الإمارات.. السعودية.. أم هادي.. من أطاح بـ"بن دغر"؟

الإمارات.. السعودية.. أم هادي.. من أطاح بـ
الثلاثاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٤:١٩ بتوقيت غرينتش

العالم – الخبر وإعرابه

الخبر:

فيما تم يوم أمس عزل عبيد بن دغر من منصبه الموهوم بحكومة المستقيل عبد ربه منصور هادي، لاتزال التكهنات تتواصل في أسباب هذه الإقالة.

التحليل:

- ففيما يزداد زخم وقوة "الحراك الجنوبي" يوما بعد يوم مرتكزا على عدم كفاءة حكومة هادي من جانب، ومخالفة للاحتلال السعودي الإماراتي إضافة إلى الاحتجاج على نهب الثروات اليمنية على يد المحتلين من جانب آخر، فإن الرئيس اليمني المستعفي ومن خلال عزله عبيد بن دغر إنما لجأ إلى سياسية الهروب إلى الأمام.. أي أنه جعل رئيس وزراءه كبش فداء لنفسه واضعاً إياه في مرمى الاتهامات. فمن جانب يسعى هادي بذلك إضفاء الشرعية على نفسه، ومن جانب آخر إنما يقوم بدرء جميع الفتن بشأن الاضطرابات الناجمة عن احتلال البلاد عن نفسه بصفته أحد حلقات العدوان على اليمن.

- عبيد بن دغر كان مستشار علي عبدالله صالح في حزب المؤتمر الوطني وانشق منه ليلتحق بعبد ربه منصور هادي، حيث كان الهدف السعودي من استقطابه وتنصيبه بالمنصب هو استدراج أعضاء حزب المؤتمر الوطني إلى جانب قوات الجيش اليمني. لكن مع مرور الأيام زادت ميول بن دغر إلى الإماراتيين، وفيما كان رئيسا لوزراء حكومة هادي المدعومة سعودياً لكنه كان يخدم في الأرض الإماراتية. حيث تأتي إقالة بن دغر لتؤكد مرة أخرى محاولات التستر على الخلافات السعودية الإماراتية في اليمن، هذا من جانب، ومن جانب آخر أنه ومع مجيء "معين عبدالملك" تسعى الرياض لقطع الهيمنة الإماراتية المتنامية في المناطق التي يتنازع الجانبان عليها.

- وإن كان إجراء هادي الوقائي هذا وبزعم هادي والسعودية سيقلص ردود الأفعال الشعبية الجنوبية وسيحد من التدخل والعداء الإماراتي، لكن الحقيقة أن ازدياد قوة الحراك الجنوبي ومعارضة المجلس الانتقالي التابع للإمارات إلى جانب عدم حضور رئيس الوزراء الجديد وحكومة هادي في اليمن )بسبب تشتتهم في مختلف بلدان العالم( إنما يجعل من مزاعم وإجراءات عبدربه منصور هادي مزحة طفولية.