قضية "خاشقجي".. تدخل أُممي؛ وأسرته تكشف تفاصيل

قضية
الإثنين ٠٨ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٠:٢٨ بتوقيت غرينتش

منذ اختفاء الكاتب والصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، بعد دخوله مقر قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول بتركيا الثلاثاء الماضي، وفقدان الاتصال به إثر ذلك، قدّمت السلطات السعودية روايات متضاربة بشأن مصيره الذي لا يزال مجهولا وزاد غموضا بعد ان طرحت مصادر رسمية تركية فرضية تصفية خاشقجي جسديا من قبل المخابرات السعودية.

العالم - تقارير

ورجّحت الشرطة التركية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وذكرت مصادر أن فريقا سعوديا قام بتعذيبه وتقطيعه، بينما تصرّ الرياض على أنه غادر القنصلية بعد دخوله بقليل.

ونقلت رويترز عن مصدرين تركيين أن التقييم الأولي للشرطة التركية يشير إلى أن خاشقجي الذي اختفى بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول الثلاثاء، قد تمت تصفيته داخلها بالفعل.

وأضافت المصادر: “نعتقد أن عملية الاغتيال كانت مدبرة وتم لاحقا نقل الجثمان من داخل القنصلية”.

ونقلت وكالة “الأناضول” التركية الرسمية عن مصادر أمنية في البلاد أيضا تأكيدها بعدم خروج خاشقجي من القنصلية السعودية بإسطنبول إثر دخوله إليها لإنهاء معاملة تتعلق بالزواج، قائلة إن 15 سعوديا بينهم مسؤولون وصلوا إسطنبول بطائرتين ودخلوا القنصلية بالتزامن مع تواجد خاشقجي فيها، مضيفة أنهم عادوا لاحقا من حيث أتوا.

القنصل السعودي: كاميراتنا لم تسجل خاشقجي!!

فتحت القنصلية السعودية في إسطنبول مقرها السبت الفائت لوكالة رويترز، في مسعى منها لتوضيح أن الكاتب السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى قبل خمسة أيام ليس بداخله.

وادعى القنصل محمد العتيبي، أن القنصلية مزودة بكاميرات لكنها لم تسجل أي لقطات، ومن ثم من غير الممكن استخراج صور لدخول خاشقجي أو مغادرته للقنصلية، وأن الأخبار التي تروج اختطافه داخل القنصلية مجرد إشاعات لا يوجد لها أي أدلة أو حقائق ثابتة، حسب قوله.

كما نفي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان -في مقابلته مع وكالة بلومبيرغ- أن يكون الرجل موجودا في القنصلية، وقال إنه خرج منها بعد دقائق أو ساعة. وقال إنهم على استعداد للسماح للسلطات التركية بتفتيش القنصلية.

مستشار أردوغان: السعوديون كذبوا بشأن كاميرات القنصلية

من جانبه قال مستشار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد إن حديث مسؤولين سعوديين عن عدم وجود تسجيلات للكاميرات للكاتب السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى قبل أيام، لم يكن صادقا.

وأضاف المستشار ياسين أقطاي في تصريحات لوكالة رويترز للأنباء أنه يعتقد أن خاشقجي قُتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

نجل خاشقجي يكشف عن تفاصيل آخر اتصال بينه وبين والده

وفي هذا السياق، كشف صلاح جمال خاشقجي، الابن الأكبر للصحافي السعودي جمال خاشقجي عن تفاصيل آخر اتصال بينه وبين والده، في تصريحات تلفزيونية، مشيرا إلى أنه جرى خلال وجوده في واشنطن، وقال: "لم تكن لدي فكرة عن وجوده في تركيا ورحلته الأخيرة".

وأكد صلاح خاشقجي أن جميع أفراد أسرته تدعم التحقيقات الرسمية وهي فقط التي "ستوصلنا إلى نتائج إيجابية وكشف الحقيقة".

كشف هوية العناصر التي دخلت مبنى القنصلية أثناء وجود خاشقجي

من جانبها، كشفت وكالة "الأناضول"، أمس الأحد، نقلا عن مصادر تركية لم تذكر صفتها، عن الأشخاص الذين دخلوا مبنى القنصلية السعودية أثناء وجود الصحافي المختفي جمال خاشقجي.

وذكرت الوكالة الرسمية التركية، نقلا عن المصادر، أن "الأشخاص الذين دخلوا مبنى القنصلية السعودية أثناء وجود الصحفي جمال خاشقجي داخلها من عناصر الشرطة السعودية".

ونقلت الوكالة عن المصادر، أن "15 سعوديا بينهم مسؤولون وصلوا إسطنبول بطائرتين ودخلوا القنصلية بالتزامن مع تواجد خاشقجي فيها، مضيفة أنهم عادوا لاحقا إلى البلدان التي قدموا منها".

