عمان.. العاصفة المدارية لبان تطور إلى اعصار من الدرجة الأولى

عمان.. العاصفة المدارية لبان تطور إلى اعصار من الدرجة الأولى
الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٣ بتوقيت غرينتش

توضح آخر خرائط الطقس وتحاليل المركز الوطني للانذار المبكر من المخاطر المتعددة تطور العاصفة المدارية لبان إلى إعصار مداري من الدرجة الاولى، يتمركز جنوب غرب بحر العرب على دائرة عرض 14.1 شمالا وخط طول 59.1 شرقاً، وتُقدر سرعة الرياح السطحية حول المركز من 64-74 عقدة، "119 إلى 137 كم/ساعة" ويبعد عن سواحل سلطنة عمان "مدينة صلالة" بمسافة 600 كم.

العالم-عمان

ويواصل الإعصار لبان تحركه باتجاه الغرب إلى الشمال الغربي نحو سواحل محافظة ظفار والجمهورية اليمنية مع احتمال تعمقه إلى اعصار من الدرجة الثانية خلال الـ 48 ساعة القادمة، وتشير التوقعات إلى احتمالة تاثر محافظة ظفار بالتاثيرات غير المباشرة اعتباراً من اليوم الأربعاء 10 أكتوبر 2018م بارتفاع امواج البحر بين 3 إلى 4 أمتار مع رياح نشطة، في حين من المتوقع بدء هطول الامطار المتفرقة اعتباراً من الجمعة 12 اكتوبر 2018م.

بينما من المحتمل ان تتأثر محافظتي ظفار والوسطى بالتاثيرات المباشرة بأمطار متفاوتة الغزارة مع رياح نشطة إلى قوية السرعة ابتداء من يوم السبت 13 أكتوبر 2018، مع ارتفاع في أمواج البحر يقدر بين 6 إلى 8 امتار.

ولكن ما هي التوقعات المفصلة لحركة الاعصار، وما هي تبعات وتأُثيرات الاعصار على الدول المجاورة.

الظروف الجوية الحالية

يتمركز الاعصار وسط بحر العرب وتحديداً على خط عرض 14.2 شمالاً وخط طول 58.8 شرقاً، ويتحرك بالاتجاه غرب شمال غرب وبحسب متوسط التوقعات تتحرك عين الاعصار بمحاذاة سواحل صلالة وبشكل مباشر نحو سواحل شرق اليمن.

وتجتمع معظم النماذج الجوية العددية والأرصاد المحلية على مسارين محتملين لحركة الاعصار،

المسار الأول: تحرك الاعصار مقترباً من سواحل صلالة ثم الى اليمن، وهو المسار المرجح بنسبة 65%، وفي نفس الوقت يعمل على هطول أمطار فيضانيه وهبوب رياح عاتية وأمواج يقدر ارتفاعها بين 7-9 أمتار على سواحل صلالة إضافة الى اليمن.

المسار الثاني: اتخاذ الاعصار مسار أكثر نحو الغرب، وفي هذه الحالة لا يتوقع أن تعبر عين الاعصار سواحل صلالة بل يبقى مدة أطول في البحر، وهذا المساء يؤدي الى ضعف كميات الأمطار بشكل كبير على سواحل صلالة، وتركزها أكثر في سواحل اليمن وجزيرة سقطرى.

وتقع صلالة بحسب متوسط التوقعات في الجزء الشرقي والشمالي الشرقي من عين الاعصار، وهو الجزء الأكثر فعالية من ناحية كميات الأمطار وارتفاع الأمواج، ولا تزال الاحتمالات واردة لأية إزاحة في مسار الاعصار خلال اليومين القادمين.

التأثيرات المحتملة على الدول العربية

مما لا شك به، لن تتأثر أية دول عربية سوى عُمان واليمن بالإعصار، وهذا يعود الى الضعف الكبير المتوقع فوق اقترابه من اليابسة، وتعم الفوضى مخرجات النماذج الجوية العددية، فبعضها يشير الى تحرك بقايا الاعصار (الرطوبة الاستوائية المصاحبة له) نحو خليج عدن فالبحر الأحمر، وبالبعض الآخر يحرك رطوبة بقايا الاعصار نحو الربع الخالي والخليج الفارسي وذلك خلال الأسبوعين القادمين.

كما تحتاج الأعاصير على توفر مياه دافئة (27 درجة مئوية فأكثر)، وهذا يعني استحالة تطور أي إعصار والضعف الكبير له بمجرد اقترابه وتحركه على اليابسة.

ومن الجدير ذكره هو احتواء حالات بحر العرب (الأعاصير) كميات هائلة جدا من الرطوبة النسبية، حيث تندفع هذه الرطوبة بعد اضمحلال الاعصار لداخل الجزيرة العربية، ومثلما عمت الفوضى في مسارات الاعصار قبل بضعة أيام، تستمر النماذج الجوية العددية بنقل الفوضى للمحطة التالية، ويقصد بالفوضى (تشتت وتباعد الاحتمالات ومسارات الحالة الجوية والفترات الزمنية لها وانخفض نسبة دقتها).

ما هي أكثر الاحتمالات منطقية لما بعد إعصار لُبان:

الاحتمال الأول (50%): تحرك بقايا الاعصار والرطوبة المصاحبة له عبر اليمن نحو جنوب البحر الأحمر، ويتزامن اندفاع الرياح الرطبة جدا والدافئة من الجنوب، بحوض علوي بارد من الشمال، مما يعني نشوء السحب الركامية وارتفاع فرص الأمطار في مناطق مختلفة من السعودية بالأخص بعد 17 أكتوبر - تشرين أول / 2018.

الاحتمال الثاني (50%): وهو مغاير تماماً وبشكل كبير للاحتمال الأول، يقضي بتحرك بقايا الاعصار الى الشمال الشرقي من اليمن ثم الى الربع الخالي، وبهذه الحالة ترتفع فرص الأمطار على الربع الخالي وجبال الحجر إضافة الى أجزاء من الخليج الفارسي خلال الأسبوع القادم.

وجميع الاحتمالات ممكنه بنسب متساوية، وهذا يعكس عدم جدوى الحديث بالتفاصيل عن أماكن وموعد الأمطار لاحقاً، الا أنه من الواضح أن رطوبة الإعصار ستتزامن مع تواجد حوض علوي بارد شمال الجزيرة العربية، مما يزيد من فرص نشوء السحب الرعدية الممطرة بعد أسبوع الى أسبوعين من الأن.

ولا تؤثر ولا تتشكل مطلقاً الأعاصير في منطقة بلاد الشام إضافة الى شمال ووسط الجزيرة العربية، حيث يتطلب تشكل الأعاصير مساحات مائية واسعة كالمحيطات وبعمق 60 متر فأكثر وحرارة سطح المياه 27 درجة مئوية فأكثر، ولا تتوفر هذه الشروط في تلك المناطق.