نوافذ - الجيوش الالكترونية ودورها في مواقع التواصل - الجزء الاول

الأحد ٢١ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٣:٢٦ بتوقيت غرينتش

تتناول هذه الحلقة الحديث عن انواع الحروب والجيوش الالكترونية ودورها في مواقع التواصل، وقد اختلف السلاح وتغيرالميدان واختفت المتاريس والحواجز والحدود ولم تنتهي الحرب لكنها هذا القرن بوجه جديد هي حرب هادئة بلا ضجيج لا مدافع فيها ولا طائرات ولا صورايخ حرب في عالم ما عاد افتراضيا تقودها جيوش الكترونية على الشبكة العنكبوتية في عالم لا مجال للنأي بالنفس عنه .

 وفي مفهوم الجيوش الالكترونية لا تجوز ادارة الظهر له لما له من تأثير في تهيئة مزاج وصناعة رأي وغسل دماغ ، جيوش مهامها متعددة تتناسق واسترتيجية موجهها من دفاع عن مباديء وقيم وحقوق الى اختراق وعقول بتحويل حقائق وتشويه معتقد، سلاح خطير قادرعلى تأليب جماعات وحرف مسارات وتركيع دول .

وعن الفرق المجهزة والمدربة تدريبا دقيقا والتي تستطيع ان تغير من معادلات اليوم في العلاقات بين الدول ،وعن الجيوش الالكترونية والاجندة التي تعمل بها وهل باتت امرا واقعا كجزءا من هيكيلية الجيوش،  أكد العميد الركن هشام جابر الخبير الاستراتيجي والباحث في الحرب النفسية بوجود انواع مختلفة للحروب ان الجيوش الالكترونية هي عبارة عن حرب الكترونية فيما تعريف الحرب التقليدية الميدانية يختلف عن حرب العصابات والحرب غير التقليدية  الحرب النووية والبيولوجية والكيميائية والحرب النفسية  وتتداخل الحرب الالكترونية مع الحرب النفسية التي لا يمكن انكارها اهميتها وهي قديمة في التاريخ بل جاءت الجيوش الالكترونية لتكون وسيلة مهمة جدا من وسائل الحرب النفسية . وايضا الحرب الاقتصادية والاعلامية ايضا .

حيث ان الحرب غير النظامية (حرب العصابات) (guerrila warfare): هي استخدام القوة بطريقة غير مباشرة وغير نظامية لكونها البديل الأكثر فعالية باعتباره يؤثر في نفسية المدنيين والطرف الخصم والإلقاء بكل الثقل من جانب الممارس وتضليل العدو وإيقاعه بتناقضات وإهدار وقته وقواه وإمكانياته وتأخذ الحرب غير النظامية العوامل العرقية والدينية على محمل الجد لاستعمالها كوسيلة توعية .

واما الحرب النظامية ، فهي الحرب التي تكون فيها الجيوش متقابلة ومنظمة وتعتمد الهجوم المباشر وهي تعتبر فاشلة أمام الحرب غير النظامية باعتبارها مدربة على الأماكن المفتوحة ووسائلها غير مجهزة لاقتحام الجبال على عكس حروب العصابات التي تعتمد على المناطق المخفية والشعاب الوعرة والجبال ومثال على هذا النوع من الحروب الحرب الروسية الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية..

وعن اهداف الحرب النفسية ووسائلها أشار جابر على انها عملية غسيل الدماغ والتضليل والتشويش والحصول على المعلومات بزرع الجواسيس التقليدية، والقرصنة الالكترونية وهدم المعنويات والتحريض

واكد جابر انه في الحرب النفسية تستخدم نظرية "غوبلز"، حيث استخدمت تلك النظرية إبان حكم هتلر في المانيا وكانت تعتمد على الكذب حيث تقول "اكذب واكذب.. حتى تصدق"، واستمرت خلال عقود من الزمن كونه تبين ان الكذب يفقد من يتولى الحرب النفسية "المصداقية"، واليوم دخلنا الحرب الالكترونية التي اعتمد فيها الكذب والتضليل لان الفاعل مشبوه لا يخشى على مصداقيته، وحتى تظهر الحقيقة يكون قد أحدث التاثير فيها وتحقيق الهدف المرجو منها .

