نبأ مقتل خاشقجي يثير غضب شخصيات مغربية على السعودية

نبأ مقتل خاشقجي يثير غضب شخصيات مغربية على السعودية
الأحد ٠٧ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٥٦ بتوقيت غرينتش

وصف الأمير هشام، ابن عم العاهل المغربي محمد السادس ،في تغريدة  له على حسابه في ” تويتر” عملية اختفاء خاشقجي الذي كانت تجمعه به صداقة بـ”الوحشية”.

العالم- المغرب

وحمل في تغريدته السلطات السعودية المسؤولية عن الفعل إذا لم تقدم الجناة المفترضين أمام القضاء ، وكتب الأمير هشام  “جمال خاشقجي، مواطن سعودي و صحافي وصديق عزيز غابت أخباره منذ 2 أكتوبر الجاري، وتفيد المعلومات الأولية بتعرضه للتعذيب على أيدي مواطنيه بالقنصلية السعودية في إسطنبول” مضيفا ” في حالة صحة هذه الأخبار سنكون أمام جريمة سياسية جرى تنفيذها في أراضي سعودية (القنصلية) ” معتبرا أنه خرق للقانون الدولي ولحقوق الإنسان ولمبادئ الدين الإسلامي خاتما تدوينته بأن “السلطات السعودية مطالبة بإلقاء الضوء على ظروف الجريمة وتقديم الجناة المفترضين أمام القضاء. وفي حالة عدم القيام بذلك ستكون مسؤولة عن هذا الفعل الوحشي غير المحسوب” .

وأثار خبر اختفاء ثم احتمال مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مقر القنصلية السعودية في اسطنبول، ردة فعل قوية في أوساط إعلامية وحقوقية ونشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب صبوا جام غضبهم على السعودية مستنكرين “الجريمة النكراء” ومثيرين محنة الصحافيين والصحافة المستقلة مع النظام السعودي وأيضا كان الحدث مناسبة ليثير الكثير منهم وضعية الصحافة كذلك بالمغرب.

وعمت وسائل التواصل الاجتماعي حالة استياء وصدمة شديدة بعد ورود النبأ و تناسلت التدوينات حول مصير الأقلام غير الموالية لأنظمة الحكم من صحافيين و كتاب ومثقفين وسياسيين في الدول التي تعرف حصارا لحرية التعبير و الصحافة، ونالت المملكة السعودية القسط الوفير من النقد اللاذع، فكتب حسن بناجح ، قيادي في جماعة العدل و الإحسان وهي أكبر جماعة إسلامية معارضة بالمغرب وشبه محظورة تدوينة يصف فيها الحدث ب”الوحشية و الطغيان المقيت ” قائلا : “ينسى الطغاة، بل يعميهم الله عندما يرفعون من حدة البطش توهما منهم أنهم بذلك يحكمون القبضة ويبثون الرعب ليفرضوا استسلام الشعوب ” مضيفا “يخلهم الله ويطمس بصرهم وبصيرتهم عن إن بذلك إنما يسرعون خطو الشعوب نحو بسط إرادتها، ويختصرون المسافات نحو تضييق المستبد المربع على نفسه لا على الأحرار المعارضين المناهضين للطغيان ” .

وقال بناجح ان خاشقجي “لم يكن ثوريا إنما اختار في مرحلة حساسة أن يقول رأيا مغلفا بأقصى درجات المرونة والهدوء، ومع ذلك لم يتحمل الطغاة حتى هذا القدر من الحرية فقتلوه ببشاعة بأسلوب العصابات وسط ذهول العالم الحر” مشددا على أن الحدث لا ينغي فقط أن يثير الاستنكار و النهوض ضده بل “أن يذكرنا بمجزرة القتل البطيء الممارس في بلدنا أيضا في حق أصحاب الرأي والصحافة الحرة التي تغتال عرقا عرقا في شبه صمت مطبق، تغتال بالتضييق المالي ومنع الإشهار وترهيب المطابع وشركات التوزيع، والإكراه على الهجرة، ثم الاعتقال و المحاكمات الثقيلة، هو قتل لا يقل بشاعة عن قتل خاشقجي ” .

