تركيا تدفع بتعزيزات إلى إدلب بعد سحب المسلحين أسلحتهم الثقيلة.. ماذا بعد؟

تركيا تدفع بتعزيزات إلى إدلب بعد سحب المسلحين أسلحتهم الثقيلة.. ماذا بعد؟
الإثنين ٠٨ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٤ بتوقيت غرينتش

أنهت الفصائل المسلحة اليوم الاثنين سحب سلاحها الثقيل من محافظة إدلب السورية مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددتها موسكو وأنقرة لإقامة منطقة "منزوعة السلاح" فيها بموجب اتفاق سوتشي وهي يوم الأربعاء، وفي المقابل أرسلت القوات التركية أسلحة متنوعة وسيارات مدرعة إلى المنطقة منزوعة السلاح، من أجل الاستعداد لإجراء دوريات بالتنسيق مع القوات الروسية.

العالم - سوريا

وأفادت الأناضول الحكومية التركية، أن الفصائل المسلحة أنهت الإثنين سحب أسلحتها الثقيلة بينها قاذفات صواريخ وقذائف هاون وصواريخ متوسطة المدى.

وأعلنت ما تُعرف بـ الجبهة الوطنية للتحرير التي تضم عدداً من الفصائل المسلحة القريبة من تركيا أبرزها ما يسمى حركة أحرار الشام وحركة نور الدين الزنكي وفيلق الشام السبت أنها بدأت بسحب السلاح الثقيل من المناطق التي تم الاتفاق عليها بين روسيا وتركيا، في خطوة أولى نحو تطبيق هذه المبادرة المفصلية بالنسبة لآخر معقل للفصائل المسلحة في سوريا.

وتم الاتفاق على ان يتمّ سحب الأسلحة الثقيلة من المناطق التي ستصبح منزوعة السلاح، بحسب الاتفاق التركي الروسي، قبل الأربعاء.

وأشارت وكالة الأناضول الإثنين إلى أن الجيش التركي نقل إلى المنطقة التي سُحبت منها الأسلحة الثقيلة، أسلحة وسيارات مصفحة للدوريات التي من المفترض أن تسيّر بموجب اتفاق سوتشي.

وتنسق روسيا حليفة الحكومة السورية وتركيا التي تدعم الفصائل المسلحة بشكل وثيق لانهاء الازمة التي بدأت في سوريا عام 2011 وأسفرت عن مقتل أكثر من 360 ألف شخص.

وكانت موسكو وأنقرة أعلنتا التوصل إلى هذا الاتفاق في السابع عشر من أيلول/سبتمبر، وهو يقضي بأن تكون المنطقة منزوعة السلاح الثقيل بعرض يتراوح بين 15 و20 كلم، على أن تفصل بين الأراضي الخاضعة للفصائل المسلحة والسلفية وتلك الخاضعة لقوات الحكومة السورية.

وأبعد هذا الاتفاق، على الأقل في الوقت الراهن، قيام القوات السورية بشن هجوم واسع على محافظة إدلب وبعض المناطق المحيطة بها لتحرير المنطقة وإخراج الفصائل المسلحة والسلفية منها.

الا ان الرئيس السوري بشار الأسد وصف امس الأحد الاتفاق الروسي التركي بشان ادلب بأنه "إجراء مؤقت" مؤكداً أن المحافظة الواقعة في شمال غرب البلاد والخاضعة لسيطرة  الجماعات الارهابية "ستعود الى كنف الدولة السورية".

وقال أن موقف الدولة السورية واضح بأن هذه المحافظة وغيرها من الأراضي السورية المتبقية تحت سيطرة الارهابيين، ستعود الى كنف الدولة السورية، وأن الاتفاق هو اجراء مؤقت حققت الدولة من خلاله العديد من المكاسب الميدانية وفي مقدمتها حقن الدماء.

وأضاف الرئيس الأسد أن ما شهدناه مؤخراً من هستيريا غربية قبل معركة إدلب، نابع من كونها تشكل أمراً مصيرياً بالنسبة لهم، لأن انتصار السوريين فيها سيؤدي الى فشل خططهم إزاء سوريا، وعودتها أخطر مما كانت عليه في وجه مشروعهم في المنطقة، إن كان بشكل ” صفقة قرن” أو غيرها من الأشكال، وستشكل نموذجاً جديداً لدول المنطقة والعالم.

