مع الحدث - اخطاء ابن سلمان، ومستقبل الرهان الغربي عليه - الجزء الثاني

الأحد ٢١ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٨:٥٨ بتوقيت غرينتش

الى أين يمكن ان تؤدي اخطاء ابن سلمان المتراكمة في مملكته؟ هل يستمر الرهان الغربي على عليه تحت عنوان الاصلاح والانفتاح؟ كيف تقرأ سياساته الفعلية في الداخل والخارج بغطاء اميركي؟ ماذا بقي من عقد الامال الغربية عليه بعد شهور من مغامراته؟

واكد الباحث السياسي محمد مرتضى، ان السعودية ومعظم الدول المشابهة لها ترتبط بطريقة واخرى بنوع من الحبل (الاميركي الغربي) الذي تتغذى منه، وهو الذي يؤدي الى بقائها.

وقال مرتضى في حوار مع العالم في برنامج "مع الحدث": ان هذا "الحبل السري" كان بريطانياً في السابق وتحول الى اميركي، مشيراً الى انه طالما هذا الحبل موصول فان السعودية ستستمر طبعاً في وضعها الحالي.

واوضح، ان من المؤكد ان التغيير الجذري والخروج عن هذا النوع من الهيمنة او الوصاية عادة يكون من الداخل، لكن يبدو ان المناخات الداخلية والعناصر المتوفرة في الداخل السعودي غير قابلة لحركة فاعلة شعبية يمكن ان تؤدي الى الاطاحة بهذا النظام.

ولفت الى ان هناك الكثير من الدول المشابهة للسعودية استطاعت ان تعمّر كثيراً، فالتاريخ شاهد على ذلك خاصة في اميركا اللاتينية وفي المنطقة العربية.

واكد الباحث السياسي، لكن من الواضح ان هناك تخبطاً واضحاً لدى محمد بن سلمان، باعتبار ان ابن سلمان يظن انه يستطيع ان يفعل مايشاء طالما انه يستطيع ان يدفع الثمن لانه محمي اميركياً وغربياً، وقد قالها ترامب علناً عندما صرح "انكم لا تستطيعون الاستمرار اكثر من اسبوعين من دون الحماية الاميركية"، واشار مرتضى الى ان ابن سلمان يدرك هذا الامر.

واوضح، ان ابن سلمان ليس غبياً ولكنه يعتبر المجتمع الدولي والعدالة الدولية هي قابلة للشراء، كما يستطيع ان يشتري الرأي العام طالما انه يدفع ملايين الدولارات.

من جانبه، اعتبر الناشط في حزب العمال البريطاني عمر اسماعيل، ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رجل طموح ويرغب ان يقدم نفسه كرجل "مصلح السعودية"، من خلال استعراض امكانياته الاقتصادية والمادية وكفاءاته المحدودة للغاية كرجل مصلح.

وقال اسماعيل: ان ابن سلمان يحاول ان يوهم الغرب والمنطقة انه يستطيع ان يدير اموره بنجاح، رغم فداحة جرائمه من خلال عدوانه على اليمن وفشله في تحديد الاتجاهات السياسية في المنطقة، سواء كان في سوريا او في اماكن اخرى.

واضاف، ان لدى ابن سلمان سلسلة من المغامرات والتي تدل على المراهقة السياسية، مؤكداً انه ورغم ذلك اكدت الادارة الاميركية على ان توريدات الاسلحة بمئة مليار دولار لن تلغى، وان المصلحة هي اقتصادية بحتة حسب تعبيرها.

واوضح اسماعيل، انه لابد ان نفصل ما بين الحكومات وما يحدث في الشارع السياسي الاوروبي والغربي عامة حيث يتصاعد الرفض الكبير لما حدث للاعلامي السعودي جمال خاشقجي، وانسحاب العديد من الشركات العالمية من مشروع صحراء دوفيس السعودي نتيجة لحادث خاشقجي.

واعتبر الناشط في حزب العمال البريطاني ان عاملي النفط والامن هما اساسيان كعلاقة فرضية بين الغرب والسعودية، مشيراً الى ان الدول الغربية ستتغاضى عن جريمة خاشقجي، مشيراً الى تصريح  وزير الخارجية البريطاني بانه ليس هناك ادلة قاطعة بان جمال خاشقجي قد قتل رغم ما يقال في تركيا الان من العثور على ادلة ثابتة.

وقال اسماعيل: انه سيتم احتواء هذه القضية والتستر عليها، فجمال خاشقجي سيدخل التاريخ من باب كرجل شهيد فقط.

بدوره، اكد الخبير بالشؤون الاميركية محمد دلبح، ان السعودية مثلت تاريخياً بالنسبة للولايات المتحدة ركيزة اساسية للاستراتيجية الاميركية في المنطقة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.

وقال دلبح: ان ما يجري في السعودية فيما يتعلق باحتجاز او اغتيال او تصفية جمال خاشقجي على مرأى الولايات المتحدة وهذا يعني انها ليست بوارد التخلي عن دعما الذي تقدمه للسعودية والحفاظ على أمن نظامها.

واوضح، ان ما تريده الادارة الاميركية هو الحفاظ على النظام السعودي كمملكة، فيمكن ان تتخلى عن اشخاص في مستوى مثلاً ولي عهد، مشيراً الى ان الاتفاق بين الولايات المتحدة والسعودية منذ القدم هو بالاساس، هو النفط مقابل الحماية.

ونفى دلبح وصف بان ورقة ابن سلمان قد احترقت، بل انها قد ضعفت، بعد المحاولات الاميركية والتركية لايجاد مخرج لمحمد بن سلمان، اما تحميل ما جرى للاعلامي السعودي جمال خاشقجي لمسؤولين آخرين وربما تطال القنصل السعودي في اسطنبول، واما اذا تعذر عليهم الامر فسيتم التضحية بمحمد بن سلمان.

وقال: ان الغرب تعامل مع ابن سلمان وكأنه الطفل المدلل في بداية طرحه لما يسمى بالتحديث والعصرنة ومسألة الانفتاح، ولكن عندما بدأ بسياساته الداخلية ينحاز الى مستوى من الديكتاتورية واحتجاز ابناء عمه ورجال الاعمال وابتزازهم، قد اثرت هذه الاعمال على الغرب وانعكست على شكل هروب الاستثمارات من الداخل السعودي بعد طرح بن سلمان مشاريع استثمارية كانت ستساعد السعودية على احداث قفزة اقتصادية خاصة وهي الان تمر في وضع اقتصادي صعب.

 

ضيوف الحلقة:

الباحث السياسي د. محمد مرتضى

الناشط في حزب العمال البريطاني عمر اسماعيل

الخبير بالشؤون الاميركية محمد دلبح

 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3848086