وشبه المؤرخ والمحلل السياسي المعطي منجب حادثة الصحفي السعودي باغتيال المعارض المغربي مهدي بنبركة ، معتبرا أنه إذا صح فعلا أن النظام السعودي قد اغتال الصحفي خاشقجي ف”سيمثل هذا الفعل الوحشي و الدنيء أفظع جريمة ارتكبها نظام عربي عشائري ومتخلف ضد صحافي” على حد وقوله مردفا أن ” مثل هاته الجرائم ترتكب لما يكون هناك إحساس لدى الحكام المتسلطين بقرب نهايتهم أو على الأقل بشعورهم بأن نظامهم مهدد وأن معارضيهم كثر داخل وخارج النظام ..” مذكرا بانعكاسات اغتيال بنبركة قائلا إنها “ستؤدي من بين ما ستؤدي إليه، إلى محاولات الانقلاب و الثورة على النظام من داخله (انقلاب الصخيرات والطائرة الملكية سنتا 71-72) ومن خارجه (الانتفاضة المسلحة بمولاي بوعزة سنة 1973)” موضحا أن جريمة مقتل خاشقجي إذا تأكدت “قد تكون بداية النهاية بالنسبة لنظام بن سلمان الذي اعترف ضمنيا في استجوابه بلومبيرغ بمسؤولية بلاده في الانقلاب العسكري بمصر..”

وحمل الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني مسؤولية ما وقع لخاشقجي لخطيبته في تعليق له أ أثار جدلا واستهجانا يربط فيه الحملة التي أثيرت حول محمد يتيم القيادي بحزب العدالة والتنمية ووزير الشغل وخطيبته وبين واقعة خاشقجي قائلا: “أما خطيبة الثاني (الحديث عن خاشقجي) فتسببت خطوبتها في مصير مجهول لخطيبها، فقد تم استدراجه من أمريكا إلى تركيا بدعوى إتمام الخطبة و الزواج؟ ثم استدرج للدخول إلى قنصلية بلاده، دون أن تدخل معه خطيبته التي بقيت بالباب؟ وهناك اختفى و طمست آثاره، نسأل الله له الفرج والسلامة” معتبرا أن كلا من يتيم وخاشقجي ” دفعا ثمنا باهضا ومهرا فادحا بسبب هذه الخطوبة ” في حين “أن الخطيبتين تعيشان في أمان وسلام” خاتما قوله بأن التساؤلات المريبة تفرض نفسها، وتبقى عالقة في انتظار أن تنكشف الأمور .. وأفاد مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ياسين أقطاي، اليوم الأحد أنه يعتقد أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي قد قتل في القنصلية السعودية بإسطنبول/ مؤكدا في تصريحه ل”رويترز” أن السلطات التركية تعتقد أن مجموعة من 15 سعوديا “ضالعة على نحو شبه مؤكد” معتبرا أن حديث مسؤولين سعوديين عن عدم وجود تسجيلات للكاميرات لم يكن صادقا. من جهته تعهد الرئيس التركي بأن بلاده ستعلن نتائج التحقيقات حول اختفاء خاشقجي إلى العالم مهما كانت معنا في تصريح للصحافة أمس الأحد بأنقرة أن التحقق جاري من عمليات الدخول إلى القنصلية السعودية والخروج منها مشددا على أنه يتابع القضية شخصيا. واتهم الإعلام السعودي “الإعلام المعادي” بضخ الأكاذيب وبأنه يقود حملة لتشويه صورة السعودية، وكانت القنصلية السعودية قد نفت احتجاز خاشقجي، وقال الأمير محمد بن سلمان أنه ليس لدى بلده ما تخفيه مشددا على أن “خاشقجي مواطن سعودي ونحن حريصون جدا على معرفة ما حدث له”.

 

(القدس العربي)