قطاع غزة بين مسيرات العودة وتهديدات نتنياهو

قطاع غزة بين مسيرات العودة وتهديدات نتنياهو
الإثنين ٠٨ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٠٩ بتوقيت غرينتش

في ظل تواصل مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار بالاضافة الى الفعاليات المساندة لها كالمسير البحري الذي شهدناه اليوم على شواطئ قطاع غزة، وما تشكله هذه الحالة الثورية من ارباك ورعب لدى كيان الاحتلال ومستوطنيه، يطل رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مرة اخرى ليعلن ان الجيش يستعد لعملية عسكرية ضد قطاع غزة، في حال لم تتحسن الأوضاع هناك، وفق زعمه.

العالمتقارير

وافادت القناة الثانية العبرية ان نتنياهو" أبلغ مجلس الوزراء من أنه إذا لم تتحسن الأوضاع في قطاع غزة، فإن إسرائيل تستعد للقيام بعملية عسكرية ضد القطاع".

وأضاف نتنياهو، "إذا تضائل واقع الاضطرابات المدنية في غزة، فهذا أمر مرغوب فيه، لكن ليس من المؤكد أن يحدث هذا، ولذا فإننا نعد عسكريا، هذا ليس تصريحًا فارغًا"، وفق إدعائه.

حروب الاحتلال على قطاع غزة ...

وشنّ الاحتلال خلال السنوات الماضية، ثلاث حروب على قطاع غزة، الاولى في 27 كانون أول/ ديسمبر عام 2008، واستمرت 21 يوما، وأدت إلى استشهاد 1436 فلسطينيا بينهم نحو 410 أطفال و104 نساء ونحو 100 مسن، بالإضافة إلى أكثر من 5400 مصاب نصفهم من الأطفال.

والثانية في 14 تشرين ثاني/ نوفمبر 2012، واستمرت لمدة 8 أيام، وأدت إلى استشهاد 162 فلسطينيا بينهم 42 طفلا و11سيدة، بالأضافة إلى إصابة أكثر من 1300 آخرين.

والثالثة في 7 تموز/ يوليو من 2014، واستمرت 51 يوما، وأوقعت 2322 شهيدا بينهم 578 طفلا و489 إمرأة ونحو 102 مسن، بالإضافة إلى إصابة 11 ألف فلسطيني بجراح متفاوتة.

مطالبات الفلسطينين برفع الحصار المتواصل ...

ويطالب الفلسطينيون برفع الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على قطاع غزة من أكثر من 12 عاما.

ويفرض الاحتلال الإسرائيلي، على قطاع غزة حصارًا مشددًا منذ عام 2006، حيث تغلق كافة المعابر والمنافذ الحدودية التي تصل غزة بالعالم الخارجي عبر مصر أو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، باستثناء فتحها بشكل جزئي لدخول بعض البضائع والمسافرين.

وأثّر الحصار المفروض على قطاع غزة، على الوضع الصحي للقطاع مما أدى إلى تراجع المنظومة الصحية في ظل نقص الدواء، ودخول أزمة الكهرباء والوقود على القطاع الصحي بصورة خطيرة.

مواصلة الفعاليات الشعبية لكسر الحصار ...

هذا وأصيب عشرات الفلسطينيين اليوم الاثنين في المسير البحري الذي انطلق من ميناء غزة باتجاه شاطئ "زكيم" شمال القطاع في اطار الاحتجاجات المستمرة لمسيرات العودة وكسر الحصار.

وافادت مصادر فلسطينية أن الزوارق الحربية الاسرائيلية أطلقت النار بكثافة باتجاه عشرات قوارب المسير التي وصلت الى السلك البحري الفاصل مع المناطق المحتلة شمال قطاع غزة واطلقت عشرات قنابل الغاز باتجاه المتظاهرين المساندين للحراك البحري.

هذا وشارك 32 قاربا في الحراك البحري، الذي نظم اليوم تحت اسم: "جايينك يا فلسطين"، وشهد المسير مشاركة جماهيرية واسعة من مختلف مناطق قطاع غزة.

ووصلت عدد من القوارب الى السياج البحري الحدودي وتمكن عدد من الشبان من تعليق العلم الفلسطيني على السياج البحري.

وواصل الشباب اشعال عشرات الاطارات المطاطية على طول السياج الحدودي الفاصل ووصل الشباب الى عدة نقاط من السلك الحدودي وتمكنوا من سحب السياج الفاصل قرب موقع "زكيم" واجهتهم قوات الاحتلال بوابل من الرصاص الحي.

محللون: الحراك الشعبي هو الحل لأزمات القطاع

وفي اطار الفعاليات الشعبية الهادفة الى العودة وكسر الحصار عن القطاع، رأى محللون فلسطينيون أن خيار الانفجار الشعبي السلمى هو الأبرز والأنجع لإنقاذ قطاع غزة من الواقع الإنساني الصعب الذي يحياه، مؤكدين أن الواقع السياسي والاقتصادي لقطاع غزة على أبواب كارثة إنسانية.

من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أن صدور 4 تقارير دولية خلال المدّة الماضية عن الوضع الاقتصادي في غزة تؤكد أن القطاع على أبواب كارثة إنسانية، مشيراً إلى أنه وفي عام 2020 غزة ستكون غير صالحة للحياة، حسب التقارير.

وقال الدجني: "أفضل توصيف للواقع الاقتصادي والاجتماعي في غزة هو الموت السريري".

ورأى أن الوضع السياسي والاقتصادي في القطاع قاتم وصعب للغاية، لافتاً إلى وجود عدة أسباب للأزمة.

أسباب الكارثة الانسانية في القطاع والحلول المطروحة ..

وأكد الكاتب الدجني أن الاحتلال الإسرائيلي هو أحد أهم أسباب الأزمة الاقتصادية في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص.

