بالتزامن مع نصيب.. علم سوريا يرفرف فوق معبر القنيطرة

بالتزامن مع نصيب.. علم سوريا يرفرف فوق معبر القنيطرة
الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٥:١٨ بتوقيت غرينتش

وسط أجواء حماسية افتُتح الاثنين، للمرة الاولى منذ ثلاث سنوات معبر نصيب على الحدود السورية مع الأردن وبدأت حركة عبور السيارات والأشخاص بين البلدين، تزامناً مع اعادة العمل بمعبر القنيطرة مع الجولان المحتل، في خطوة تأتي بعد بضعة أشهر من تحرير دمشق كامل حدودها جنوباً.

العالم-تقارير

وبدأت حركة دخول عدد من السيارات والأشخاص من سوريين وأردنيين إلى سوريا، منهياً بذلك فترة إغلاق لمعبر نصيب استمرت نحو ثلاث سنوات نتيجة سيطرة الجماعات الإرهابية على المعبر.

وكان وزير الداخلية السوري اللواء محمد إبراهيم الشعار اعلن أمس الاحد أنه تم الاتفاق مع الجانب الأردني على إعادة فتح معبر نصيب جابر الحدودي بين البلدين اعتبارا من اليوم إثر اجتماع اللجنة الفنية السورية الأردنية في مركز جابر الحدودي والاتفاق على الترتيبات والإجراءات الخاصة لإعادة فتح معبر نصيب جابر.

وبعد افتتاح المعبر قام وفد اقتصادي يضم محمد السواح رئيس اتحاد المصدرين السوري ورئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس ومحمد حمشو أمين سر اتحاد غرف التجارة السورية وعددا من رجال الأعمال السوريين بزيارة إلى مركز جابر الأردني برئاسة السواح حيث أكد في تصريح للصحفيين أن معبر نصيب جابر يشكل شريانا رئيسيا لعودة تدفق البضائع بين سورية والأردن وتنشيط الاقتصاد وهو منطقة عبور لسورية نحو دول الجوار ويتمتع بالأهمية نفسها بالنسبة للأردن.

وكشف السواح عن إقامة مكتب للتصدير في معبر نصيب لتخديم المصدرين بالتوازي مع توفير كل المعلومات وتقديم كل مساعدة تتطلبها حركة عبور التجارة عبر نصيب الذي سيشكل افتتاحه رافدا مهما للاقتصاد السوري.

ولفت السواح إلى أنه في غضون أسابيع قليلة سيتم افتتاح مركز دائم للصادرات السورية في كل من عمان والكويت وأيضا العراق على اعتبار أن فتح المعبر سيمكن البضائع السورية من الوصول إلى الأسواق العراقية عبر الأردن مبينا أن مئات الشركات السورية متحمسة لعرض منتجاتها في المركز الذي سيتم تنفيذه وفق المعايير العالمية وبالشكل الذي يقدم المنتج السوري بأفضل صورة.

هاني أبو حسان رئيس غرفة صناعة اربد الأردنية بين في تصريح مماثل أن الزيارات الاقتصادية بين البلدين لم تنقطع مشيرا إلى أن دخول الوفد الاقتصادي السوري إلى مركز جابر قادما من معبر نصيب هو ترجمة حقيقية للجهود الجبارة لدى القطاع الخاص مع الجهات الحكومية في البلدين.

ولفت إلى أن رجال الأعمال الأردنيين وجدوا تجاوبا كبيرا من الحكومة السورية معتبرا أن سورية والأردن رئتان لجسد واحد والشريان عاد اليوم بينهما.

عبد السلام ذيابات رئيس غرفة تجارة الرمثا أشار إلى أن سورية والأردن ترتبطان بعلاقات عائلية واجتماعية ونأمل أن يعود الاستقرار إلى كامل المحافظات السورية لافتا إلى أن أمن واستقرار سورية من أمن واستقرار الأردن.

زياد الحمصي رئيس غرفة صناعة عمان أكد أن العلاقات الاجتماعية بين البلدين عادت على الفور والعلاقات الاقتصادية بدأت بالعودة تدريجيا موضحا أن نصيب هو شريان أساسي بين البلدين وهو دافع قوي لإعادة تنشيط التجارة بين البلدين.

