هل يفتح "معبر نصیب" ابواب العلاقات بين سوريا والاردن؟

هل يفتح
الأربعاء ١٧ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٥:٢٩ بتوقيت غرينتش

أكد رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، أن افتتاح معبر جابر – نصيب الحدودي بين الأردن وسوريا، من شأنه انعاش الحركة الاقتصادية، وفتح الآفاق أمام حركة تجارة واعدة مع دول المنطقة.

العالم - التقارير

وقال الطراونة في تصريح صحفي، "نرحب في مجلس النواب بالاتفاق الذي توصلنا إليه مع الأشقاء السوريين، وهو اتفاق يمهد الطريق أمام علاقات أكثر متانة وعمقا مع الأشقاء".

وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن البلدين تربطهما علاقات تاريخية طويلة، وأواصر متينة بين شعبيهما، وهناك تطلعات مشتركة.

وشدد الطراونة على أن المملكة حرصت، منذ بداية الأزمة السورية، على تجنب أي تدخل عسكري، وأن موقفها كان واضحا، مشيرا إلى أن الملك الأردني عبد الله الثاني أكد على عدم جدوى الحل العسكري، ونادى في مختلف المحافل الدولية بضرورة الحل السلمي لتجنيب الشعب السوري إراقة المزيد من الدماء.

وختم الطراونة، بالتأكيد على أن تسهيل حركة النقل والتجارة بين البلدين، ستنعكس إيجابا على مزيد من الانفتاح في العلاقة وتصب في مصلحة البلدين، مشيرا إلى أن الأردن يتعاطى مع هذا الملف انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا.

سوريا والاردن تربطهما علاقات تاريخية طويلة 

بدوره قال مستشار مجلس الوزراء السورى، عبد القادر عزوز، ان افتتاح المعابر الحدودية مع سوريا هو ثمرة ونتيجة للواقعية السياسية وتضحيات سوريا وجيشها وشعبها، مؤكدا أن ذلك مؤشر لتعافي الدولة السورية على المستوى الاقتصادى، لأن فتح المعابر بمثابة مقدمة لانتعاش اقتصادي مع الاردن ولبنان وهو ما ينعكس ايجابا على جميع الاطراف ويهيئ الظروف لعودة السوريين إلى بلادهم.

وأكد عزوز في تصريحات من دمشق، ضرورة استجابة كافة الأطراف للقرارات الدولية وعدم توفير ملاذ آمن للإرهابيين وأيضا قطع خطوط الإمدادات للجماعة الإرهابية، مشددا على ضرورة العودة إلى عملية سياسية لحل الأزمة السورية بعيدا عن أى تدخلات خارجية.

من جانب اخر، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون أن الاتفاق بين عمّان ودمشق على فتح معبر نصيب الحدودي، سيتيح انتقال الأشخاص والبضائع من لبنان إلى الدول العربية وبالعكس، وسيعيد ربطه بعمقه العربي.

وقال الرئيس اللبناني: "هذا الأمر سيعود بالفائدة أيضا على لبنان، ويعيد وصله برا بعمقه العربي، مما يتيح انتقال الأشخاص والبضائع من لبنان إلى الدول العربية وبالعكس".

وشدد على أن "فتح هذا المعبر الحيوي بعد ثلاث سنوات على إقفاله، سينعش مختلف القطاعات الإنتاجية، ويخفف كلفة تصدير البضائع من لبنان إلى الدول العربية"، مؤكدا أنه "على جميع المسؤولين في لبنان، أن يستغلوا كافة الفرص المتاحة لدعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق مصالح المواطنين، والالتفاف حول رؤية وطنية موحدة للنهوض بالاقتصاد، ومواجهة تحديات الأزمة الراهنة".

من جانبها، توافدت صباح اليوم الاربعاء عشرات السيارات الاردنية المتوجهة الى سوريا عبر معبر نصيب الحدودي في اليوم الثالث بعد تشغيل وافتتاح المعبر.

وقالت مصادر على المعبر الحدودي من الجانب الاردني بان المئات من الاردنيين بدؤوا يخططون لقاء نهاية الاسبوع في دمشق بعد اكثر من سبع سنوات من الانقطاع عنها.

فتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن

ونجحت المفاوضات بين الوفود السورية والأردنية التى بدأت منذ عدة أشهر فى التوصل لاعادة فتح معبر نصيب/ جابر مع الأردن، وبدأت حركة عبور السيارات والأشخاص بين البلدين والإعلان عن انتهاء فترة إغلاق استمرت نحو ثلاث سنوات نتيجة سيطرة الجماعات الإرهابية الوهابیة على المعبر الحدودى المشترك بين سوريا والأردن.

وكانت وحدات الجيش السوري سيطرت فى يوليو الماضي على المعبر الحدودي من الإرهاب وأعادت إليه الأمن، وباشرت الورشات الفنية أعمال الترميم في المعبر وإصلاح الطرقات الواصلة إليه من مدينة درعا، إضافة إلى استكمال الإجراءات اللوجيستية اللازمة لإعادة تشغيله بهدف استعادة حركة النقل البري وتسهيل نقل الركاب والبضائع بين البلدين.

واتخذت جميع الإجراءات اللوجيستية لاستقبال حركة عبور السيارات والأشخاص على الجانب السوري من قبل جميع الجهات والوزارات المعنية، وبدأت حركة دخول السيارات والأشخاص إلى سوريا.

ويرى خبراء اقتصاديون أن فتح المعبر ستكون له انعكاسات إيجابية على سوريا لجهة انتعاش اقتصادها فضلا عن أنه سيكون أحد بوابات إعادة الإعمار، كما أن الأردن بحاجة لفتح المعبر لضخ مليارات الدولارات التي تدرها التجارة بين أسواق أوروبا وبلدان الخليج الفارسي عبر الحدود السورية، في اقتصاده الذي يعاني من أزمة خانقة.