بعد ورطة “خاشقجي”

رجل أعمال إماراتي مقرّب من“ابن زايد” يكشف مصير “أبو منشار” وماذا سيفعل الملك سلمان

رجل أعمال إماراتي مقرّب من“ابن زايد” يكشف مصير “أبو منشار” وماذا سيفعل الملك سلمان
الجمعة ١٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٢:٣٤ بتوقيت غرينتش

بينما يزداد شدّ الحبل حول عنق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على خلفيّة تورّطه شبه المؤكد في جريمة تصفية الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، أكد رجل أعمال إماراتي رفيع المستوى، ومقرب من ولي  عهد أبوظبي محمد بن زايد أن قضية خاشقجي ستطيح بالأمير “أبو منشار”.

العالم - السعودية 

وبحسب صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية يتجه الملك سلمان لتعيين“خالد” سفير السعودية في واشنطن ولياً للعهد، وتوقّع رجل الأعمال أن يعتلي الأمير خالد العرش قريباً نتيجة تدهور الوضع الصحي للملك.

ورأى المسؤول أن “غمامة سوداء ستظلّل سماء الخليج”الفارسي بفعل تدهور الأوضاع في السعودية، وأن ذلك سيؤثر على المستويين الأمني والاقتصادي.

وأشار إلى أن “دولة الإمارات بصدد مناقشة هذه التطورات، واستعراض الإمكانيات المتوافرة لمواجهة الأخطار المستقبلية”.

وكلّفت الإمارات ـــ بحسب المصدر نفسه ــ بعض الأمراء والقادة العسكريين بمناقشة الظروف المتوقعة في السعودية، والنزاعات المحتملة بين الأمراء، واختلافهم حول حرب اليمن، وانعكاس ذلك على دول الخليج الفارسي، حتى تتمكّن الإمارات من مواجهة التحولات المقبلة، وإدارة الأمور بما يتلاءم مع مصلحتها.

وفي الاتجاه نفسه، نقلت “رويترز” عن مصدر برلماني كويتي أن “الوضع الإقليمي لا يبشر باستقرار… وبالتالي على كل دولة أن تفكر كيف تحمي نفسها”، في معرض تعليقه على فشل محادثات استئناف الإنتاج النفطي في المنطقة المشتركة بين السعودية والكويت.

وكشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية نقلا عن مصدرين مطلعين بأن هيئة البيعة المختصة بتعيين ولي العهد ووليه تبحث حاليا إجراءات لتعيين خالد ين سلمان وليا لولي العهد، مما يؤكد بأن أبو منشار” لن يكون ملكا على المدى المتوسط.

ويكاد الحديث عن اضطرابات متوقعة داخل الأسرة الحاكمة يشكّل موضع إجماع في تعليقات المصادر الغربية و دول مجلس التعاون  على التطورات المتصلة بقضية خاشقجي.

يعزّز ذلك أن المؤشرات إلى ما سمّاها المصدر الإماراتي “نزاعات محتملة بين الأمراء”، بدأت تطفو على السطح، مع بروز أصوات لا تطالب فقط بعزل ابن سلمان، بل بتنحّي أبيه أيضاً، وتعيين أحد أنجال الملك المؤسس ـــ يجري التركيز على اسم أحمد بن عبد العزيز ـــ بدلاً منه. وهي دعوات ليست إلا تجلّياً لغضب مكتوم تسبّبت به سياسات ابن سلمان، الذي تعرّض لمحاولات اغتيال عدة في قصر اليمامة والديوان الملكي، أبرزها حادثة الخزامى (إطلاق نار في حي الخزامى في أيار/ مايو الماضي)، إضافة إلى قيام عنصر من الحرس الملكي بإطلاق النار على ولي العهد من مسدس حربي، قبل أن يتدخّل مرافِقو الأخير ويحولوا دون إصابته.

ولفت المصدر إلى أن هذه الحوادث وغيرها أصابت الأمير محمداً بالاكتئاب، وجعلته لا يثق بأي شخص حتى من أصدقائه وأقربائه، كما أنها دفعته إلى تمضية لياليه في يخته العائم في البحر، أو النوم في وزارة الدفاع خوفاً من المؤامرات ضده.

وأمس، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الصحفي السعودي جمال خاشقجي “يبدو من المؤكد أنه قد مات، إنه أمر محزن للغاية”.

وأضاف ترامب أنه ينتظر نتائج ثلاثة تحقيقات، إلا أنه أكد أن تقارير استخباراتية متنوعة، خلصت إلى أن جمال خاشقجي قد مات.

ورداً على سؤال حول الرد المحتمل للولايات المتحدة على السعودية في حال ثبتت مسؤوليتها عن موت خاشقجي، أكد ترامب أن الرد سيكون “قاسياً جداً”، مضيفاً أنها “مسألة سيئة جداً، ولكننا سنرى ما سيحدث”.

وكان ترامب قد أشار في وقت سابق إلى أن خاشقجي قد يكون قٌتل على أيدي “قتلة مارقين”.

وأكد الرئيس الأمريكي حينها أنه لا يحاول “التستر” على السعودية، لكنه أوضح أنها “حليف مهم لأمريكا”، وأضاف: “نحن بحاجة إلى السعودية في حربنا على الإرهاب، وفي كل ما يحدث في إيران وأماكن أخرى”- على حد زعمه -