وكانت وحدات من الجيش السوري طهرت في تموز الماضي المعبر الحدودي من الإرهاب وأعادت إليه الأمن وباشرت الورشات الفنية أعمال الترميم في المعبر وإصلاح الطرقات الواصلة إليه من مدينة درعا إضافة إلى استكمال الإجراءات اللوجستية اللازمة لإعادة تشغيله بهدف استعادة حركة النقل البري وتسهيل نقل الركاب والبضائع بين البلدين.

وصرّح نقيب أصحاب الشاحنات الاردني محمد الداوود إن 5 آلاف شاحنة جاهزة للعمل على نقل البضائع من وإلى سوريا عبر معبر جابر الحدودي.

وقال: أن أصحاب الشاحنات يفضلون تبادل البضائع مع الشاحنات السورية في بداية الأمر لضمان مدى أمان الطريق والبنية التحتية في الداخل السوري.

وأكد الداوود أن فتح المعبر سيخفض أسعار البضائع المستوردة إلى النصف بسبب انخفاض تكاليفها، إضافة إلى أنها ستصل إلى المملكة بوقت أقل بنحو 20 يوما تقريبًا.

وافادت صحيفة راي اليوم انه لم تعرف بعد الاعتبارات والاتصالات الأمنيّة التي كرّست إعادة تشغيل المعبر بعد خلافات متواصلة منذ ثلاثة أعوام  لكنها علمت بأن الجانب الروسي قدّم الرعاية اللازمة لإدارة مفاوضات المعبر بين الجانبين طوال الأسابيع الثمانية الماضية.

وبلغت قيمة التبادل التجاري بين الأردن وجارته الشمالية في 2010 نحو 615 مليون دولار، قبل أن تتراجع تدريجيا بسبب الحرب التي اندلعت عام 2011.

كما تأمل دمشق في إعادة تفعيل هذا الممر الاستراتيجي وتنشيط الحركة التجارية مع الأردن ودول الخليج الفارسي، نظرا للفوائد الاقتصادية.

ويشكل معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن أهمية خاصة بالنسبة للبنان، حيث يعتبر الشريان الأساسي الذي يربطه بالدول العربية من حيث التصدير البري، ويساعد قطاعي الصناعة والزراعة في لبنان على تصدير المنتجات للدول المجاورة.

وفي هذا المجال، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون أن الاتفاق بين عمّان ودمشق على فتح معبر نصيب الحدودي، سيتيح انتقال الأشخاص والبضائع من لبنان إلى الدول العربية وبالعكس، وسيعيد ربطه بعمقه العربي.

وقال الرئيس اللبناني: "هذا الأمر سيعود بالفائدة أيضا على لبنان، ويعيد وصله برا بعمقه العربي، مما يتيح انتقال الأشخاص والبضائع من لبنان إلى الدول العربية وبالعكس".

وشدد على أن "فتح هذا المعبر الحيوي بعد ثلاث سنوات على إقفاله، سينعش مختلف القطاعات الإنتاجية، ويخفف كلفة تصدير البضائع من لبنان إلى الدول العربية"، مؤكدا أنه "على جميع المسؤولين في لبنان، أن يستغلوا كافة الفرص المتاحة لدعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق مصالح المواطنين، والالتفاف حول رؤية وطنية موحدة للنهوض بالاقتصاد، ومواجهة تحديات الأزمة الراهنة.

وكان وزير خارجية لبنان جبران باسيل قد زار العاصمة الأردنيّة عمّان وطلب إعادة فتح معبر نصيب.

إعادة فتح معبر القنيطرة بين سوريا والجولان المحتل

من جانب آخر رفع العلم السوري اليوم الاثنين فوق معبر القنيطرة مع الجولان السوري المحتل بعد نحو خمس سنوات على اغلاقه نتيجة سيطرة التنظيمات الإرهابية عليه قبل اندحارها من المحافظة.

وذكر محافظ القنيطرة همام دبيات أن افتتاح معبر القنيطرة بشكل رسمي اليوم جاء بعد الانتصار الكبير الذي حققه الجيش السوري على الارهاب وطهر المحافظة من التنظيمات الإرهابية التي أغلقت المعبر لنحو 5 سنوات بعد انسحاب قوات الأندوف من المنطقة.

