خاشقجي يصل إلى الأمم المتحدة ومجتهد يكشف اين يختبىء بن سلمان من الخوف

خاشقجي يصل إلى الأمم المتحدة ومجتهد يكشف اين يختبىء بن سلمان من الخوف
الجمعة ١٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٠١ بتوقيت غرينتش

يتصاعد التوتر في الرياض وترتفع موجة الانتقادات الدولية على السلطات السعودية وبالأخص الموجهة لولي العهد محمد بن سلمان، وسط وجود تسريبات لدلائل تشير إلى تورط مسؤولين سعوديين على مستوى عال بقتل الصحافي جمال خاشقجي والذي اختفى بعد دخوله لقنصلية بلاده في إسطنبول يوم الثلاثاء 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

العالم - السعودية

وتصدت الصحف والإعلام لقضية خاشقجي مطالبة بكشف الستار عما حدث ومعاقبة المسؤولين، وتكررت التساؤلات عن حقيقة عهد "الإصلاح" الذي وعد به ابن سلمان ابان استلامه لمنصبه وطالب العديد من المسؤولين الأجانب بإقصاء ابن سلمان وفرض العقوبات على الرياض في حال ثبت تورطها.

خاشقجي يصل إلى الأمم المتحدة

أكد المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة أن أنطونيو غوتيريش يريد محاسبة الجناة في قضية اختفاء خاشقجي.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن غوتيريش يريد بالفعل محاسبة الجناة في قضية اختفاء خاشقجي. بحسب ما ذكرته وكالة أنباء "الأناضول".

يشار إلى أن الأمم المتحدة طالبت، في 11 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، السعودية بالتعاون مع السلطات التركية في مساعيها الرامية إلى الكشف عن مصير خاشقجي.

وكشف استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن مسؤولين أمميين كبارا أجروا اتصالات مع الرياض بخصوص قضية الصحفي السعودي، الذي اختفت آثاره عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول قبل أيام.

مجتهد يكشف عما فعله بن سلمان خوفا من الانقلاب!

وكشف المغرد السعودي مجتهد ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ترك على غير عادته اليخت الشخصي وقضى الأيام الماضية في قصره بالرياض ربما خوفا من انقلاب الأسرة عليه.

وقال مجتهد في تغريدات على تويتر ان بن سلمان شدد الحراسة على بقية الأمراء وخاصة من يظن أنهم سيبادرون بعمل أو تتبناهم جهات خارجية. وخلافا لما ذكرته رويترز نقلا عن مصدر فهو مسيطر على الوضع بالكامل ولم يتغير شيء من صلاحياته.

واضاف "كما لوحظ أن سعود القحطاني لم يحضر لمكتبه منذ ٩ اكتوبر وتوقف عن التغريد وجرى تكليف شخص آخر بالتغريد نيابة عنه. ولم يتبين بعد دوره الحقيقي فيما جرى لكن المؤكد أنه كان يحقد على خاشقجي وأن شخصين من القتلة قريبون منه وأنه مر على تركيا كمسافر عادي في نفس فترة الحادث بجواز آخر".

واوضح مجتهد في تغريدة اخرى "من جهة أخرى يدب الخوف بين أوساط القريبين من ابن سلمان بعد أن رأوه مستعدا للتضحية بمن يخدمه من القتلة حماية لنفسه، وبعد أن أبدى رغبة في تصفية بعض الأمراء حتى لا تتبناهم أمريكا أو أوربا خاصة ابن نايف، فهم يخشون أن يتستروا على ذلك ثم يسقط هو فينتقم منهم الذين يؤول لهم الأمر".

وتابع مجتهد "كما يعيش ابن سلمان قلقا آخر خوفا من انقلاب مرتزقة بلاكووتر وتخليهم عنه أو القبض عليه وتسليمه للقيادة الجديدة للأسرة التي ترشحها الحكومات الغربية. وقد تسبب قلقه من تآمر العائلة ضده ومن الضغط الغربي ومن انقلاب بلاكووتر إلى توتر شديد دفعه لمضاعفة جرعة التعاطي الذي كان قد أدمن عليه".

و قال" وكان بعض الأمراء حاولوا الاجتماع بالملك فمنعهم محمد ثم لم يتمكنوا من اجتماع كبير بينهم خوفا من الاعتقال وصاروا يجتمعون بشكل متفرق بأعداد صغيرة. ومن المضحك أن هذه الاجتماعات الصغيرة تتم باحتياطات أمنية مشددة ويجتهدون في التخفي فيحضرون بسيارات قديمة ودون أجهزة الجوال وبثياب رثة".