ولفت جابر الى ان الجيش اللبناني في مركز الدراسات الاستراتيجية سيعقد في  26 – 29 آذار من عام 2019  مؤتمرا خاصا بالذكاء الاصطناعي في الامن والدفاع ، يتحدث فيه عن الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، مما يدل على مدى اهتمام الجيوش النظامية بهذا النوع الجديد من اشكال الجيش وهو صفحة جديدة تفتح بتاريخ الجيوش .

وعن طبيعة الجيش الالكترونية وعملية نشوئها، اوضح حاتم الزين رئيس قسم الصحافة والاعلام الرقمي في جامعة المعارف اللبنانية ان الجيوش الالكترونية فهي تصنف الى نوعين :

- النوع الاول :هو النموذج التلقائي وعادة لايكون احترافيا بالمطلق فعندما تحص نجدة معينة في موضوعات طائفية كما يحدث في لبنان حيث نرى حربا على المنصات الالكترونية .

- والنوع الاخر : هو  نموذج  الحرب المنظمة وعادة ما تقوم بها منظمات او دول ،حيث لا بد من الاشارة الى  ان جيوش العالم في الوقت الحالي تعتمد في النصر بالحرب على النصر الاعلامي فمن دون نصر اعلامي لا تنتصر الجيوش  كـ"الحرب الصهيونية على غزة" التي حدثت عام 2014 م، حيث قام الجيش الاسرائيلي بالتعاون مع مجموعة من الطلاب في الجامعات حيث قام بتدريبهم على كيفية استخدام الانترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي بغية تحقيق الانتصار الاعلامي لتعزيز الانتصار العسكري .

ونوه الزين الى انه يتم تدريس الطلاب في الجامعات المناهج الاكاديمية الحديثة والتطرق لهذه المواضيع عن العالم السيبيري وآليات جديدة من الاعلام، ولا يتحدث عن اعلام المواطن ، بل يتم التحدث عن المنصات التي تستخدمها منظمات منظمة سواء بمنحى ايجابي او سلبي عدواني ، ومن المعروف ان المنظمات المصنفة ارهابيا فاكثر من عقد تقوم باستخدام الانترنت في عملية التجنيد .

وتعتبر الجيوش الالكترونية أو دولة الظل أو الهكرز، عبارة عن مجموعات مدربة تعمل وفق أجندات خاصة وهدفها اختراق مواقع الخصوم، والترويج لوجهة نظر معينة عبر مختلف منصات الإنترنت وإسكات المناوئين، وتروج بعضها الإشاعات والأكاذيب وخلق البلبلة والتبليغ عن حسابات شخصيات ومؤسسات لإيقافها نهائياً، وربما تؤثر الجيوش الالكترونية بنشاطاتها هذه على الأوضاع الاقتصادية وتسبب في خسائر لبعض الأسواق المالية.

  فيما أكد علي عميص خبير التكنولوجيا المعلوماتية ان الحروب الالكترونية من ضمن اهدافها الحرب الناعمة عبارة عن بث اشاعات واضاليل واكاذيب ومن اهدافها تشويه البنية المجتمعية، وتحريف الحقائق وتضليل الرأي العام ،وتنشط وقت الانتخابات بكثرة وهي قادرة على قلب حقائق معينة من خلال حسابات وهمية متعددة لها، حيث تقوم بتجنيد الاف الاشخاص لقلب الحقائق ، ودعم سياسات الحكومات ودعم قرارات ومشاريع قد لا تصب في مصلحة المواطنين  .

وبين عميص ان مفهوم الذباب الإلكتروني، هو مصطلح حديث في عالم الإعلام الرقمي. يقصد به الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي الموجهة من قبل مبرمجين مختصين لشن حملات إعلامية ممنهجة ضد أشخاص أوكيانات أو دول ..
 واشار عميص الى ان الجيش الصيني الالكتروني هو من اقوى الجيوش الالكترونية في العالم 

 

 

التفاصيل في الفيديو المرفق...

 

ضيوف الحلقة  :

العميد الركن هشام جابر الخبير الاستراتيجي والباحث في الحرب النفسية

الدكتور حاتم الزين رئيس قسم الصحافة والاعلام الرقمي في جامعة المعارف اللبنانية

الناشط على وسائل التواصل الاجتماعي عباس زهري

علي عميص خبير التكنولوجيا المعلوماتية