"خاشقجي".. سكين اميركا الجديد للبقرة الحلوب السعودية!

الثلاثاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٢:١٥ بتوقيت غرينتش

تشغل قضية اختفاء او اغتيال الكاتب السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية السعودية في إسطنبول الشارع الدولي، ولم تهمل اميركا الفرصة.

العالم-السعودية

وأوضحت مصادر تركية أن لديها أدلة قاطعة تثبت ضلوع دولة أخرى مع السعودية في تنفيذ تلك العملية الأمنية المدبرة، وهو ما ربطه محللون بأنباء عن طلب سعودي لمساعدة أمريكية لتنفيذ "عملية سرية".

ووفق المصادر، فإن الاستنتاجات الأولية للأمن التركي هي أن خاشقجي قُتل داخل القنصلية يوم الثلاثاء الماضي، كما ذكرت المصادر الأمنية أن 15 مسؤولاً سعودياً وصلوا بطائرتين، بالتزامن مع وجود خاشقجي داخل القنصلية السعودية، وغادروا في اليوم نفسه.

وسبق إعلان مصادر رسمية تركية عن مقتله، كشفت صحفية "واشنطن بوست"، التي كان يكتب بها خاشقجي، يوم الخميس الماضي، أن الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعم حملة عسكرية "سرية للغاية" لبلاده، وأشارت إلى أن الأخير طلب 4 مليارات دولار مقابل ذلك.

وبحسب كاتب المقال جوش روغين، فإن ذلك تم في اتصال هاتفي، الأسبوع الماضي، وذكر أن ترامب رفض الكشف عن تفاصيل الحملة المطلوبة.

الصمت مقابل المال

وكان ترامب أدلى بتصريح، الثلاثاء الماضي، قلل فيه من قدرة السعودية والملك سلمان على حماية المملكة دون دعم الولايات المتحدة لها ولجيشها، وأن ذلك مرهون بدفع الأموال لواشنطن مقابل الحماية.

وقال ترامب أمام تجمُّع انتخابي في "ساوثافن" بمدينة "مسيسبي": "نحن نحمي السعودية. ستقولون إنهم أغنياء. وأنا أحب الملك سلمان، لكنني قلت: أيها الملك، نحن نحميك.. فربما لا يمكنك البقاء أسبوعين من دوننا؛ لذا عليك أن تدفع لجيشك".

ورغم التصريحات القوية والمتكررة من ترامب حول الملك سلمان ونجله، التي تشير إلى ابتزازهما، فإن إدارته تحظى بعلاقة وثيقة معها.

وقد تكون أمريكا ضالعة في تصفية المعارض خاشقجي بالتعاون مع السعودية، وتشتري المملكة صمتها، عقب محاولات ترامب الحثيثة بأخذ المال منها.

فمنذ 20 مايو 2017، جمعت الرياض قمة بين ترامب والملك السعودي، حصل خلالها الرئيس الأمريكي على مبالغ مالية بقيمة 460 مليار دولار تمثلت في صفقات أسلحة، وعقود اقتصادية، تلاها صفقات أخرى تباهى بها ترامب خلال حكمه.

واشنطن تطالب السعودية بتحقيق شفاف بشأن خاشقجي

لذلك تحاول امريكا بتحريف الانظار وبهذا السبب تخطت ردود الفعل الأميركية "القلق" على مصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي، إلى مطالبة واشنطن السعودية بإجراء تحقيق "شامل وشفاف" في اختفائه.

وبعد دقائق من تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب قال فيها إنه "قلق" بشأن مصير خاشقجي، أعرب نائبه مايك بنس عن استيائه "الشديد" من التقارير المتداولة بشأن مصير الصحفي السعودي، التي اعتبرها "مأساوية" حال ثبوتها.

وفي تغريدة له على تويتر، قال بنس إنه "مستاء جدا" من التقارير المتداولة بشأن مصير خاشقجي، وأضاف "إذا صح ما يتردد فهذا يوم مأساوي".

وتابع نائب الرئيس الأميركي "إن العالم يطالب بإجابات عن قضية الصحفي السعودي"، معتبرا العنف ضد الصحفيين في العالم خطرا على حرية التعبير.

من جهته دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الحكومة السعودية لدعم إجراء "تحقيق شامل" بشأن اختفاء خاشقجي، والتحلي بالشفافية بشأن نتائجه.

وبعد أن أبدى ترامب قلقه حيال اختفاء خاشقجي، قال بومبيو في بيان له "ندعو حكومة السعودية لدعم تحقيق معمق حول اختفاء خاشقجي ولتكون شفافة بشأن نتائج هذا التحقيق."  

وأضاف "لقد رأينا تقارير متضاربة حول سلامة ومكان وجود الصحفي السعودي البارز والمساهم بصحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي".

أول تحرك أمريكي لاستثمار قضية اختفاء خاشقجي

اذا نقبل امريكا تستغل قضية اغتيال خاشقجي خارجيا نرى من الداخل ايضا السياسيون الامريكيون يستغلون هذا الملف. لذلك حذر السيناتور في مجلس الشيوخ الأمريكي ليندسي غراهام، في سلسلة تغريدات نشرها على "تويتر"، السعودية من "عواقب مدمرة" في حال تأكدت المعلومات عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وفي التفاصيل، قال غراهام، الاثنين، إنه يشاطر الكثيرين المخاوف التي أعرب عنها البعض حول مصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مضيفا أنه من الضروري التوصل إلى ما وقع، وأن تعطي الحكومة السعودية إجابة واضحة ومعلومات عن مكان تواجده وتابع قائلا إنه على السعودية تقديم إجابات صادقة.

وأوضح غراهام قائلا: "نحن متفقون على أنه إذا ما تأكدت الاتهامات ضد الحكومة السعودية، فإن ذلك سيكون مدمرا للعلاقات بين السعودية وامريكا، وسيكون ثمة ثمن كبير يتعين دفعه وليس اقتصاديا فحسب".

وترى أوساط إعلامية أن تحذيرات السناتور غراهام للمملكة العربية السعودية تأتي لاستغلال القضية سياسيا على عتبة الانتخابات النصفية في السادس من نوفمبر 2018، علما أن موضوع هذه الانتخابات قد اكتسب زخما في امريكا على غير العادة، حيث يحاول الجمهوريون الاحتفاظ بهيمنتهم خاصة في ظل الحديث عن رغبة البعض في عزل الرئيس ترامب.