تركيا لم تقدم أي تسجيلات لواشنطن بقضية خاشقجي

وقد أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الحكومة التركية لم تقدم أي تسجيلات صوتية لأي طرف في قضية اختفاء خاشقجي، وأنها ستعلن للعالم بشفافية نتائج التحقيقات.

وأوضح الوزير التركي اليوم الجمعة أن الحكومة لم تقدم تسجيلا صوتيا يتعلق بقضية خاشقجي لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أو أي مسؤول أميركي.

وفي وقت سابق، نفى بومبيو بنفسه ما أوردته وسائل إعلام أميركية بشأن اطلاعه على تسجيلات تتعلق بالقضية، وقال في تصريحات صحفية اليوم "لم أسمع أي تسجيل، ولم أر أي نصوص، ويتعين على الشبكة التي زعمت ذلك حذف عنوانها".

وذكر وزير الخارجية التركي أن الحكومة التركية ستعلن للعالم بشفافية المعلومات والنتائج التي ستتوصل إليها في التحقيق بشأن اختفاء خاشقجي.

وأكد جاويش أوغلو أن لدى أنقرة أدلة ومعلومات من التحقيقات الجارية في القضية.

مسار التحقيق

في غضون ذلك، تواصل السلطات التركية جهود البحث والتحقيق في قضية خاشقجي، الذي يُعتقد بأنه قتل بعد دقائق من دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفقا للمصادر الأمنية التركية.

وبحثت السلطات أمس الخميس في منطقة غابات بلغراد في إسطنبول، وستقوم اليوم بالبحث في محافظة يالوا الواقعة على بحر مرمرة مقابل إسطنبول، ثم تتجه إلى حي بنديك الواقع في القسم الآسيوي من إسطنبول.

وحدد المحققون تلك المناطق الثلاثة لتمشيطها باعتبار أن 16 سيارة تابعة للقنصلية السعودية في إسطنبول توجهت إليها مساء اليوم نفسه الذي دخل فيه خاشقجي القنصلية دون أن يخرج منها، وفقدت الشرطة أثر ثلاث من تلك السيارات.

ويستجوب المحققون ون شهود عيان لتضييق نطاق البحث في تلك المناطق الشاسعة.

اول تعليق للسيد نصر الله على اختفاء خاشقجي

واعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، أن السعودية تواجه نوعا من المقاطعة الدولية بسبب اختفاء خاشقجي، مشيرا إلى أن الغطاء لحربها في اليمن بدأ ينهار.

وقال نصر الله، في خطاب ألقاه اليوم الجمعة، تعليقا على قضية اختفاء خاشقجي، الذي يعتقد على نطاق واسع أنه قتل، إن "الحدث يكبر" وإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، "محشورة بشكل كبير"، مشددا على أن "الحكام في السعودية في وضع صعب جدا".

ولفت نصر الله إلى أن "هناك أزمة دولية وشكلا من أشكال المقاطعة" تواجهه اليوم السعودية، وتابع، متوجها إلى قيادة المملكة: "إن الغطاء الدولي والعالمي لحربكم على اليمن بدأ ينهار بعد قضية خاشقجي".

كما شدد نصر الله على أن "من الأمور المضحكة جدا" اتهام السعوديين لـ"حزب الله" بالتورط في حادث خاشقجي.

صفقة بن سلمان التي رفضها خاشقجي

وقالت الكاتبة الصحفية الفرنسية كريستين أوكران في مقابلة لها مع صحيفة لوفيغارو، إن بعض مصادرها داخل السعودية ذكروا لها أن ثمة ما يشي بأن ولي العهد السعودي عرض صفقة على خاشقجي.

وقالت الكاتبة الصحفية، صاحبة كتاب جديد تحت عنوان “أمير السعودية الغامض.. محمد بن سلمان وسرابات الحكم المطلق”، إن هناك معلومات غير رسمية تفيد بأن بن سلمان عرض على خاشقجي “الأمان” مقابل العودة إلى البلاد على الطريقة البدوية، قائلا “عد إلى البلاد وأضمن لك الأمان ورغد العيش”، غير أن الصحفي السعودي رفض هذا العرض.

