التونسيون غاضبون من جيش بلادهم وهذا هو السبب..

التونسيون غاضبون من جيش بلادهم وهذا هو السبب..
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٢:١٧ بتوقيت غرينتش

سادت حالة من الرفض والاستياء بين الأحزاب والنخب والمنظمات الحقوقية التونسية، بعد موافقة الجيش التونسي على إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع المملكة العربية السعودية.

العالم - السعودية

وأرجع التونسيون رفضهم شراكة جيشهم مع السعودية، إلى تورُّط جيش الأخيرة في جرائم بحرب اليمن، وتوجيه تهم لأجهزتها الأمنية باغتيال الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في اسطنبول.

وكانت وحدة من القوات الجوية السعودية قد وصلت إلى تونس بداية أكتوبر الجاري؛ للمشاركة في مناورات عسكرية تحت اسم "قيروان"، تستمر حتى 12 أكتوبر الجاري، بحسب وزارة الدفاع التونسية، وتستهدف تنفيذ تمرين مشترك بين الطيران التونسي والسعودي بالقاعدة العسكرية في بنزرت قرب العاصمة التونسية.

عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان التونسي عماد الدائمي، يقول: "يجب إيقاف المناورات العسكرية المشتركة على تراب تونس؛ بسبب جرائم السعودية وانتهاكاتها المسجلة بحق الشعب اليمني".

ويضيف "الدائمي"، وهو نائب عن حزب حراك "تونس الإرادة" الذي يتزعمه رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي، في حديث صحفي : "هذه الجرائم تتزامن مع صدور قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تمديد عمل لجنة الخبراء الأممية للتحقيق في ارتكاب جرائم حرب باليمن، والتي يرأسها التونسي كمال الجندوبي".

واعتبر أن التنسيق العسكري مع السعودية قد "يخرج بتونس من سياسة الحياد تجاه النزاعات والحروب التي تشهدها المنطقة، وقد يزجُّ بها في سياسة الاستقطاب المنتشرة حالياً".

بدوره، يقول الأمين العام لـ"حركة الشعب"، زهير المغزاوي: إن "وجود القوات الجوية السعودية على الأراضي التونسية في الوقت الذي يمارس فيه هذا الجيش أبشع المجازر في اليمن بشهادة خبراء دوليين، عمل مستنكَر".

وانتقد المغزاوي سياسة بلاده واصطفافها إلى جانب ما سماها "القوى الرجعية"، وتحالف العدوان  بقيادة السعودية والإمارات، "الذي كان هدفه الوحيد قتل الأبرياء في اليمن وضرب وحدته".

المحامي سيف الدين مخلوف دعا الدولة التونسية لضرورة إيقاف المناورات المشتركة مع الجيش السعودي، في حال تأكَّد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول.

ويقول مخلوف: "الشعوب الحرة تشمئز من الأنظمة المجرمة التي تقتل مواطنيها".

نقيب الصحفيين التونسيين، ناجي البغوري، وصف المناورات العسكرية المشتركة مع السعودية بأنها "لا تشرف" الدولة التونسية.

وأكد "البغوري" في تصريح للصحفيين، أن السعودية "بلد له رصيد سيئ في مجال حقوق الإنسان والمرأة، ومتهم بجريمة اغتيال صحفي، إضافة إلى الجرائم التي ترتكبها قوات النظام السعودي في اليمن".

من جانبه، قال زياد الهاني: إن "السعودية لديها جيش يرتكب أعمالاً إجرامية بقتل شعب اليمن الممزّق وترويعه".

وأضاف الهاني، : "النظام السعودي يؤدي دوراً تخريبياً في المنطقة العربية، خاصّة بعد ما راج عن تورُّطه في اختفاء الصحفي خاشقجي، وليس من الشرف أن تتعامل تونس معه، سواء عسكريّاً أو سياسياً".

واعتبر الناشط الحقوقي مصطفى عبد الكبير، "الطبيعة المدنيّة للجيش التونسي، وتدخلاته الإنسانية، لا يمكن أن تتلاءم مع طبيعة الجيش السعودي، المتهم بقتل مئات الأطفال في اليمن، وانتهاك حقوق الإنسان فيه".

وقال "عبد الكبير" : إنه "لا يليق بتونس ما بعد الثورة أن توافق على مثل هذه المناورات مع بلدٍ انتهك حقوق مواطنيه، وتسبب في عدة أزمات بالمنطقة".

في المقابل، أكد النائب عن حزب نداء تونس (الحزب الأول في البلاد) جلال غديرة، أن هذه المناورات تأتي في سياق التدريبات المشتركة التي اعتاد أن يجريها الجيش التونسي مع بعض الدول، ولا يجب استغلالها سياسياً.

كذلك، رفضت عدّة منظمات حقوقية تونسية مشاركة قوات بلادها في مناورات عسكرية جوية مع قوات سعودية، وحذرت في بيان لها، من خطورة مثل هذا التعاون والتقارب مع "دولة منغلقة".

من جانب آخر، أثار تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية مقطع فيديو يُظهر قائداً عسكرياً سعودياً يؤمّ بعض الجنود في صلاة الجمعة بمسجد في قاعدة سيدي أحمد، وتوصيفه بأنها "المرة الأولى التي تقام الصلاة والأذان فيها (بالقاعدة) منذ خروج الاستعمار الفرنسي"، استياء التونسيين، الذين اعتبروا ذلك "استهزاء بمشاعر الشعب".

ووصف الإعلامي التونسي وليد الفرشيشي حديث القائد السعودي بـ"العبث". وقال في تعليق صحفي: "هذا ما يقع حين تُجري مناورات عسكرية مع الحمقى!"، داعياً وزارة الدفاع التونسية إلى اتخاذ موقف تجاه ذلك.