صواريخ ايران البالستية، حربة في خاصرة الاعداء.. ماذا بعد؟

صواريخ ايران البالستية، حربة في خاصرة الاعداء.. ماذا بعد؟
الثلاثاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٠ بتوقيت غرينتش

باتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك بالفعل أكبر منظومة من الصواريخ الباليستية في المنطقة، حيث تكمن قوة إيران الدفاعية والإستراتيجية حاليا في الصواريخ بعيدة المدى القادرة على إصابة أي هدف معاد ثابت أو متحرك في مدى يبلغ حوالي 2000 كم، ما أعاد توازن القوى ومعادلة الردع بالمنطقة وبث الرعب لدى الاعداء في مواجهة تهديداتهم.

العالم - تقارير

وأعلن قائد القوات الجوفضائية لحرس الثورة الاسلامية في ايران العميد امير علي حاجي زاده، أن ايران تمكنت من زيادة مدى الصواريخ البالستية البحرية الى 700 كيلومتر. وقال: إن مدى الصواريخ الايرانية يبلغ اليوم ألفي كيلومتر، مشيراً الى أنّ هذه الصواريخ كلها تمتاز بالقدرة على ضرب أهداف نقطوية.

واضاف العميد حاجي زاده، أن الطائرات الايرانية المسيرة القاذفة نفذت حتى الآن 700 مهمة قتالية ضد مسلحي جماعة "داعش" الوهابية في سوريا دمرت خلالها دبابات وحاملات جند وسيارات مفخخة وخنادق قتالية.

واكد، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الاولى في المنطقة والسابعة او الثامنة في العالم من حيث الصواريخ وان كوريا الشمالية ادنى منا في هذا المجال.

واضاف العميد حاجي زادة، لقد نجحنا في تصنيع صاروخ "ساحل –بحر" باليستي وليس كروز، قادر على اصابة الهدف البحري على مسافة 700 كم.

وقال قائد القوات الجوفضائية لحرس الثورة الاسلامية: ان صواريخنا البالغة مداها ما بين 200 الى 2000 كم، كلها بالغة الدقة وان صواريخنا المصنعة سابقا يتم تحويلها الان الى صواريخ بالغة الدقة.

ما آخر مدى صواريخ ايران؟

وكان القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء محمد علي جعفري، قد أعلن الشهر الماضي، أن امتلاك فائض من الصواريخ ذات الدقة العالية وبمدى 2000 كم، عزز ايران بقدرات فريدة من نوعها لمواجهة الاستكبار العالمي.

وأضاف اللواء جعفري في تصريح للتلفزيون الايراني آنذاك، أن على الذين يمتلكون قواعد وقوات ومعدات اطراف ايران وبنطاق الفي كيلومتر منها، العلم من أن صواريخ حرس الثورة عالية الدقة.

وأكد اللواء جعفري أن حرس الثورة وعبر عمل استخباري وقيادي واستخدام صواريخ دقيقة وتقنيات الطيران، استطاع أن يثأر لشهداء مخفر "مريوان" وبقية الشهداء الذين سقطوا في محافظة كردستان (غرب ايران)، في اشارة للضربة الصاروخية التي استهدفت ارهابيين في شمال العراق.

وفي يونيو 2018، شدد قائد حرس الثورة الاسلامية على ان إيران لا تعتزم في الوقت الراهن زيادة مدى صواريخها، رغم انه لديها من القدرة العلمية التي تتيح زيادة مدى الصواريخ، لكن هذا ليس ضمن سياستها الحالية لأن معظم أهداف الأعداء الاستراتيجية تقع بالفعل ضمن مدى 2000 كيلومتر. هذا المدى كاف لحماية الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

دقة الاصابة

ولم تمض على الضربة الصاروخية التي سددها حرس الثورة الاسلامية في 8 ايلول/سبتمبر الماضي، لمقر اجتماع قادة احدى الزمر الارهابية المعادية للجمهورية الاسلامية الايرانية في منطقة كردستان العراق بواسطة 7 صواريخ قصيرة المدى أرض-أرض من نوع فاتح 110، حتى تناقلت وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية نبأ الضربة الصاروخية الايرانية ومدى دقتها وقدراتها التدميرية.

ومما تجدر الاشارة اليه ان وسائل الاعلام الغربية اكدت استخدام ايران لهذا النوع من الصواريخ بل وزادت على ذلك بأن ايران لديها صواريخ من نفس فصيلة فاتح وتحت مسميات "فاتح مبين"، وذو الفقار، خليج فارس، وهرمز، تتراوح مدياتها بين 300-700 كيلومتر أيضا، ما يعني ان ايران بتسديدها هذه الضربة الصاروخية لقادة الجماعات الارهابية المجتمعة في المناطق الشمالية للعراق ذات الاغلبية الكردية، وجهت عدة رسائل لداعميهم في واشنطن والرياض وتل أبيب.

وهذا ان دل على شيئ فإنما يدل على ان ايران لديها قدرات صاروخية اكبر مما تعرضه وتستخدمه لكنها تبقى محافظة على عهدها بأنها لم ولن تستخدم قدراتها الصاروخية ضد اي بلد خاصة بلدان الجوار، وفي نفس الوقت لن تسمح لأي من أعدائها النيل من أمنها حتى لو تمترس في اراضي البلدان المجاورة.

ارهابيو سوريا لم ينجو من الصواريخ الايرانية

كما أطلقت القوة الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الاسلامية في الساعات الاخيرة من يوم الأحد 18 حزيران/يونيو 2017، عددا من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، على مواقع الارهابيين التكفيريين بما فيها مقر القيادة ومراكزو تجمعهم وإسنادهم، في منطقة دير الزوير السورية.

وحسب البيان الصادر من قبل حرس الثورة الاسلامية، فإن هذا الإجراء كان جانبا من انتقام الحرس الثوري من الارهابيين مقابل هجماتهم الارهابية في طهران.

وفي هذه العمليات، تم إطلاق 6 من صواريخ "ذوالفقار" و"قيام" نحو مواقع الارهابيين في دير الزور، وقد حلقت هذه الصواريخ فوق أجواء العراق، وأصابت أهدافها المحددة بدقة.

ومن المؤكد أن المعلن من القدرات الصاروخية الايرانية، هو جزء من هذه المنظومة، فهناك الكثير من الصواريخ غير المعروفة على وجه اليقين حتى الآن، ولا أحد يستطيع أن يجزم طبيعتها، إلا أن المعلوم أن ايران الاسلامية لم تعتد على أي دولة مجاورة، وأن القيادات العسكرية والسياسية في إيران أكدت مراراً وتكراراً أن قوتها العسكرية والصاروخية هي قوة رادعة ولا تستهدف دول المنطقة، لكن على الأعداء أن يدركوا بأن الاعتداء على ايران سيكلّفهم غاليا.