ولفتت أوكران إلى أن بن سلمان ركز في قبضته على شكل من الشخصنة للحكم المطلق لم يُر له مثيل في هذا البلد من قبل، مشيرة إلى إقدامه على شن حرب دموية على اليمن فور تسلمه وزارة الدفاع وإعلانه على الفور تسلمه لزعامة القطاع الاقتصادي والمالي بطرح جزء من شركة أرامكو في الأسواق المالية العالمية لتمويل رؤيته “2030”.

لكن لوفيغارو رأت أن كل جهود بن سلمان في بناء صورة المصلح قد نسفتها قضية خاشقجي، مما جعلها تطرح سؤالا على أوكران إن كانت تعتقد أن بن سلمان سيتمكن من تجاوز هذه المحنة سياسيا.

وفي معرض ردها على هذا السؤال، شددت الكاتبة على أنه لا أحد في مأمن من أن ينقلب عليه في هذا الجزء من العالم، مشيرة إلى أن السياسة، كما يفهمها الغربيون، غائبة عن الرياض.

غير أن الكاتبة أبرزت أن ولي العهد السعودي أقدم على العديد من الأفعال التي قلّم من خلالها أظافر كل من يمكنهم أن يقفوا في وجهه، فسجن التقدميين وناشطات حقوق المرأة وعلماء الدين والأمراء، ممسكا بذلك تلابيب السلطة بيد من حديد، على حد تعبيرها.

الملك سلمان يقيّم صلاحيات نجله

وقالت خمسة مصادر على صلة بالعائلة المالكة في السعودية إن تداعيات اختفاء خاشقجي كانت من الضخامة بحيث شعر الملك سلمان بن عبد العزيز بضرورة تدخله في الأمر، وأنه بدأ النظر في الصلاحيات الممنوحة لولي العهد محمد بن سلمان.

وأشار رجل أعمال سعودي، يقيم في الخارج لكنه على صلة وثيقة بالدوائر الملكية، إن الملك سلمان أكد سلطته في إدارة هذه المسألة منذ الاجتماع الذي عقد بين الأمير خالد وأردوغان.

وقال اثنان من المصادر على دراية بما يدور في الديوان الملكي إن الملك -الذي سلم إدارة شؤون المملكة اليومية لابنه- لم يكن في البداية على علم بحجم الأزمة.

وأضاف المصدران أن ذلك يرجع في جانب منه إلى أن مساعدي ولي العهد كانوا يوجهون الملك للأخبار الإيجابية عن البلاد على القنوات التلفزيونية السعودية، لكن هذا الأمر تغير مع تنامي الأزمة.

وقال أحد المصادر الخمسة إنه "حتى إذا كان محمد بن سلمان يريد حجب هذا الأمر عن الملك فلا يستطيع ذلك لأن خبر اختفاء خاشقجي على كل القنوات التلفزيونية العربية والسعودية التي يشاهدها الملك".

وأضاف المصدر أن الملك بدأ يسأل مساعديه وولي عهده، الذي اضطر لإخباره، وطلب منه التدخل عندما أصبحت قضية خاشقجي أزمة عالمية.

خطأ في تقدير الأزمة

وقال مصدر آخر إنه عندما خرج الوضع عن السيطرة، وكانت هناك ضجة في الولايات المتحدة، أبلغ ولي العهد والده بأن هناك مشكلة، وأن عليهم مواجهة ذلك، وأوضح المصدر أن محمد بن سلمان ومساعديه اعتقدوا في بادئ الأمر أن إدارتهم للأزمة ستنجح، لكنهم "أخطؤوا في تقدير تداعياتها".

وأوضحت المصادر أنه وقبل تدخل الملك كانت السلطات السعودية تتصرف بنوع من التحدي، وتهدد بالانتقام وبتحرك أكبر ضد الولايات المتحدة وآخرين إذا فُرضت عقوبات نتيجة اختفاء خاشقجي، لكن النغمة تغيرت بعد تدخل الملك، وفق أحد المصادر.

وقالت عدة مصادر على صلة وثيقة بالأسرة المالكة إن الملك سلمان لم يعد على نحو متزايد مطلعا على القرارات التي يتخذها ولي العهد، وقال أحد المصادر إن الملك سلمان كان "يعيش في فقاعة مصطنعة".

إلا أن المصدر قال إن مستشاري الملك شعروا بالإحباط في الفترة الأخيرة، وبدؤوا يحذرونه من مخاطر ترك سلطات ولي العهد بلا ضابط، وأضاف المصدر أن "الناس حوله بدؤوا يطالبونه بالتنبه لما يحدث".

