تخبط جديد.. توقف إنتاج النفط بين السعودية والكويت

تخبط جديد.. توقف إنتاج النفط بين السعودية والكويت
الخميس ١٨ أكتوبر ٢٠١٨ - ١١:٢٦ بتوقيت غرينتش

دخلت العلاقات السعودية الكويتية منعطفاً جديداً بعد تدهور العلاقات السياسية بينهما خاصة بعد فشل زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الكويت في اوائل الشهر الجاري التي اصابت أطرافا من البلدين بخيبة الامل حيث لم ينتج عنها حلا لمشاكل حول الحقول المشتركة في مدينتي الوفرة والعبدلي.

العالم- تقارير

ولم تمحو برقيات الشكر التي ارسلها ولي العهد السعودي لأمير الكويت عقب انتهاء الزيارة التي ردها امير الكويت ما اعتبره الكثيرون من فشل للزيارة حيث تناقلت وسائل إعلام تقارير عن هذا الـ"فشل"، لكن الخارجية الكويتية نفت صحة تلك التقارير، وأعربت عن ارتياحها للزيارة ونتائجها، التي وصفتها بالإيجابية. 

وفي هذا الاثناء كشف مصدر خاص لـ"عربي21" أن زيارة ابن سلمان للكويت، كانت تهدف لمناقشة تعديل الاتفاقية الموقعة بين البلدين، بشأن المنطقة المحايدة، لافتا أن الكويت لم تستجب لمطالبه، لكنها تدرس البدء بعملية الإنتاج المشترك، مشيرا إلى أن ولي العهد السعودي يبحث عن حلول للمشاكل الاقتصادية، التي يواجهها بكل السبل الممكنة.

وقد يكون فشل زيارة ولي العهد هي مادفعت المحللين بالقول ان السبب وراء توقيع اتفاقية عسكرية مشتركة  بين الكويت وتركيا تتضمن "خطة عمل للتعاون الدفاعي العسكري بين الطرفين حتى العام 2019 كان خشية الكويت من الغدر السعودي و ان تلقى مصير قطر .كما ان نشر صحيفة "الرأي" الكويتية خبر يفيد أن اجتماعا على مستوى القادة سيعقد بلندن في ديسمبر المقبل بين الكويت وبريطانيا، لبحث الوجود العسكري الدائم للقوات البريطانية بالكويت، اكد على الخشية الكويتية من السياسة السعودية.


لم يقف التوتر بين البلدين الى هذا الحد ففي أعقاب توقيع الكويت وتركيا خطة عمل للتعاون الدفاعي بينهما، وجه السياسي الكويتي وعضو مجلس الأمة السابق ناصر الدويلة رسالة عاجلة إلى وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد دعاه فيها بضرورة إدخال الجيش التركي للكويت بشكل عاجل وسريع، مؤكدا على أن الاستعانة بالأتراك في الوقت الحالي ضرورة إستراتيجية.

وأضاف في تدوينة أخرى: ان تركيا اليوم هي اضمن الاصدقاء في المعادلة الاستراتيجيه في المنطقه واقلهم كلفه ماليه و كلفه سياسيه و اضمن الاصدقاء بعد تهديدات الاشقاء المنفلته و حماقات ترامب المتغطرسه و الاستعانه بالاتراك في الظروف الحاليه اصبحت ضرورة استراتيجية ملحه و عاجله والوقت يمضي بسرعة".


وأكد "الدويلة" على أن “سياسة حكومة دولة الكويت مبنيه على تصفير المشاكل مع الجيران و قد نجحنا بذلك بكل كفاءة مع بعض الجيران و فشلنا مع آخرين الذين لا يحترمون السيادة و يعتبرونها حق من حقوقهم لذلك لابد من ايجاد معادل استراتيجي لا يخون وهو اليوم تركيا اما الاميركان فهم غير بعيدين عن حماقة الآخرين”.


وأوضح بأن "نزول القوات التركية في هذه الظروف الملتبسة في قطر امنت قطر و كذلك لو نزلت اليوم في الكويت فستحقق امن اقليمي للكويت تبعد عنها احتمالات غدر الصديق و حماقة الحليف فلا احد يضمن احد في هذا العالم المجنون ".


