بعد اهانات ترامب للملك السعودي، هل المقصلة اقتربت لسلمان، أم ماذا؟

بعد اهانات ترامب للملك السعودي، هل المقصلة اقتربت لسلمان، أم ماذا؟
الجمعة ٠٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٥:٢٥ بتوقيت غرينتش

لقد اثبتت الاهانات المتواصلة من قبل الولايات المتحدة الاميركية ضد السعودية والصمت المميت لمسؤولي الرياض ازاء هذه المذلة، ان خطط ايران لتأمين منطقة الشرق الاوسط، وخاصة الخليج الفارسي بالتعاون مع دول المنطقة، هي السبيل الوحيد والمهم لتحقيق ذلك من خلال الحفاظ على عزة وكرامة دول المنطقة، لان الامن ليس شيئاً يمكن شراؤه او استيراده.

العالم - تقارير

فقد اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اهانة الرئيس الاميركي دونالد ترامب للملك السعودي، بأنها جائزة الاستعانة بمصادر خارجية من اجل امن البلاد، ودعا السعودية للتعاون مع إيران للتصدي لغرور ترامب، بعد التصريحات التي وجه فيها "إهانات" متكررة للسعودية ولملكها سلمان بن عبد العزيز.

وقال ظريف في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: "لقد دأب الرئيس ترامب مكررا على إهانة السعوديين من خلال القول بأنهم ليس بمقدورهم البقاء لمدة أسبوعين من دون دعم الولايات المتحدة لهم.. هذه هي مكافأة الوهم بأن الأمن يمكن تأمينه بالاستعانة بالخارج".

وأضاف نمد يدنا مرة أخرى إلى جيراننا وندعوهم إلى بناء منطقة قوية ونقوم بانهاء هذا الغرور والاستكبار.

السعودية التي تحتل المرتبة الثالثة بعد امريكا والصين من خلال تخصيصها اكثر من 76 مليار دولار في عام 2017 على التسليح العسكري، لكنها لم تستطع حماية أمنها على الرغم من قوتها العسكرية مقارنة بالعديد من بلدان العالم التي انفقت على ميزانيتها العسكرية اقل بكثير، لكن على العكس، كلما زادت من انفاقها العسكري على شراء المعدات العسكرية من الولايات المتحدة، ازدادت تبعية الرياض العسكرية والامنية لواشنطن، وهذا ما تجلى واضحاً اليوم في تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب المهينة والمتكررة للسعودية.

في المقابل ورغم ان الميزانية العسكرية الايرانية لا تكاد تبلغ 14 مليار دولار، فان قوة ردعها العسكري وأمنها غير قابل للمقارنة مع السعودية واياً من دول المنطقة، والسبب واضح جداً هو ان قوة ايران العسكرية منشأها محلي، ولاتعتمد على اي من القوى العظمى في العالم، وبعبارة اخرى فان طهران لا تعتمد على القوى الاجنبية لضمان أمنها.

في اثناء التقديم للانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي والتي تزامنت مع نهاية النصف الاول من الفترة الرئاسية، والتي يتم فيها انتخاب جميع اعضاء مجلس النواب وثلث اعضاء مجلس الشيوخ "الكونغرس" يواجه ترامب صعوبة للترويج عن مرشيحه ولذلك عمد الى توجيه الاهانات للسعودية الغنية وملكها كمثال على الدوام بنجاح سياساته الابتزازية في هذا المجال.

فقد وجه ترامب الاهانة الاولى ضد السعودية عندما استخدم مصطلح "البقرة الحلوب" ولديه الحق في الاستحواذ على ثروات نفط هذا البلد، والثالثة اليوم عندما صرح ترامب امام تجمع للكونغرس في المسيسيبي: "سنحمي السعودية، بدون شك ستقولون انها ثرية، وانا قلت للملك سلمان اننا سنحميك، ولن تستمر في حكمك لمدة يومين بدون حمايتنا، يجب عليك ان تدفع لنا اتعاب حمايتك".

وايضاً كان ترامب قبل ثلاثة ايام وجه تهديداً شديد اللهجة في اهانة واضحة للملك السعودي خلال اتصال هاتفي معه، قال له حينها "انك تملك عدة تريليونات من الدولارات، وبدون الولايات المتحدة الاميركية فالله وحده فقط يعلم ما الذي سيحدث لك، ربما حتى لا يمكنك حماية طائراتك لانها ستتعرض للهجوم".