مع الحدث: مقاطعة الانتخابات ودوامة النظام في البحرين - الجزء الاول

الجمعة ١٢ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٠:١٥ بتوقيت غرينتش

تدخل مقاطعة المعارضة البحرينية للانتخابات النيابية والمحلية عاملاً اساسياً لتعطيل اهداف النظام من استثمارها لتلميع صورته وترويج ديمقراطيته المفقودة بفعل تعاظم انتهاكات حقوق الانسان والفساد والافلاس الاقتصادي واشكالية استقلال القرار بعامل التعبئة العمياء للسعودية والامارات.

فما ابعاد مقاطعة الانتخابات المقبلة في البحرين؟ اي جدوى تحققها منها المعارضة داخلياً وخارجياً؟ وهل يحقق النظام البحريني اهدافه منها؟ أم تزيد المقاطعة في واقعه المأزوم وازماته المتراكمة؟

واكد المستشار القانوني ابراهيم سرحان، ان مقاطعة الانتخابات البرلمانية اصبحت واجباً شرعياً على الشعب البحريني بكل فئاته سواء كان موالاة او معارضة، وذلك لان تجربة مشاركة جمعية الوفاق من عام 2002 الى 2006 اثبتت ان المشاركة لم تغير من الواقع السياسي والديمقراطي في البحرين.

وقال سرحان في حوار مع العالم في برنامج "مع الحدث": اثبتت التجربة ان النظام السياسي يتحكم بالعملية الانتخابية بكل مفاصلها والديوان هو من يختار مرشحيه من النواب للمجلس البحريني.

واوضح، ان هذا ليس ادعاءاً بل هو ما لمسه ذلك من خلال تجربته الشخصية، عندما تم تعذيبه في غرف الموت في جهاز الامن الوطني، قيل له حينذاك لماذا لا تترك العمل الحقوقي والقانوني وتأتي الى مجلس النواب ونحن نضمن وصولك اليه.

وبين سرحان، ان مجلس النواب بيد النظام ويتحكم به ويحركه متى شاء وبأي اتجاه يريده.

واعتبر ان مقاطعة المعارضة الانتخابات البرلمانية سوف تسحب الشرعية من البرلمان البحريني، مشيراً الى انه عندما يكون البرلمان مفرغ من هذا المضمون تفقد السلطة التشريعية حقها التشريعي بسلطة واسعة او الرقابة والمساءلة عن الفساد، داعياً الى مقاطعة الانتخابات باعتباره واجباً شرعياً وسياسياً ودينياً لسحب الشرعية من البرلمان المنتخب من قبل السلطة البحرينية.

 

 

وحول ما جدوى اجراء الانتخابات البرلمانية بدون معارضة وهل من المعقول ان يكون هناك صوت واحد فقط؟ دعا الناشط المدني مراد علي مراد، المعارضة البحرينية الى المشاركة في الانتخابات البرلمانية حتى توصل صوتها، مشدداً على ان مجلس بدون معارضة يعتبر مجلساً فاشلاً.

وقال مراد: ان من يشارك في البرلمان البحريني يمكنه الاستعانة بالحصانة وبالادوات لايصال صوته، مشيراً الى ان الجلوس في الخارج لن تكون فيه فائدة، حسب تعبيره.

من جانبه، اكد الاعلامي البحريني جواد عبدالوهاب، ان البرلمان البحريني اذا كان فعلاً يؤدي الى طموح الناس يصبح عندها من الواجب ان تكون هناك مشاركة للمعارضة في الانتخابات البرلمانية.

وقال عبدالوهاب: ان تجارب مشاركة المعارضة البحرينية في الانتخابات البرلمانية على مدى اربعة فصول، اثبتت ان هذا البرلمان لا يؤدي غرضه بالنسبة لطموح شعب البحرين.

واوضح، ان المشكلة ليست جدلية مقاطعة المعارضة، وانما المشكلة في جدوائية البرلمان البحريني، مؤكداً ان هذا البرلمان مصمم على تنفيذ ارادة السلطة فقط، بمعنى انه على قياس السلطة عندما تريد ان تمرر اي مشروع كما مررت في الاونة الاخيرة مشروع القيمة المضافة.

وبين الاعلامي البحريني، بان جدوى مقاطعة المعارضة للانتخابات البرلمانية هو ايصال صوتها للعالم، وتدخل في الوعي البحريني بان البرلمان ليس كما يطالب به الشعب، وان هذه الديمقراطية ليست الديمقراطية الحقيقية التي ينادي بها الشعب، في ظل الظروف الموجودة الحالية، حيث يقبع 4 آلاف معتقل سياسي في السجون السلطة، وقبضة امنية وتوغل في القمع، وانتشار الماكنة الامنية في جميع ارجاء البحرين.

وقال عبد الوهاب: ان هذه الظروف غير مناسبة لان تدخل المعارضة او الشعب البحريني في انتخابات نزيهة خاصة وان هناك تدخل حكومي فيها، مما يثبت قبل بدايتها انها غير نزيهة، بدءاً من التهديد الذي ارسلته السلطات للكتلة الانتخابية بانها ستلاحق كل من يدعو الى مقاطعة الانتخابات، معتبراً ان هذا تدخل سافر في العملية الانتخابية.

واضاف عبدالوهاب، ان الظروف الحالية لا تساعد بان تشارك المعارضة في هذه الانتخابات، اضافة الى ان رموز وبعض اعضاء الجمعيات السياسية ممن لهم كفاءات مشهودة قد منعوا وحرموا من هذا الحق الانتخابي، فكيف يمكن للمعارضة ان تشارك في الانتخابات في حين تتدخل السلطة فيه بشكل فاضح.

 

ضيوف الحلقة:

المستشار القانوني ابراهيم سرحان

الناشط المدني مراد علي مراد

الاعلامي البحريني د. جواد عبدالوهاب

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3829346