الموقف الاميركي ازاء اختفاء خاشقجي

وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية في بيان "لا نستطيع التعليق على تقارير مقتل خاشقجي ونتابع الأمر عن كثب"، بينما قال السيناتور في مجلس الشيوخ كريس مورفي في تغريدة على موقع تويتر "إن كان صحيحا أن السعوديين استدرجوا مقيما أميركيا في قنصليتهم وقتلوه، فيجب أن يمثل ذلك تغييرا جوهريا في علاقتنا مع المملكة العربية السعودية".

كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن رئيس جمعية "بيت الإعلاميين العرب" التركي توران كشلاكجي أن مسؤولين أتراك أكدوا له أن خاشقجي قُتل وشوهت جثته، كما نقلت الصحيفة عن مسؤول عربي –لم تذكر اسمه- أن الجثمان قد شوّه بالفعل.

وأوردت صحيفة واشنطن بوست الأميركية بدورها نقلا عن مصدرين مطلعين على التحقيقات أن الفريق الذي نفذ عملية الاغتيال قدم من السعودية وهو مؤلف من 15 شخصا، وقالت إنه إذا تأكد مقتل خاشقجي فسيشكل ذلك تصعيدا سعوديا صادما لإسكات المعارضة.

 بولا يعقوبيان تعلق أيضا على اختفاء خاشقجي

وفجرت الإعلامية والنائبة اللبنانية "​بولا يعقوبيان"​، مفاجأة من العيار الثقيل، عندما عادت في لقاء مباشر على قناة "الجديد" اللبنانية مساء أمس الأحد، وسلطت الضوء على موضوع احتجاز رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ في ​السعودية​.

وصرحت النائبة اللبنانية، في الحديث التلفزيوني: "أتمنى أن يكون الصحفي ​جمال خاشقجي​ معتقلا وليس مقتولا، وإذا تأكد هذا الأمر فإنني أقول للحريري الحمد لله على السلامة".

مطالبة أممية بتحقيق دولي ومستقل باغتيال خاشقجي

وأخيرا، طالب المقرر الخاص للأمم المتحدة لحرية الرأي والتعبير "ديفد كاي" بفتح تحقيق دولي ومستقل في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في ظل الأنباء والتسريبات التي تتحدث عن قتله في القنصلية السعودية بإسطنبول.

وقال "كاي" في حديث مع الجزيرة إنه في ظل حديث بعض سلطات إنفاذ القانون في تركيا عن مقتل خاشقجي في قنصلية السعودية، ونفي الأخيرة لتلك الاتهامات، وبالنظر لعظمة هذه القضية وتعقيدات المسائل الدبلوماسية؛ فنحن بحاجة إلى تحقيق دولي ومستقل في هذه القضية.

وبشأن الإجراءات الواجب اتخاذها في حال تأكد مقتل خاشقجي؛ قال كاي إن لجنته ستدعو الأسرة الدولية للقيام ببعض الإجراءات من خلال إنشاء نوع من الآليات المستقلة للمحاسبة والمساءلة على هذه العملية (عملية الاغتيال)، كما يجب التفكير في بعض التبعات الأخرى التي قد تتولد عن ذلك.

وأضاف أنه لا يعرف حاليا بالضبط ما الإجراءات التي يجب اتخاذها بحق السعودية تحديدا، إذا ثبتت مسؤوليتها عن اغتيال خاشقجي، ولكن المؤكد أن جريمة كهذه لن تمر مرور الكرام من جانب الأسرة الدولية.

وفي السياق ذاته، طالبت عدد من المنظمات الحقوقية الدولية والصحف الغربية باتخاذ إجراءات صارمة إذا تأكد اغتيال الصحفي جمال خاشقجي،حيث قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية، سيكون في حال تأكده جريمة إعدام خارج نطاق القانون.

وقالت مديرة البحوث في برنامج الشرق الأوسط بالمنظمة لين معلوف تعقيبا على الأنباء المتعلقة بمقتل خاشقجي، إن اختفاءه يُشكل مصدر قلق كبير منذ دخوله مبنى القنصلية.

وأضافت أنه إذ تأكدت صحة هذه الأنباء فإن ذلك يعتبر منحدرا جديدا سيئا للغاية، وطالبت بإجراء تحقيق مستقل وتقديم المسؤولين إلى العدالة مهما علا شأنهم.

إشارة مرعبة

وأشارت لين معلوف إلى أن عملية الاغتيال داخل مبنى القنصلية -وهي منطقة خاضعة للنظام القضائي السعودي- ستكون بمثابة جريمة إعدام خارج القانون.

وأكدت منظمة العفو الدولية أن هذه القضية ستبعث بإشارة مرعبة للمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين في كل مكان، وستقوض أي مفهوم للبحث عن ملاذ آمن خارج السعودية.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى الخروج عمّا وصفته بالصمت المطبق تجاه قمع السلطات السعودية لحرية الرأي، وطالبته بالضغط عليها للكشف عن مصير خاشقجي.

كما قالت منظمة مراسلون بلا حدود إنه إذا تأكد مقتل خاشقجي فهو أمر "مرعب وتعدٍ غير مقبول على حرية الصحافة".