وأكد الرئيس الأسد أنه كلما تقدمنا باتجاه الانتصار سيعمل أعداء سوريا على تكثيف محاولاتهم لاستنزافها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وبالتالي سنكون أمام تحديات داخلية لا تقل خطورة عن الحرب.

وعلى الصعيد الروسي أكد نائب وزير الخارجية  سيرغي فيرشينين حتمية عودة إدلب إلى كنف الدولة السورية في نهاية المطاف.

وقال فيرشينين في تصريحات لوكالة سبوتنيك اليوم الاثنين : “إدلب في نهاية المطاف يجب ان تنتقل إلى سيطرة الدولة السورية” لافتا إلى ان الاتفاق حول إدلب الذي تم التوصل إليه في سوتشي يتم تنفيذه بشكل جيد والأجواء تغيرت نحو الأفضل.

واعتبر فيرشينين أن هناك إمكانية ليس فقط للحد من معاناة المواطنين في سوريا وبشكل أساسي في ادلب حيث يتحكم الإرهابيون بكل حركة للسكان المدنيين ما يخلق ظروفا لا تطاق بالنسبة لهم.. بل سمح الاتفاق بشكل عام بتهيئة الظروف لتكثيف العملية السياسية.

و أعلن فيرشينين، أن روسيا وتركيا رسمتا حدود المنطقة المنزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية، مؤكدا أن هناك "اتصالات وتعاونا جيدا للغاية بين العسكريين الأتراك والروس".

وقال نائب وزير الخارجية الروسي إن "على المسلحين المغادرة إلى عمق محافظة إدلب، بعد فصلهم عن المعارضة".

وأشار إلى أن إدلب في نهاية المطاف يجب أن تنتقل إلى سيطرة الحكومة السورية، لافتا إلى أن تركيا تعمل بجدية في قضية الفصل بين المعارضة والإرهابيين في إدلب، وتأمل روسيا في تحقيق نتائج".

وقال فيرشينين: "تنص الوثيقة على أن يكلف الجانب التركي بمهام كبيرة​​​، من خلال اتصالاتنا، الجيدة عبر الخطين العسكري والدبلوماسي".. "ونحن نعلم أن الجانب التركي يعمل بشكل جدي في هذا المجال".

وأضاف: "نود أن نرى نتائج جيدة من هذه الجهود، لأنه وبصراحة، مسألة الفصل بين الإرهابيين والمعارضة المسلحة، التي ستختار في نهاية المطاف تسوية سياسية، هي قضية معقدة للغاية".

وقال فيرشينين إن الاتفاقيات الروسية - التركية حول سوريا خفضت حدة التوتر، لكنه لا يمكن تحمل وجود الإرهابيين هناك إلى ما لا نهاية.

و حول سؤال عن إمكانية تنفيذ عمليات دقيقة محددة الأهداف في سوريا، استبعد نائب وزير الخارجية الروسي، نشوب أعمال قتالية واسعة النطاق، مشيرا إلى أنه قد تتم عمليات دقيقة محددة الأهداف في حال دعت الضرورة.

وقال: "نعول على أنه لن تكون هناك معاناة للمدنيين، بسبب أعمال قتالية واسعة"​​​.

وأشار إلى أنه لدى البلدين خبرة في منطقة خفض التصعيد الجنوبية الغربية في سوريا، حيث "بفضل العمل الدقيق للغاية مع المعارضين المسلحين، والعمل مع السكان، أنهي الوجود الإرهابي في هذا الجزء من الأراضي السورية، بشكل غير مؤلم".

وأضاف: "استخدمنا هذه الطريقة كالمصالحة، وهذا أمر مهم للغاية وربما يكون مثاليا عندما تتوصل المعارضة المسلحة، عبر المحادثات إلى إدراك أن هذا هو وطنهم، بلدهم، ولا يجب للمرء محاربة شعبه، هذا أيضا سيستخدم ويتم استخدامه بالفعل في إدلب".

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ردا على سؤال عما إذا كانت هناك مفاوضات تجري بشأن المصالحة، "الاتصالات تجري دائما".

كما اكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس الأول أن الاتفاق حول إدلب مؤقت وهدفه النهائي هو القضاء على بؤرة الإرهاب فى سوريا بشكل عام وفي منطقة إدلب على وجه الخصوص والحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية.