نادية مراد ... من سبي الدواعش إلى جائزة نوبل للسلام

نادية مراد ... من سبي الدواعش إلى جائزة نوبل للسلام
الجمعة ٠٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

منحت الأكاديمية السويدية، الجمعة، جائزة نوبل للسلام 2018، إلى الطبيب الكونغولي "دينيس موكويجي" والناشطة الايزيدية العراقية"نادية مراد" على جهودهما لإنهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب والصراع المسلح.

العالم - العراق

ولدت نادية سنة 1993 في قرية كوجو في قضاء سنجار للسلام وعاشت أعوام حياتها الماضية مع والدتها وأخوانها وأخواتها في قرية كوشو الصغيرة التي تقع في شمال العراق.

نادية التي كانت تعمل في صالون تجميل وتبلغ من العمر 21 عاما آنذاك، أصبحت إحدى الفتيات الإيزيديات اللاتي تعرضن للاستعباد الجنسي من قبل ارهابيي داعش، وفوق ذلك كله قتل هؤلاء الارهابيون والدتها وأشقاءها، مما ضاعف من مأساتها.

واقتحم تنظيم داعش في 15 آب/اغسطس 2014، القرية، ونفّذ إبادة جماعية، قُتل فيها أكثر من 700 رجل في ساعة واحدة، ومن بينهم والدتها وإخوتها الستة.

بقيت نادية تخضع للاستعباد الجنسي لمدة 3 أشهر في مدينة الموصل، التي اتخذها داعش عاصمة لخلافته المزعومة، لكنها لم تستلم.

تمكنت نادية من الهرب من داعش ووصلت إلى مكان آمن ليتم ترحيلها إلى ألمانيا حيث تلقت العلاج هناك من الأذى الجسدي والنفسي وبعد علاجها، ظهرت في عدة لقاءات دبلوماسية، وحضرت جلسات لمجلس الأمن، لتصبح من أبرز الأصوات المنددة بالتطرف وباستخدام العنف الجنسي في الحروب.

صحيح أن نادية تمكنت من الهرب من إرهاب داعش لكنها ساهمت أيضا في إنقاذ حياة النساء الايزيديات بعد أن ناشدت "أحرار العالم مساعدة السبايا " .

وظهرت في مقابلات تلفزيونية روت فيها بشاعة تنظيم داعش.

 وأطلقت مراد حملة استطاعت أن ترسم فيها البسمة على وجوه الآلاف من الضحايا الذين تعرضوا إلى جرائم بشعة على أيدي الدواعش، كما قادت مع المحامية الحقوقية، أمل كلوني، حملة من أجل محاكمة داعش على جرائمه في المحكمة الجنائية الدولية.

ولفت هذا الأمر اهتمام العالم، ونالت بسببه العديد من الجوائز، كان آخرها جائزة نوبل للسلام، اليوم الجمعة، وقالت اللجنة المنظمة للجائزة إن نادية بذلت جهودا جبارة من أجل وضع حد لاستخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب.

وفي شهر كانون الثاني/ يناير 2015 ، تم ترشيح نادية مراد لنيل جائزة نوبل للسلام إذ أنها أصبحت رمزاً للاضطهاد الذي تعرض له الإيزيديون من قبل تنظيم داعش. كما وتم تعيينها سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة في شهر ايلول/سبتمبر ٢٠١٦

.

وحصلت الفتاة الإيزيدية، التي كانت تحلم بأن تصبح معلمة، على جوائز أخرى في السابق تقديرا لجهودها، منها تتويجها بلقب السفيرة الأولى للأمم المتحدة لضحايا الاتجار بالبشر وباتت مدافعة عن كرامة الناجين من هذا الفعل المشين.

كما نالت جائزة سخاروف الأوروبية لحرية الفكر وجائزة فاتسلاف هافيل لحقوق الإنسان.

وقالت مراد التي دونت تفاصيل قصتها في كتاب "الفتاة الأخيرة" "لكوني ناجية من الإبادة الجماعية تقع على عاتقي الكثير من المسؤولية، كنت محظوظة لأنني نجوت بعد أن قتل أشقائي ووالدتي، إنها مسؤولية كبيرة وعليّ أن أتحملها، دوري كناشطة ليس فقط نقل معاناتي، بل نقل معاناة العديد من الناس الذين يعانون من الاضطهاد".

وبعد مرور أربع سنوات على مأساة اختطافها من قبل الدواعش، احتفلت نادية مراد في آب الماضي بارتباطها من عابد شمدين، وهو ناشط أيضا في الدفاع عن قضية الإيزيديين، في ألمانيا حيث تقيم هناك.

وقالت في تغريدة عبر "تويتر" تعليقا على الارتباط: لقد جمعنا (هي وعابد) نضال شعبنا وسنكمل معا على هذا الطريق".

وفازت الناشطة العراقية الإيزيدية نادية مراد والطبيب الكونغولي دنيس موكويجي بجائزة نوبل للسلام لعام 2018 اليوم الجمعة، وذلك بعد ان تنافس على الجائزة 331 مرشحا منهم 216 شخصا و115 منظمة، ويعد هذا العدد الأكبر لمرشحين للجائزة بعد مرشحي عام 2016 الذين بلغ عددهم 376 مرشحا.

وقالت لجنة جائزة نوبل اليوم 5 تشرين الاول 2018 إن فوز مراد يهدف للدعوة لعدم استخدام اغتصاب النساء كسلاح في الحرب، ولحماية المرأة خلال فترات الصراع.

وهنأ المسوولون العراقيون نادية مراد بمناسبه نيلها على هذه الجائزة واكدوا بان هذا التكريم اقرار حقيقي وواقعي بحجم التضحيات التي قدمها ويقدمها العراق نيابة عن العالم.

واضافوا ان "تكريم نادية تُجَسِد إقرار العالم بماساة الايزيدين وكل ضحايا الارهاب والتكفير في العراق، وتقدير لشجاعتها ومثابرتها في الدفاع عن الحقوق المغتصبة"، مؤكدين انه "تكريم لكفاح وصمود العراقيين في مواجهة الارهاب والتطرف".

وقالت نادية مراد الفائزة بجائزة نوبل للسلام، اليوم الجمعة، إن حصولها على هذه الجائزة مسؤولية كبيرة للعمل على إنهاء معاناة النساء في العالم وفي العراق تحديداً.

وذكرت مراد في تصريح صحفي "لأنني عشت المعناة وكم هي الآلام التي لاقيتها منها، سأعمل جادة وبكل قوة من أجل مساعدة النساء على أن لا يكن ضحايا لأعمال العنف أو الممارسات العنفية في أوقات السلم والحرب".

وأضافت: "شكرا لمن دعمني، وشكرا لكل النساء حول العالم، فبوجودهن وتحديهن للمصاعب يمكننا أن نكون أقوى لنشر السلام في الأرض".

وقيمة الجائزة 9 ملايين كرونة سويدية {مليون دولار} وستمنح في حفل في أوسلو يوم العاشر من تشرين الاول الجاري.

وأعلنت مؤسسة "نوبل" أن القيمة المالية لجائزة "نوبل" سترتفع 12.5 % هذا العام، مع تحسن أوضاع المؤسسة المادية بعد سنوات من الزيادة في المصروفات.