ولفت إلى أن الانقسام الفلسطيني هو أحد أسباب الأزمة، لكونه متجذّر في المجتمع الفلسطيني، مضيفاً أن غياب الثقافة السياسية والمدنية داخل المجتمع أحد أسباب الأزمة.

وأوضح الدجني وجود عدة حلول للأزمة أبرزها إتمام المصالحة الفلسطينية، فيما عدّ  خيار الفراغ الأمني والسياسي مهمًّا، وقد يربك حسابات الاحتلال والأوروبيين.

وعن الحلول تابع: "هناك خيار تحويل غزة للبلديات، ومنها أيضاً تأسيس جبهة إنقاذ وطني".

وحول خيار الانفجار المسلح رأى أنه ضعيف وغير مجدٍ في المرحلة الحالية، مبيناً أن خيار الانفجار الشعبي السلمى هو الأبرز والأنجع في إنقاذ قطاع غزة من الواقع الإنساني.

وعن الخيار الشعبي أوضح الدجني أن يكون الضغط على الاحتلال بعمل اعتصامات على الحدود، مشدّداً على أن يكون الانفجار الشعبي عفوياً ويبتعد عن التجاذبات السياسية أو الحزبية.

واقع صعب ومرير يعيشه القطاع ..

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا: إن مشكلة الوضع الاقتصادي والاجتماعي مرتبطة بالمشكلات السياسية، الأمر الذي يدفع ثمنَه الفلسطينيون بشكل عام وسكان القطاع بشكل خاص.

وأشار القرا إلى أن تفاصيل الأرقام الصادرة عن المؤسسات الدولية لم تعد سراً، وأصبحت واضحة للجميع، خاصة أن المواطن يدركها بشكل واضح.

وذهب القرا إلى أن الوضع الاقتصادي والسياسي الحالي في القطاع سيستمر لمدة تصل إلى عام، موضحاً أن الحراك الشعبي هو الحل للخروج من الأزمة.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي أن إعلان ترمب وصفقة القرن أغلقت كل المنافذ السياسية، لافتاً إلى أن التوتر الحاصل في المنطقة غير عفويّ؛ فـ"إسرائيل" تريد الأوضاع في قطاع غزة كما هي.

المقاومة مستمرة وسلاحها خط احمر لا يمكن ان نساوم عليه

الى ذلك اكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، جميل مزهر، ان " المقاومة مستمرة وسلاحها خط احمر لا يمكن ان نساوم عليه".، داعيا لسلطة الفلسطينية، لإجراء مراجعة سياسية للتخلص من اتفاقية أوسلو مع  الكيان الصهيوني ".

وقال مزهر: إن مشروع التسوية كان مشروعاً خاسراً وعلى أصحابه القيام بمراجعة سياسية للتخلص من أوسلو، مؤكدُا أن المقاومة هي الخيار الأفضل لمواجهة كل مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية.

وأوضح أن الوحدة الوطنية هي أقصر الطرق لمواجهة صفقة القرن وللخروج من كل الأزمات، لافتاً أن المقاومة مستعدة لكل احتمال وجاهزة لصد العدوان، ولن تترك السلاح وستبقى عنواناً ثابتاً لتضحياتنا ومدافعاً صلباً عن شعبنا وحقوقه الوطنية.

ووجه مزهر، رسالة إلى حركتي فتح وحماس، قائلًا: "تعالوا لنحوّل نقاط الخلاف إلى نقاط وفاق:"تعالوا لنوقف التراشق الإعلامي ولنفتح صفحة جديدة ولنعزز صمود شعبنا ولوقف الإجراءات المفروضة على القطاع".

ووصف مزهر، مشاركة الفلسطينيين في مسيرة العودة، بمسيرات الصمود الأسطوري، وأضاف في تصريحات أثناء مشاركته في المسير البحري شمال قطاع غزة، وفشل الاحتلال في إنهائها يجب أن تحسم كل نقاش باتجاه الالتفاف حول خيارات شعبنا المطالبة باستمرار المقاومة متسلحة بالحاضنة الشعبية فهي الخيار الأقوى والأفضل لمواجهة الاحتلال، ومشاريع التصفية.

وتابع: رسالتنا اليوم من أمام بوابة هربيا شمال غزة للاحتلال ولكل من يُطلق التهديدات لشعبنا بأن عليه أن يُعيد حساباته جيداً فأنتم تواجهون شعبنا مصمم على مواصلة نضاله ومقاومته مهما بلغت التضحيات والمقاومة مستعدة لأي احتمال وجاهزون لصد العدوان ولن نترك السلاح.

في الختام .. يبدو ان تصريحات رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لا تعدو كونها زوبعة في فنجان وما تهديداته لقطاع غزة ولمقاومتها من ان إسرائيل تستعد للقيام بعملية عسكرية ضد القطاع، هي فارغة وبعكس ما وصفها، فالمقاومة الفلسطينية الباسلة نجحت خلال جولات التصعيد مع الجيش الإسرائيلي، على تثبيت المعادلة الناظمة لعلاقتها الأمنية مع إسرائيل، والقائمة على قاعدة "القصف مقابل القصف"، واظهرت على انها خير سبيل لردع الاحتلال وانها سترد على اي عدوان سيقوم بها العدو الصهيوني في كل محفل.

وايضا بات العدو الصهيوني امام انواع عديدة من المقاومة الشعبية وما تلاحم مسيرات العودة الاسبوع تلو الاسبوع والفعاليات المساندة لها هي خير دليل على حالة الوحدة بين المقاومة والشعب، والتي بات الاحتلال عاجزا امامها ويعيش هو ومستوطنوه في حالة رعب تزداد يوما بعد اخر.