جنرال تونسي سابق يحذّر من محاولة «توريط» الجيش في انقلاب عسكري

جنرال تونسي سابق يحذّر من محاولة «توريط» الجيش في انقلاب عسكري
الإثنين ٠٨ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٨:٠٠ بتوقيت غرينتش

استنكر الجنرال رشيد عمار، قائد الجيش التونسي السابق والملقّب بـ«رجل المرحلة»، محاولة عدد من السياسيين «توريط» الجيش التونسي بمحاولة الانقلاب على السلطة المدنية في البلاد، ودعا إلى النأي بالمؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية، مؤكدًا أن المكان الطبيعي للجيش هو «الثكنات العسكرية».

العالم - تونس

وكان نواب وسياسيون مثقفون تونسيون دعوا مرارًا الجيش التونسي إلى إصدار «البيان رقم واحد»، وتسلم السلطة، معتبرين أن الأحزاب السياسية «أفلست» ولم تقدم أي شيء للتونسيين، حسب ما جاء في موقع صحيفة القدس العربي.

ووصف عمار هذه الدعوات بـ»الخطيرة وغير المسؤولة»، ودعا إلى النأي بالمؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية، مؤكدًا أن المكان الطبيعي للجيش هو «الثكنات العسكرية».

كما تحدث عن وجود «تقصير» بحق أبناء المؤسسة العسكرية التونسية «الذين هم بصدد تأدية واجبهم الوطني ورسالتهم على أحسن وجه، وقد دفعوا الكثير في سبيل محاربة الإرهاب الذي يتطلب مجهودات وطنية أكبر للقضاء عليه، لا سيما من قبل المجتمع المدني والأحزاب وعموم المواطنين».

واعتبر أيضًا أن الأجواء السياسية الراهنة «تؤثر سلبًا على معنويات المؤسسة العسكرية التي هي بصدد تقديم تضحيات كبيرة يوميًا»، داعيًا السياسيين إلى خدمة الشأن العام لا المصالح الشخصية.

وبرز اسم الجنرال رشيد عمار الملقّب بـ«رجل المرحلة» إبان الحراك الشعبي في 2011، إذ تؤكد بعض المصادر أنه فضل الوقوف إلى جانب الثورة ورفض أوامر لبن علي بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، كما أمر الجيش بحمايتهم من بطش قوات الأمن. وبعد سقوط النظام، لم يحاول عمار، الذي أصبح لاحقًا رئيس أركان القوات المسلحة (الجيوش الثلاثة)، استغلال نفوذه للسيطرة على السلطة في ظل الفراغ السياسي في البلاد، رغم تصاعد الأصوات المطالبة بشغله لمنصب رئيس الجمهورية في تلك الفترة، ليقرر لاحقًا تقديم استقالته بشكل مفاجئ في حزيران/يونيو الماضي، مفضلًا عدم الحديث عن فترة ما زالت مجهولة في تاريخ تونس.

لكن أثار في وقت لاحق جدلًا، بعدما أكد رفضه طلب رئيس الوزراء السابق محمد الغنوشي، ووزيري الدفاع أحمد فريعة والداخلية رضا قريرة، تسلم الجيش السلطة خوفًا من وصول حركة النهضة الإسلامية إليها، مشيرًا إلى أنه فضل الديمقراطية على الانقلاب العسكري.