ما سر انحسار ظهور بن سلمان في إعلام بلاده؟

سجل الحضور الإعلامي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في إعلام بلاده انحسارا ملحوظا بعد قضية اختفاء خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.

 ويلحظ المتابع للإعلام السعودي المحلي -وفي مقدمته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) الرافد الوحيد للصحف المحلية في أخبار ولي العهد- حالة الانحسار في الأسبوعين الماضيين، مقارنة بالظهور والنشاط المكثف لابن سلمان في الفترة التي سبقتها.

وبدت خانة "أخبار ولي العهد" في وكالة الأنباء السعودية خالية من أية أخبار تتعلق بأنشطة ابن سلمان أو أية تصريحات صادرة عنه، أو حتى الظهور في أي محفل رسمي أو غير رسمي في الفترة من 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وحتى التاسع منه.

أما بقية أخبار الأمير في الفترة من 10 أكتوبر/تشرين الأول الحالي وحتى الأربعاء (17 أكتوبر) فتقتصر على أربعة لقاءات في الرياض: الأول برئيس الوزراء الصومالي، تلاه بعد ثلاثة أيام خبر عن لقائه بالمبعوث الروسي الخاص بشأن الأزمة السورية.

وفي اليوم التالي التقى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ثم التقى الأربعاء رئيسة وزراء بنغلاديش حسينة واجد، لتتوقف بعدها الأخبار بشأن أنشطته حتى صباح اليوم الجمعة.

كما خلت خانة أخبار ولي العهد في وكالة الأنباء السعودية من أية برامج أو أجندات عمل أو تحركات له في الفترة المقبلة.

وتظهر مقارنة الأخبار المتعلقة بولي العهد خلال الأسبوعين الماضيين بالفترة التي سبقتها انحسارا واضحا، حيث تقلصت بنسبة الثلثين تقريبا عن الفترة التي سبقتها، خصوصا المتعلقة بتسويقه غربيا باعتباره رائد التحديث السياسي والاجتماعي والثقافي في المملكة.

وإلى جانب تواريه النسبي في الفترة الأخيرة، لزم ابن سلمان الصمت بشأن فاجعة اختفاء مواطنه جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، مكتفيا بتصريح يتيم في بداية الكشف عن فاجعة الاختفاء خص به وكالة بلومبيرغ الأميركية قال فيه إن أبواب القنصلية مفتوحة للتحقيق.

ونقلت صحيفة  "الأخبار" اللبنانية عن مسؤول إماراتي قالت إنه رفيع المستوى، القول إن "قضية خاشقجي ستطيح الأمير محمد بن سلمان"، وإن الملك سلمان "يتجه لتعيين خالد وليا للعهد"، متوقعا أن "يعتلي الأمير خالد العرش قريباً نتيجة تدهور الوضع الصحي للملك".

الإخوان يرفضون اتهام السعودية بمقتل خاشقجي

وفي موقف مفاجىء رفضت جماعة الإخوان المسلمين، العدو اللدود للسعودية، الاتهامات التي وجهت للرياض بالمسؤولية عن اختفاء وقتل خاشقجي، في موقف مفاجئ لهذه الجماعة.

وتشير تقديرات إلى أن الجماعة تحاول استغلال هذه الحادثة للتقرب من السعودية.

وأعربت جماعة الإخوان المسلمين عن أسفها لما جرى لخاشقجي، الذي اختفى منذ الثاني من تشرين الأول / أكتوبر الجاري إثر دخوله قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول التركية.

ورفض نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور إبراهيم منير توجيه الاتهام لأي طرف بالمسؤولية عن اختفاء خاشقجي.

وقال: "شرف الخصومة التي بيننا وبين النظام السعودي الذي دعم نظام السيسي ضدنا، يفرض علينا التريث والتحفظ عن إصدار أي موقف حتى يصدر الادعاء العام التركي نتائج التحقيق التي يجريها في حادثة اختفاء الكاتب والإعلامي السعودية جمال خاشقجي".

ونفى منير أن يكون جمال خاشقجي عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، وقال: "جمال خاشقجي، الذي نأسف لمصيره، ليس عضوا في الإخوان، وإن كان صديقا للجميع، قبل عودته الأخيرة إلى اسطنبول التي اختفى فيها، جلس إلينا هنا في لندن واستمع منا لتقييمنا للوضع في مصر والعالم، وكان حريصا على عدم مهاجمة بلاده".