كيف يعيش المصريون بعد 45 عاما على حرب أكتوبر؟

كيف يعيش المصريون بعد 45 عاما على حرب أكتوبر؟
الأحد ٠٧ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٠:٥٩ بتوقيت غرينتش

تحتفل مصر في مثل هذا اليوم من كل عام بنصرها على الكيان الصهيوني في "حرب اکتوبر" عام 1982م ،بينما يواجه المواطن المصري تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويتم سحق وقمع أي معارضة محلية من قبل السلطة.

العالم- تقارير

وفي ذكرى النصر الذي حققه الجيش المصري على جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي كان ميدانه الأساسي شبه جزيرة سيناء، يستعيد المصريون هذه الذكرى، وما زالوا يفتخرون بالنصر ويشعرون بنشوته، لولا غصة تصيبهم عندما ينظرون إلى ما آلت إليه الحال بعد ذلك، فقد انتصرت مصر على العدو الصهيوني نعم، لكن نظرة إلى وضع الجانبين بعد ذلك تثير الكثير من الأسى والألم.

يكتب الشاب محمد في صفحته على فيسبوك حكاية العجوز الذي تحول من بطل شارك في نصر أكتوبر/تشرين الأول 1973 إلى رجل لا يمتلك ثمن تذكرة القطار، وتتسع هواجسه مع الظروف السياسية والاقتصادية، ومن ثم الاجتماعية المتردية التي تعيشها مصر بعد 45 عاما من حرب أكتوبر.

وبينما تتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر، تبدو "العدو الصهيوني" على طرف نقيض؛ حيث حققت قفزات على صعيد التقدم الاقتصادي والتكنولوجي، في مقابل تراجع واضح للدور المصري في المنطقة، لدرجة تدفع كثيرين للتساؤل عمن انتصر أخيرا في المواجهة الكبرى التي استمرت عقودا وعبر عدة حروب رئيسية.

مصر تواصل الاقتراض

 بعد 45 عاما على حرب أكتوبر، مصر تواصل الاقتراض، وتعرض حكومتها على صندوق النقد الدولي ما يثبت التزامها بتنفيذ شروط تسلم الدفعة الرابعة من قرض يقدمه الصندوق للقاهرة لدعم الاقتصاد المصري وتبلغ قيمته 12 مليار دولار.

نسبة البطالة في مصر إلى 10.6%

وتصل نسبة البطالة في مصر إلى 10.6%، طبقا لما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مايو/أيار الماضي.

وفي  مجال الابتكار العالمي والقدرات الابتكارية لاقتصادات العالم بقيت مصر في المركز 105 عالميا، و11 عربيا.

أما في مجال التعليم، تحتل جامعة القاهرة المركز 17 في الشرق الأوسط لعام 2017.

 

مصر تحتل مرتبة متأخرة في هامش الحريات وفق مؤشرات عالمية 


منذ عام 1973 ، فإن مصر شهدت فقط أربعة رؤساء، أحدهم تم عزله بعد عام واحد، رغم أنه جاء عبر انتخابات حرة وبعد ثورة شعبية.

وعلى صعيد الحريات؛ فوفق المؤشر العالمي للحرية 2017، الصادر عن مؤسسة فريدوم هاوس، تكتفي بـ(26) فقط.

عدد المعتقلين في مصر

ويبلغ عدد المعتقلين في مصر ستين ألف معتقل، حسب تقدير منظمات حقوقية محلية.

 

"إسرائيل" تغلغلت في مصر


البرلماني السابق جمال حشمت يعتقد، أن "إسرائيل" احتاجت إلى سنوات قليلة بعد حرب أكتوبر لتبدأ في بسط نفوذها، مشيرا إلى أن اتفاقية كامب ديفد 1978 أعادت سيناء إلى مصر، لكنها أعادتها منزوعة السيادة، وسمحت للكيان الصهيوني بأن يتغلغل في مصر.

وأضاف "كل ما جرى في مصر يصب في صالح إسرائيل من تجريف ثروات البلد وبيع أراضيها والقضاء على الحراك السياسي والعمل على استئصال الحركة الإسلامية وتجريف الأخلاق والدين وإفقار المصريين".

 

تل أبيب حاكمة لمصر

وذهب حشمت إلى اعتبار الكيان الصهيوني حاكمة لمصر، سواء بشكل مباشر أو بالوكالة، مؤكدا أن القاهرة فقدت ريادتها وخرجت من المعادلة الإقليمية لصالح دول الخليج الفارسي.

من جهة أخرى، تبدو الصورة أكثر وضوحا مع إلقاء الضوء على الناحية الاقتصادية قبل حرب أكتوبر، حيث يؤكد أستاذ الاقتصاد بجامعة أوكلاند الأميركية مصطفى شاهين أنه رغم الهزيمة في 1967 فإن المصريين كانوا يقفون على أرضية مشتركة، ويتمتعون بشيء من العدالة الاجتماعية.

لكن ما جرى بعد حرب أكتوبر هو تحول المجتمع إلى أغلبية فقيرة، وعمّقت الأزمة زيادة عدد السكان دون جهود تنموية، وصار الوضع أسوأ من فترة الحروب، حسب رؤية شاهين.

مصر منقسم طبقيا

واختتم حديثه قائلا "الآن الشعب المصري منقسم على نفسه بين مؤيد للنظام ومعارض له، ومنقسم طبقيا؛ فهناك طبقة غنية مترفة، وطبقة معدمة تعيش على الكفاف".

 

المصدر : العالم + الجزيرة