ويبدو ان خوف السياسي الكويتي وعضو مجلس الأمة السابق ناصر الدويلة كان في محله  والا ما كان الأمير السعودي خالد بن عبد الله آل سعود،  يطالب بلاده بشن" عاصفة حزم" ضد الكويت حتى و ان كان سبب هذه الغضب،تصريحات سياسي كويتي حول مايجب ان تقوم به بلاده لحماية نفسها. فمن المعروف ان العلاقات الدولية لاتقوم على اساس المغامرات ومشاعر الغضب والمكايدات.
على كل حال لم تقف المناكفة السياسية عند هذا الحد حيث دعا الكاتب السعودي المثير للجدل والمقرب من النظام محمد آل الشيخ، لحل مجلس التعاون الخليج الفارسي وإنشاء تحالف جديد يضم السعودية والإمارات والبحرين فقط.. حسب قوله.

وأضاف في تغريدة أخرى متهما الكويتيين بشرب حليب الحمير، ردا على مغرد كويتي استنكر تهجمه على بلاده وتدخله في شؤونها الداخلية، قائلا:” حبايبنا في الكويت متأكدين ما جات لكم شحنة حليب حمير بالغلط كانت رايحة لشرق سلوى؟”.

 وفي تطور جديد يعكس التوتر السياسي على الروابط الثنائية الكويتية السعودية نقلت وكالة رويترز للأنباء امس الأربعاء عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" قولها إن السعودية والكويت "ستجدان صعوبة في استئناف إنتاج النفط من حقلين يُداران على نحو مشترك قريبا بسبب خلافات بشأن العمليات وتدهور العلاقات السياسية بين الحليفين الخليجيين عضوي أوبك".

ومن المعروق ان البلدان اوقفا الإنتاج من حقلي الخفجي والوفرة في المنطقة المقسومة قبل ما يزيد على ثلاث سنوات مما خصم نحو 500 ألف برميل يوميا بما يعادل 0.5 بالمئة من إمدادات النفط العالمية.

وفي الوقت الذي ترتفع فيه أسعار النفط لأعلى مستوى في أربع سنوات فوق 85 دولارا للبرميل هذا العام، تضغط واشنطن على الرياض، أكبر حليف لها في الخليج الفارسي، لخفض أسعار النفط عبر زيادة الإنتاج.

حقول معطلة
 
ويُقسم إنتاج النفط في المنطقة المقسومة، التي تعود إلى اتفاقات أُبرمت في عشرينيات القرن الماضي أرست الحدود الإقليمية، بالتساوي بين السعودية والكويت.

وتشغل حقل الوفرة الشركة الكويتية لنفط الخليج (الفارسي) التي تديرها الحكومة وشيفرون نيابة عن السعودية. ويدير حقل الخفجي شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط والشركة الكويتية لنفط الخليج (الفارسي).
واندلعت التوترات منذ العقد الماضي، حين ثار غضب الكويت جراء قرار سعودي لتمديد امتياز شيفرون بحقل الوفرة حتى 2039 دون استشارة الكويت.

وأغلقت السعودية حقل الخفجي في 2014 بسبب ما زعمت انه "مشكلات بيئية". وفي 2015، أغلقت شيفرون حقل الوفرة بعدما فشلت في الاتفاق على حقوق التشغيل مع الكويت.

تكلفة كبيرة
 
وقلت مصادر على دراية بعمليات الحقل، إن وقف الإنتاج مكلف بسبب الاحتياج إلى استثمارات بعشرات الملايين من الدولارات سنويا لإجراء أعمال صيانة.

وقال أحد المصادر إن المنطقة المقسومة "هي الأصل المنفرد الأكبر في العالم الذي أُوقف على نحو متعمد ولم يعد منتجا لمدة ثلاث سنوات"، مضيفا: "كلما تأجل استئناف الإنتاج زادت تكلفة الصيانة. والأمر الأكثر تعقيدا ربما يكون استئناف عمل الحقلين سريعا وبشكل كامل".

وتقول مصادر بالقطاع من البلدين إنه على الرغم من أن الخفجي والوفرة غير متصلين من الناحية الجغرافية، فإن التوصل إلى اتفاق بشأن استئناف الإنتاج في أحدهما سيكون مرتبطا بالآخر.
ويعتقد المحللون ان وقف إنتاج النفط بين السعودية والكويت هي مقدمة لامور اخرى قد تحدث في المستقبل مالم يفطن النظام السعودي الا يبدد ثروته لاجل عيون الرئيس الاميركي ويحاول مضايقة جيرانه لتخفيف العبئ الذي يواجهه.