق العربية في سوريا وابتعادها تماماً عن الشريط الحدودي السوري التركي. ويضم هذا الشريط العديد من المدن الهامة بدءاً من مدينة عين العرب غرباً، ومروراً بمدن تل أبيض ورأس العين، وانتهاء بمدينة القامشلي المقابلة لمدينة نصيبين التركية. ومن المرجح أن تعيد واشنطن حساباتها في منطقة شرقي نهر الفرات في ظل تزايد الاستياء الشعبي تجاه الوحدات الكردية خصوصاً في مدينة الرقة، إذ خرجت تظاهرات أخيراً مطالبةً بخروجها من المدينة.

وفي الخلاصة  : 

سبق وان توجه الأكراد  للحكومة السورية لتسليم منبج للجيش السوري ليقطع الطريق على الاتفاق الأميركي – التركي، وعلى الأكراد أن يفهموا أنه لا مستقبل لهم بفيدرالية كردية خاصة وأنّ الركن الأساسي في هذه الفيدرالية هو كردستان العراق قد فشل استفتاؤه والأميركي حينها كان يقف مكتوف الأيدي كما يفعل اليوم تاركاً الأكراد في منبج لمواجهة مع التاكيد أنّ "الأكراد لا يهمون الأميركي الذي يملي رغباته عليهم ويخذلهم في أي أمر كان ولذلك لا مجال أمامهم سوى الذهاب إلى حضن الدولة السورية لأن سيناريو الغدر الأميركي بالأكراد سيتكرر بشكل من الأشكال وإن لم يدركوا ذلك فوجودهم القومي في سوريا سيكون في خطر كارثي".

كما ان "وفداً أميركياً زار مدينة منبج مؤخراً، وأكدت القيادات الكردية أنّ هذا الوفد قد أبلغهم بأن ملف منبج أصبح تحت إشراف وزارة الخارجية الأميركية بدلاً من البنتاغون، وهذا الأمر يؤكد تفاقم الخلافات داخل الإدارة الأميركية بما يتعلق بدعم قسد، بمعنى أن الخلافات بين تيار الدولة العميقة وتيار الترامبية تتزايد حول الملف السوري وانعكست هذا الخلافات والانشقاقات على الأكراد، بمعنى أن التيار الأميركي الذي يريد الاستمرار في دعم قسد قد خضع لإرادة التيار المناقض له الذي يرى أن تسليم منبج للتركي يجب أن يتم"، مؤكداً أنّ "منبج هي أرض سورية وفي نهاية المطاف ورغم ما يحدث اليوم من سيناريوهات فستنتهي بتحرير كافة الأراضي السورية سواءً من الإرهابيين أو المحتلين

 والرئيس بشار الأسد قد أكد على ذلك ووجه رسالته بأن الأرض ستتحرر من كل إرهابي ومحتل كائناً من كان...