وبين المحافظ أن لافتتاح المعبر أهمية ورمزية كبيرة وهو انتصار حقيقي يسجل في تاريخ سورية فبعد أن كان المعبر يشكل نقطة دعم للإرهابيين من قبل العدو الإسرائيلي خلال فترة سيطرتهم عليه أصبح الآن بوابة لدعم احرار الجولان الذين نوجه لهم التحية لصمودهم ومواقفهم الوطنية المشرفة.

وقال شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الشيخ حكمت الهجري: “نحن اليوم في عيد وطني حقيقي لأن فتح هذا المعبر من جديد هو إعادة فتح للشريان الأساسي مع الجولان الذي لم ولن ننسى أهلنا فيه لثبات مواقفهم وتمسكهم بهويتهم وقوميتهم وتاريخهم الحافل بالمقاومة وقريبا سيكون هذا المعبر فسحة للتواصل مع الأهل في الجولان المحتل”.

بدوره أشار العميد مازن يونس رئيس مكتب الهدنة إلى أن “المعبر يؤمن جميع النواحي التي تضمن التواصل مع أهلنا في الجولان السوري المحتل خاصة ما يتعلق منها بالنواحي البروتوكولية المتعلقة بتصديق وثائق رسمية وعبور الطلاب والمشايخ وشراء موسم التفاح من الأهالي بالإضافة لأي حالات انسانية تتطلب المعالجة”.

ولفت العميد يونس إلى أن قوات الأمم المتحدة ستعيد انتشارها في مواقعها السابقة التي كان يسيطر عليها الإرهابيون مبينا أن عدد القوات التي ستنتشر 1250 مراقبا دوليا ونحو 100 عنصر مدني من مختلف الجنسيات يعملون كإداريين وللتحميل اللوجستي وهذه القوات تعتبر بعثة أممية انبثقت عن قرارات الأمم المتحدة التي تنص على أن الجولان السوري المحتل جزء لا يتجزأ من الأراضي العربية السورية.

وبين العميد يونس أنه بعد ترميم مقر نبع الفوار انتشرت قوات الأمم المتحدة فيه وفي 4 مواقع في الحرمين كما أن هناك نحو 22 موقعا ومحرسا لقوات الاندوف.

من جانبه لفت العماد سيرجي كورالينكو نائب قائد القوات الروسية في سورية إلى أن “الجهات المعنية السورية قامت بجهود كبيرة مع قوات الأمم المتحدة لتجهيز هذا المعبر وتحضيره لإعادة فتحه من جديد” مبينا أنه بعد “تسليم المجموعات المسلحة التي كانت تنتشر في المنطقة أسلحتها إلى الجيش العربي السوري وبالتعاون مع روسيا تمت إزالة الألغام ومن ثم تنفيذ عدة دوريات للتأكد من تأمين المنطقة تلاها دورية مشتركة مع الأمم المتحدة من مدينة البعث إلى القنيطرة وصولا إلى افتتاح المعبر اليوم بعد تجهيزه بشكل كامل”.

المنسق الميداني للجنة الدولية للصليب الأحمر في عموم الجنوب السوري محمود صلاح أوضح أن لفتح المعبر أهمية انسانية ودورا في إعادة الروابط العائلية بين أهالي الجولان السوري المحتل والأراضي السورية لافتا إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتطلع لإعادة الدور الإنساني المتمثل في لم شمل العائلات إضافة إلى إعادة تصدير ونقل الفواكه وخاصة التفاح الذي تشتهر به منطقة الجولان وذلك في إطار التفويض الممنوح للجنة وفق الاتفاق الموقع عام 1974.

وعلى وقع انتصارات الجيش السوري وبعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها التنظيمات الارهابية المدعومة من الكيان الاسرائيلي تم في الـ 19 من آب الماضي التوصل لاتفاق في القنيطرة ينص على خروج الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى إدلب وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء في مناطقهم وعودة الجيش السوري الى النقاط التي كان فيها قبل عام 2011.

ومن بين المعابر الحدودية الرسمية الرئيسية الـ19 بين سوريا والدول المجاورة أي لبنان والاردن والعراق وتركيا، بات الجيش السوري يسيطر على أكثر من نصفها بينها خمسة مع لبنان، واثنان مع الأردن والعراق، بالاضافة الى معبرين مع تركيا التي أغلقتهما من جهة حدودها.