بوحجة وأزمة البرلمان الجزائري.. مبادرة حزبية لتسوية القضية

بوحجة وأزمة البرلمان الجزائري.. مبادرة حزبية لتسوية القضية
الإثنين ٠٨ أكتوبر ٢٠١٨ - ١١:٤١ بتوقيت غرينتش

وافق رئيس “المجلس الشعبي الوطني” (الغرفة الأولى للبرلمان الجزائري) سعيد بوحجة، الأحد، على مبادرة وساطة تقدم بها أحد أحزاب الموالاة لحل أزمة بينه وبين نواب الائتلاف الحاكم شلت عمل البرلمان خلال الأسبوعين الماضيين.

العالم - الجزائر

جاء ذلك بحسب راي اليوم، وفق ما أفاد به حزب “التحالف الوطني الجمهوري”، صاحب المبادرة، والذي يقوده الوزير السابق بلقاسم ساحلي.

وحسب المصدر ذاته، فإن ساحلي التقى في وقت سابق بوحجة بمقر البرلمان وأكد الأخير “الموافقة المبدئية بخصوص هذه الوساطة”.

وجاءت هذه الوساطة حسب البيان “اعتبارا للعلاقات الجيدة التي تجمع الحزب (التحالف الوطني الجمهوري) مع جميع الأطراف المتنازعة”.

يشار إلى أن حزب “التحالف” الذي ينتمي للموالاة و يضم 4 نواب من بين 462 في المجلس لم ينخرط في حملة سحب الثقة من بوحجة.

ويشهد المجلس منذ أسبوعين أزمة داخلية بين نواب الموالاة الذين يطالبون برحيل “بوحجة” بدعوى “سوء التسيير”، مقابل تمسك الأخير بمنصبه.

وفي وقت سابق، أكد بوحجة في اجتماع مع بعض نواب الكتل المعارضة “تمسكه بمنصبه”، وفق مصادر نيابية تحدثت للأناضول.

وحسب المصادر ذاتها، فإن بوحجة أشار إلى “تطورات جديدة ستظهر خلال يومين” دون أن يقدم تفاصيل أكثر حول طبيعتها.

مبادرة حزب التحالف الجمهوري لـ"تعزيز المؤسسة التشريعية"

تعتمد مبادرة حزب التحالف الجمهوري على أربعة أسس تتلخص في “إعلاء مصلحة البلد على المصالح الأخرى ووقف التراشق الإعلامي، وبعدها الجلوس إلى طاولة الحوار ثم مرحلة تقديم تنازلات من كل طرف لتجاوز الأزمة” وفق ما تضمنه بيان الحزب.

وأوضح الحزب أن هدف مبادرته هو “السماح للمؤسسة التشريعية بتعزيز دورها الريادي، وتمكينها من المساهمة بفعالية في رفع مختلف التحديات المستجدة على بلادنا، وإنجاح الاستحقاقات السياسية والانتخابية المقبلة” في إشارة إلى انتخابات الرئاسة المقررة ربيع العام 2019.

كان رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى قد أعلن، السبت، أن سلطات بلاده لا تنوي حل البرلمان لتجاوز الأزمة مما جعل سيناريوهات الحل تنحصر في استقالة بوحجة أو دخول الطرفين في حوار لتجاوز الانسداد .

اسباب وحقيقة الأزمة البرلمانية

في وقت سابق شبه رئيس البرلمان الجزائري، السعيد بوحجة، تصريحات رئيس الوزراء أحمد أويحي بتصريحات مدير جهاز الاستعلامات الخارجية الفرنسي الأسبق، برنارد باجولي، الذي صرح “بوجود فراغ في رئاسة الجزائر”.

ورد بوحجة، في حوار مع موقع “كل شيء عن الجزائر”، على تصريحاته قائلا إن “أويحي يدبر عملية شغور سياسي في الجزائر، وإحداث فراغ دستوري وهذه هي الحقيقة، وما صدر عن أويحي يتناغم مع ما صرح به السفير الفرنسي ومدير جهاز الاستعلامات الخارجية الفرنسي الأسبق برنارد جولي الذي تحدث عن شغور في رئاسة البلاد”.

ووجه المتحدث انتقادات لاذعة للأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، ثاني قوة سياسية في البلاد، واتهمه بـ “التآمر والتخطيط لإحداث فراغ سياسي في البلاد”.

وأبدى السعيد بوحجة تمسكه بعدم الاستقالة من منصبه على خلفية الأزمة النيابية التي تفجرت بينه وبين نواب خمس كتل من الموالاة، منذ 27 سبتمبر / أيلول الماضي.

ولازالت الأوضاع على حالها داخل مبنى البرلمان الجزائري، وفي وقت يصر الرئيس على عدم الانسحاب من المعركة، والأدهى من هذا أنه أبلغ ” مقربيه أنه يحظى بثقة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهو فقط من يجبره على الاستقالة وليس غيره “.

وانتقد جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي طريقة تعاطي رئيس الوزراء أحمد أويحي مع الانسداد القائم في البرلمان، وأجمعوا على أن ما جاء على لسان أويحي في المؤتمر الصحفي بمطالبة ” بوحجة بالاستقالة لا يخضع لا لمنطق قانوني ولا حتى لمنطق سياسي “.

ومن المرتقب أن تشهد الأزمة القائمة بين السعيد بوحجة والنواب المطالبين برحيله، تطورات جديدة في غضون الساعات القليلة القادمة، وهدد الأمين العام للحزب الحاكم في الجزائر جمال ولد عباس، السبت، برفع الغطاء السياسي عن رئيس الغرفة الأولى في الساعات القادمة في حال عدم الاستجابة لمطالب النواب، وقال ولد عباس إن ما يحدث على مستوى البرلمان لا دخل للرئاسة به.