اتفاق إدلب إلى أين؟

اتفاق إدلب إلى أين؟
الجمعة ١٢ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٠:٢٦ بتوقيت غرينتش

تتجه الأنظار إلى محافظة إدلب السورية حيث يتم تنفيذ اتفاق سوتشي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي ينص على سحب الأسلحة الثقيلة من يد الجماعات الارهابية بكافة مسمياتها، فهل ستنجح تركيا في تطبيق الاتفاق بحذافيره، وخاصة أن جماعة "جبهة النصرة" الإرهابية تسيطر على أغلب مساحة محافظة إدلب وريفها.

العالم - تقارير

وحول ما إذا كان هناك عمل ملموس بانسحاب الجماعات الارهابية من المنطقة المتفق عليها وتسليم السلاح الثقيل، اكد المرصد السوري المعارض بان جماعة "جبهة النصرة" الارهابية وغيرها من الجماعات المتحالفة معها لم يسحبوا مسلحيهم من المنطقة المنزوعة السلاح، الممتدة من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب، مروراً بريفي حماة وإدلب، واكد المرصد أنه رصد عودة المسلحين الذين سحبوا الأسلحة الثقيلة من المنطقة العازلة، وقيامهم بالانتشار في نقاط التمركز الواقعة في أرياف المحافظات الأربعة.

ويرى المحللون ان ما حدث في الأيام القليلة الماضية من انسحاب الجماعات المسلحة المرتبطة بأنقرة يدل على ان تركيا تحرص على إظهار وجود انسحابات للجانب الروسي ، لكن عمليات الاستطلاع اليومية تظهر أن هناك عمليات مراوغة بشكل كبير على بعض الجبهات، كما أن الجماعات المسلحة تستهدف مدينة حلب وهذا يعني أنه لا يوجد حسن نية من قبل الجماعات الارهابية وهي مدعومة من تركيا، أما في مناطق ابو الظهور في منطقة العيس، نزولا إلى شمال حماه في صوران، يلاحظ هناك بأن بعض الجماعات المسلحة قامت بعمليات استعراضية وسحبت بعض الأسلحة الثقيلة، لكن المراقبين يؤكدون ان هذه الجماعات الارهابية تملك آلاف القطع من السلاح الثقيل، وانه تم طمر وإخفاء بعضها في المحور الجنوبي من مدينة حلب، وهذا ما يمكن مشاهدته بالعين المجردة وحسب ما صورته طائرات الاستطلاع، مما يدفع الى الاعتقاد بأن انقرة تريد أن تظهر لموسكو أن هذه الفصائل نفذت ما عليها من بنود، ولكن الواقع يقول شيئا آخر، وتم نقل المسلحين إلى منطقة حارم وشمال اللاذقية وتدعيمهم على الجبهات القتالية في مواجهة الجيش السوري، الامر الذي يجعل اليوم تركيا على المحك، في موضوع تطبيق بنود اتفاق سوتشي فيما لا تزال التحضيرات الروسية – التركية مستمرة للمباشرة بمراقبة المنطقة منزوعة السلاح التي تم الاتفاق عليها في الـ 17 من شهر أيلول / سبتمبر المنصرم

وكانت الخارجية الروسية أعلنت، أن موسكو تدقق في معلومات تفيد باكتمال عملية سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب من قبل المسلحين. وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن وسائل الإعلام التركية أفادت، بانتهاء سحب الأسلحة الثقيلة، مضيفة: "نحن ندقق حاليا في هذه المعلومات عبر خبرائنا". وأكدت المتحدثة أن أكثر من ألف مسلح غادروا المنطقة المنزوعة السلاح حتى الآن، كما تم سحب نحو 100 قطعة من الآليات العسكرية من هناك.

ويؤكد المتابعون للشأن السوري أن الجانب الروسي والسوري في حال فشل تنفيذ اتفاق سوتشي، مستعدان وجاهزان للقيام بعمليات عسكرية موضعية لا محال ضد الجماعات الارهابية التي ترفض الاتفاق، وعلى تركيا إرغام جبهة النصرة والجماعات التي تقاتل معها على تطبيق الاتفاق أو محاربتها، كما أن تركيا نقلت بعض الجماعات المسلحة إلى جبل قنديل وهي تنسق استخباراتيا مع الولايات المتحدة، فتركيا تلعب مع جميع الأطراف، لكن يبقى الفيصل هو الميدان وما يتم تحقيقه على الجبهات خلال الأيام القادمة فإما أن تلتزم تركيا ببنود الاتفاق، أو ستكون أمام معارك موضعية مفصلية ستؤدي إلى تطبيق الاتفاق بالقوة.