خديجة تتحدَّث عن أيامها الأخيرة مع خاشقجي

خديجة تتحدَّث عن أيامها الأخيرة مع خاشقجي
الجمعة ١٢ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠١:٣١ بتوقيت غرينتش

تحدّثت السيدة خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي المختفي جمال خاشقجي، عن وضعها حالياً في ظل أنباء عن مقتل خطيبها، وقالت إنها تموت كل يوم "ألف مرة".

العالم - السعودية

وكانت جنكيز قد ناشدت الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التدخّل لتحديد ومعرفة مصير خطيبها الذي اختفى منذ دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، يوم الثاني من أكتوبر الجاري.

وقالت خديجة في مقال رأي نُشر بصحيفة "الواشنطن بوست" التي يكتب بها خطيبها: "لقد مرَّ أسبوع على اجتماعي الأخير مع خطيبي خارج مبنى القنصلية السعودية، قبل أن تصبح مسألة اختفائه خبراً عالمياً. كنّا في وسط الطريق نخطّط لزفافنا ونضع خططاً لحياتنا، وكنّا نذهب معاً لشراء الأجهزة لمنزلنا الجديد، وحدّدنا موعد زواجنا، لكن كنّا بحاجة لورقة من أجل إتمام ذلك".

وكشفت في مقالها أن "خاشقجي عانى كثيراً بسبب منفاه الاختياري في واشنطن بعيداً عن عائلته وأحبّائه، وكثيراً ما كان يقول: (أفتقد بلدي كثيراً، أفتقد عائلتي وأصدقائي كثيراً)، كنت أشعر بالألم العميق الذي يعيشه جمال كل لحظة".

وتقول خديجة: "سألته لماذا قرّر العيش في أمريكا، فقال إن أمريكا أقوى بلد بالعالم، حيث يمكن أن يعيش المرء بِحُرية ويعبّر عن رأيه. لقد تقدّم بطلب للحصول على الجنسية الأمريكية، وزار تركيا لإتمام مراسم زواجنا، كان يأمل أن يحصل على كل الأوراق اللازمة للزواج قبل العودة إلى واشنطن".

وتضيف: "في 28 سبتمبر، زار جمال القنصليةَ السعودية في إسطنبول للمرة الأولى، رغم قلقه من احتمال تعرُّضه للخطر، ومع ذلك قال إنه لا يوجد أي أمر بالقبض عليه في بلده الأصلي، ورغم أن آراءه أثارت غضب بعض الناس عليه، فإن التوتّرات بينه وبين السلطات السعودية لم تصل لمرحلة الكراهية والضغائن أو التهديدات".

وقالت خطيبة خاشقجي: "إنه كان يشعر بقلق متزايد من موجة الاعتقالات غير المسبوقة في بلده، فجمال لم يعتقد أن السعوديين قد يحتجزونه في القنصلية حتى لو فكّروا في اعتقاله". 

وتوضح: "بعبارة أخرى، لم يكن يمانع من الذهاب إلى القنصلية؛ لأنه لم يكن يعتقد أن شيئاً يمكن أن يحدث على الأرض التركية! لقد قال إن ذلك سيُعتبر انتهاكاً للقانون الدولي، وإن ذلك لم يحدث من قبل".

وشرحت خديجة تفاصيل ما جرى قبل دخول خاشقجي مبنى القنصلية في المرة الأولى، يوم 28 سبتمبر، مشيرة إلى أنه كان هناك حديث إيجابي بينه وبين موظّفي القنصلية، ورحّبوا به بحرارة، وأكّدوا له أنه يمكن أن يأتي في وقت آخر لتسلّم الأوراق اللازمة، فكان أن ذهب في المرة الثانية دون قلق كما المرة الأولى.

"لقد بقيت أنتظر -تقول خديجة- خارج مبنى القنصلية، وبعد ثلاث ساعات شعرت بالخوف والقلق، فأرسلت إلى بعض الأصدقاء لإبلاغهم، وعندما سألت عن جمال في مبنى القنصلية قالوا إنه غادر، قالوا لي: (ربما غادر دون أن تلاحظي). زادت مخاوفي فاتصلت فوراً بالسيد ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأحد أصدقاء جمال القدامى، ليصل الخبر بعد ذلك للصحافة".

وتتابع خديجة روايتها لما حصل قائلة: "نعم، لقد دخل القنصلية، ولكن ليس هناك أي دليل على أنه خرج. لقد كانت فرق الأمن التركية تراقب الوضع من كثب، وأنا واثقة بقدرات الحكومة التركية".

وتستدرك: "لكن في هذا الوقت أناشد الرئيس ترامب، والسيدة الأولى ميلانيا، المساعدة في إلقاء الضوء على اختفاء خاشقجي، كما أحثُّ السلطات السعودية، وخاصة الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، على الكشف عن اللقطات التلفزيونية الخاصة بالقنصلية، والتي تكشف تفاصيل ما جرى"، موضّحة أن "الحادث يمكن أن يشعل أزمة سياسية بين البلدين".