اختفاء خاشقجي يلقي بظلاله على اسعار النفط والريال السعودي

اختفاء خاشقجي يلقي بظلاله على اسعار النفط والريال السعودي
الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٥:٣٠ بتوقيت غرينتش

قفزت أسعار النفط اليوم الاثنين، مع تزايد التوتر الحاصل إثر اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ومخاوف المشترين على شح الإمدادات، ناهيك عن قرب سريان العقوبات على نفط إيران.

العالم تقارير

وبحلول الساعة 04:24 بتوقيت غرينتش، ارتفع خام القياس العالمي مزيج "برنت بواقع 1.01 دولار إلى 81.44 دولار للبرميل، فيما صعدت عقود الخام الأمريكي بواقع 80 سنتا إلى 72.14 دولار للبرميل.

وقال خبير الطاقة وانغ شياو: "عبر السوق مرة أخرى عن قلقه من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بعد تبادل التصريحات الأمريكية والسعودية بشأن اختفاء الصحفي السعودي مما أدى إلى ارتفاع الأسعار".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد بأنه سيكون هناك "عقاب شديد" في حال ثبوت ضلوع السعودية في اختفاء الصحفي السعودي.

من جهتها نفت الرياض تورطها في اختفاء خاشقجي، وقال وزير الداخلية عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود إن "الاتهامات بوجود أوامر بقتل الصحفي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة".

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر سعودي مسؤول قوله: "تؤكد المملكة رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية أو استخدام الضغوط السياسية أو ترديد الاتهامات الزائفة التي لن تنال من المملكة ومواقفها الراسخة ومكانتها العربية والإسلامية والدولية ومآل هذه المساعي الواهنة كسابقاتها هو الزوال".

وأضاف: "تؤكد المملكة أنها إذا تلقت أي إجراء سوف ترد عليه بإجراء أكبر، وأن لاقتصاد المملكة دورا مؤثرا وحيويا في الاقتصاد العالمي، وأن اقتصاد المملكة لا يتأثر إلا بتأثر الاقتصاد العالمي".

يذكر أن السعودية تعيش أزمة كبيرة خلال الفترة الحالية، بعد أن شوهد الصحفي السعودي جمال خاشقجي آخر مرة في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الحالي وهو يدخل إلى القنصلية السعودية في إسطنبول للحصول على وثائق لإتمام زواجه، وقالت خطيبته التي كانت تنتظره في الخارج إنه لم يخرج من القنصلية.

وقدمت السلطات التركية والسعودية روايات متضاربة حول مكان خاشقجي، حيث تقول أنقرة إنه لم يخرج من مبنى القنصلية السعودية الذي دخله، بينما تصر الرياض على أنه غادره بعد وقت وجيز من إنهاء إجراءات معاملة متعلقة بحالته العائلية.

الريال السعودي يتراجع أمام الدولار لأدنى مستوى في 15 شهرا

تراجع الريال السعودي أمام الدولار الأمريكي، في المعاملات الفورية، اليوم الإثنين، لأدنى مستوى في 15 شهرا، على خلفية التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.

وتسبب اختفاء صحفي سعودي، دخل قنصلية بلاده في إسطنبول منذ 2 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، ولم يخرج منها بحسب خطيبته، في تبادل التهديدات بين المملكة والولايات المتحدة.

وبلغ سعر صرف الدولار الأمريكي في التعاملات الفورية اليوم الإثنين، 3.752 ريالا/ دولار واحد، مقارنة مع متوسط 3.75 ريالا/ دولار سابقا.

وتربط السعودية عبر مؤسسة النقد العربي (البنك المركزي)، سعر عملتها (الريال) عند 3.75 للدولار.

وهددت السعودية (أكبر منتج في “أوبك” وأكبر مصدر في العالم)، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية (واس)، الأحد، بالرد على أية عقوبات قد تطالها.

وسبق البيان السعودي، تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات صحفية، بعقوبات قاسية، في حال ثبوت مقتل الصحفي جمال خاشقجي، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول.

و تعرضت الأسواق المالية السعودية لضغوط في الأيام القليلة الماضية مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمعاقبة الرياض إذا اتضح أن الصحفي السعودي المختفي جمال خاشقجي قد قُتل في قنصلية المملكة باسطنبول.

وهوت البورصة 3.5 بالمئة أمس الأحد.

وأظهرت التعاملات الآجلة في أسواق العملة، التي تستخدمها البنوك للتحوط من التحركات المحتملة لسعر الصرف في المستقبل، ضغوطا متوسطة على الريال في وقت مبكر اليوم.

وارتفع الدولار 74 نقطة مقابل الريال وهو أعلى مستوى في ثمانية أشهر من 54 نقطة يوم الجمعة. وفي 2016 ارتفع فوق الألف نقطة لفترة وجيزة.

 

قضية اختفاء الخاشقجي تهدد "دافوس الصحراء" في الرياض

قررت مؤسسات كبرى في مجال الأعمال وأخرى إعلامية عدم المشاركة في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" المقرر عقده بالسعودية، على خلفية قضية الصحفي جمال خاشقجي.

