شاهد في شمالي اللاذقية... الإرهابيون يوسعون أنفاقهم

شاهد في شمالي اللاذقية... الإرهابيون يوسعون أنفاقهم
الثلاثاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٤:٤٢ بتوقيت غرينتش

لا يبدو المشهد في ريف اللاذقية الشمال الشرقي أنه يحمل الاستقرار الميداني، الوساطة التركية التي تعهدت بنزع سلاح الفصائل المسلحة من المناطق المتفق عليها مع روسيا قد لا تمر في المناطق الخاضعة للتنظيمات الأجنبية، التي يعد التركستان والشيشان والأوزبك أبرز مكوناتها.

العالم- سوريا

على خط النار يتأرجح الواقع السياسي الجديد رغم وصول تعزيزات تركية قادمة من العمق (الإدلبي) لوضع النقاط منزوعة السلاح على حروف الجبهة المتوترة، أعمال التحصين والتدشيم الحديثة التي تجريها جبهة "النصرة" وحليفها الحزب التركستاني ومعهما تنظيم "حراس الدين" القاعدي، بشكل مكثف في التلال القريبة لبلدة كباني تخالف القواعد السلمية التي من المفترض أن تكون ضمانة تركيا لنجاحها محسومة.

يبحث أحد القادة الميدانيين في ريف اللاذقية كما أخبر مراسل "سبوتينك" عن كامل الخيوط المؤدية للتصعيد المحتمل يراقب عن كثب عند كل صباح أعمال التحصين وحفر الخنادق في الجبهة كما يلاحظ تركيزهم على توسعة الخنادق والأنفاق المرتبطة بها والتي تعد أولى الدفاعات عن ريف إدلب فهي تخضع لتحديث ملحوظ يظهر في تعدد الدشم والارتفاع المتصاعد لبعض المتاريس, إضافة لمداخل محفورة يعتقد انها أنفاق.

وأضاف المصدر: في النقاط الأمامية يمكن أيضاً لوحدات الرصد والاستطلاع مشاهدة الحركة حتى داخل معاقل "النصرة" وقد ضبطت قبل أيام وصول رتل تركي مدجج بالأسلحة إلى بلدة "بداما" في ريف جسر الشغور، حيث توقف لبعض الوقت  دون أن يكمل طريقة نحو نقاط "كباني" في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

وبين المصدر أن هذه المنطقة الاستراتيجية تتخذ مثلثا تمتد أضلاعه فيما بين ريفي اللاذقية الشمال الشرقي وإدلب الجنوبي والحدود التركية، وهي تستضيف خليطا مسلحا فريدا في عدد جنسياته والبلدان التي قدم منها، وأبرز هؤلاء يأتي التركستان والشيشان والأوزبك والطاجيك والآذريين، ويضم تنظيمات بينها "حراس الدين" المبايع لتنظيم القاعدة في أفغانستان، والحزب الإسلامي التركستاني (الصيني)، بالإضافة إلى مقاتلين آسيويين يتحدرون من القومية التركية نشطوا في صفوف داعش سابقا قبل إدماجهم مؤخرا ضمن قوات جبهة النصرة في المنطقة.

التناقض الحاصل على امتداد الريفين اللاذقاني والإدلبي سرعان ما ظهرت انعكاساته، اعتداءات "النصرة" الصاروخية على قرى المدنيين في ريف اللاذقية لم تتوقف, كذلك أعمال الغدر والتي أسفر آخرها أمس "الأحد" عن وقوع ضحايا بعد استهداف عربة عسكرية للجيش السوري مخصصة لنقل الطعام والتي كانت تسير على خط الهدنة التركية الموعودة، مجموعة عوامل وضعت الجيش السوري أمام مرحلة الحساب والقصاص التي تشير المعطيات الميدانية بقرب تحريكها.

ورغم ظاهره العشوائي، يتسم الخليط الإرهابي في ريف اللاذقية الشمالي بالانسجام القومي، فجميع تنظيماتها ومقاتليها تتنازعهم مشاعر الانتماء للدولة العثمانية ويعتبرون أنفسهم بقايا هذه الدولة في آسيا الوسطى، وقد وهبت المخابرات التركية لكل منهم مستوطنات متجاورة في هذه المنطقة منذ بداية الحرب، وذلك بالقرب من مناطق سيطرة تنظيمي (الفرقتين التركمانيتين الساحليتين) الأولى والثانية ذوي الغالبية السورية، واللذين يعتدان بانتمائهما للدولة العثمانية أيضا، بحسب تعبير المصدر.

وأوضح المصدر أن بعض المقاتلين قدم مؤخرا من جسر الشغور لحماية الخطوط التي قد يؤدي إنزلاقها الميداني لوصول الجيش السوري إلى المدينة التي تعد منذ سنوات إحدى العواصم المجازية للمقاتلين من شرق آسيا وبعض دول آسيا الوسطى وهي تحتضن منذ سنوات عائلاتهم المتواجدين في سوريا.

وكانت القوات السورية قد أوقفت تحشيدها الميداني نحو الشمال بشكل مؤقت بعد الاتفاق الروسي التركي وأبقت على حضورها واستعداها رهينة للتطورات والمهل المحددة.