مصير ادلب لا تحدده الجماعات المسلحة

الخميس ١٨ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٦ بتوقيت غرينتش

کان العالم ینتظر ان تتخلص سوريا من الجماعات المسلحة المتواجدة في ادلب وفقا لاتفاق التركي – الروسي الذي عقد في 17 من أيلول الماضي بمدينة سوتشي الروسية. لكن يبدو ان الجماعات الارهابية لم تكتف ببحور الدماء التي اريقت على الاراضي السورية ورفضوا الخروج من المنطقة.

العالم- سوريا

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اكدت على رفض إرهابيي تنظيم "جبهة النصرة" الخروج من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب وقالت: "إن بعض المسلحين غادروا المنطقة منزوعة السلاح بعد سحب الأسلحة الثقيلة منها ولكن الإرهابيين من "هيئة تحرير الشام" وهي "جبهة النصرة" رفضوا اتخاذ هذه الخطوات وتمكنوا من جمع عدد آخر من المجموعات المنضوية تحت زعامة تنظيم القاعدة الإرهابي حولهم".

ولم يكتف الارهابيون بذلك بل أنشؤوا مركزا موحدا في ادلب بهدف مواصلة الاستفزازات، هذا ما جاء على لسان زاخروفا ايضا التي اعربت عن أملها بأن يقوم النظام التركي بتنفيذ الجزء الخاص به وفقا لاتفاق سوتشي وأن يضمن تنفيذ الاتفاق بالكامل.

وبالرغم من هذه التصريحات التي تلقي باللوم على الجماعات المسلحة التي تدعمها تركيا الان، اننا سنجد الروس غير منزعجين على ما يبدو من التأخير في تطبيق الاتفاق حول ادلب وانتهاء المدة المحددة لانسحاب المجموعات المتشددة من المنطقة منزوعة السلاح، من دون أن ينفذ هذا البند الاساس من المرحلة الاولى، فهم (الروس) ما زالوا يعتبرون ان تركيا ملتزمة به وتقوم بعمل جيد لناحية التطبيق.

في هذه الاثناء قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول ادلب إن روسيا تولي اهتماما خاصا لما یحصل في ادلب مؤكداً على ضرورة انهاء وجود الارهابيين فیها.

هنا يجب الاشارة الى ان روسيا ليست وحدها التي ترغب في نجاح اتفاق سوتشي، فهاهي ايران على لسان مساعد مندوبها الدائم في منظمة الامم المتحدة في نيويورك اسحاق آل حبيب، اكد ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق الهدنة في ادلب.

واضاف في كلمته التي القاها في اجتماع مجلس الامن الدولي حول سوريا ان من الضروري في هذا السياق خروج الجماعات الارهابية بالكامل من هذه المنطقة. كما دعا المسؤول الايراني، الدول ذات النفوذ على الجماعات المسلحة المعارضة لحثها على التخلي عن سلاحها والدخول في مفاوضات سياسية مع الحكومة السورية.

وبالرغم من حرص كل من روسيا وايران والدولة السورية على نجاح اتفاق سوتشي الا ان الواقع يقول ان ادلب هي مرتع للجماعات الارهابية لدرجة ان القيادي في ما يسمى بـ"هيئة تحرير الشام"، المدعو أبو مالك التلي دعا إلى فتح الجبهات ضد الجيش السوري في إدلب، "نصرةً" لمخيم الركبان المحاصر على الحدود السورية- الأردنية، بحسب ما أفادت مصادر بالمعارضة.

كما انتقد  جمال زينية، الملقب بـ "أبو مالك التلي"، عملية سحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة في إدلب، بموجب اتفاق سوتشي.

ويعتبر التلي أحد أبرز القياديين في "تحرير الشام"، وشغل منصب أمير "جبهة النصرة" الارهابية في القلمون الغربي، إلى أن انتقل إلى محافظة إدلب، بموجب الاتفاق الأخير بالمنطقة في آب الماضي.

القرار السوري القاطع بتطهير ادلب لن تؤخره رفض الجماعات الارهابية بالخروج من ادلب حيث ان التطهير هو مسالة وقت ليس الا لكن كما هو المعروف ان هذه الجماعات لاتريد الخروج الا بسفك الدماء وهو ما تحاول الدولة السورية تجنبه. 

كلمات دليلية :