في اليوم الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري دخل الصحفي السعودي جمال خاشقجي مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول لاستخراج أوراق رسمية نحو الواحدة ظهرا، لكنه لم يخرج من القنصلية، بحسب ما أكدت مصادر أمنية تركية إضافة لخطيبته التي كانت تنتظره خارج مبنى القنصلية.

وقال مسؤولون في الأمن التركي إن الاستنتاجات الأولية لديهم تشير إلى أن خاشقجي قُتل داخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول وأن القتل كان مدبرا، حيث تم استدراجه من خلال تحديد موعد مسبق له للقدوم للقنصلية لاستلام أوراقه. ونفت السعودية تلك الاتهامات.

 

ازمة الخاشقجي تلقي بظلالها على دافوس الصحراء

في العام الماضي أعلن صندوق الاستثمارات العامة بالسعودية، الذراع الاستثمارية للمملكة، وأحد أكبر صناديق الثروة السيادية على مستوى العالم، إطلاق "مبادرة مستقبل الاستثمار" برعاية الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.

عقدت الدورة الأولى من المبادرة في مدينة الرياض خلال الفترة من 24 إلى 26 من أكتوبر/ تشرين أول 2017، برئاسة محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ورئيس مجلس صندوق الاستثمارات العامة، وأطلق على المؤتمر اسم "دافوس في الصحراء" تيمنا بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

شارك أكثر من 2500 شخصية رائدة ومؤثرة في عالم الأعمال من أكثر من 60 دولة، ناقشوا الفرص والتحديات التي ستشكل وجه الاقتصاد العالمي والبيئة الاستثمارية في العقود المقبلة، وكان من أبرزهم المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، والرئيس التنفيذي المشارك لبريدجووتر أسوشيتس ديفيد ماكورميك، ورئيس أرامكو السعودية.

وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قدوم عمالقة الاقتصاد والأعمال على مستوى العالم إلى العاصمة السعودية الرياض في العام الماضي بأن الرياض تتحول لـ "مركز القوة الاقتصادية في العالم".

يعاود صندوق الاستثمارات العامة تنظيم "مبادرة مستقبل الاستثمار" للعام الحالي 2018م، خلال الفترة 23-25 أكتوبر الجاري.

تحت عنوان "خارطة طريق للقرن الثاني والعشرين"، تسعى المبادرة هذا العام إلى مواصلة استكشاف الاتجاهات والفرص التي ستساهم في تحقيق عائدات وآثار إيجابية مستدامة، وبناء شبكة تضم أهم الأطراف المؤثرين في الساحة العالمية، إضافة إلى تسليط الضوء على القطاعات الناشئة التي ستساهم في رسم مستقبل الاقتصاد العالمي خلال العقود المقبلة.

كشف صندوق الاستثمارات العامة في وقت سابق عن قائمة المتحدثين في مبادرة مستقبل الاستثمار للعام الحالي، حيث تضم القائمة أكثر من 100 شخصية بارزة من الرؤساء التنفيذيين، والمستثمرين، ورواد الأعمال من مختلف دول العالم.

لكن مؤسسات كبرى في مجال الأعمال وأخرى إعلامية قررت عدم المشاركة في المؤتمر على خلفية قضية الصحافي جمال خاشقجي منها:

شبكة سي إن إن، وصحيفة نيويورك تايمز، وشبكة "سي إن بي سي"، ووكالة بلومبيرغ، وصحيفة فايننشال تايمز، والرئيس التنفيذي لشركة أوبر، وشركة سيمنس، ومالك صحيفة لوس أنجلوس تايمز، ورئيس تحرير إيكونوميست، ومصمم نظام عمل هاتف أندرويد، وكاتب المقالات في صحيفة نيويورك تايمز أندرو روس سوركين، والرؤساء التنفيذيين لشركات فياكوم و"إيه أو إل"، ووزير الطاقة الأمريكي السابق إرنست مونيز علق دوره الاستشاري في مشروع نيوم.

كما أنهت مجموعة هاربور غروب، وهي شركة في واشنطن، عقدا مع السعودية بقيمة 80 ألف دولار في الشهر.

وأعلن رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فيرجين أن مجموعته (فيرجن غروب) ستعلق محادثاتها مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي بشأن استثمارات مقررة حجمها مليار دولار.

إلا أن مديرة صندوق النقد الدولي أعلنت اليوم، إن قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي "مروعة"، لكنها لا تزال تعتزم الحضور الى السعودية للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي.

وقالت لاغارد في بالي حيث تعقد اجتماعات صندوق النقد الدولي إن "حقوق الإنسان وحرية الإعلام هما أمران أساسيان، لقد تم التداول بأمور مروعة، لكن يجب أن أتابع أعمال صندوق النقد الدولي في كل أنحاء العالم".

ويأتي تصريح لاغارد بعدما أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوتشين أيضا في بالي إنه يعتزم المشاركة في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" للعام 2018 في الرياض، مع متابعة التحقيق في قضية خاشقجي.