تشكيل اللجنة الدستورية .. وآفاق السلام السوري

تشكيل اللجنة الدستورية .. وآفاق السلام السوري
الأربعاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٣٩ بتوقيت غرينتش

تحركات على اعلى المستويات الدولية والاقليمية من اجل التسريع بتشكيل اللجنة الدستورية السورية تمهيدا لتحقيق التسوية الكبرى التي يطمح الشعب السوري الى تحقيقها والاتجاه بالبلاد نحو المزيد من الاستقرار والسلام.

العالم - سوريا - مقالات

فقد اتفقت روسيا وتركيا وإيران حسبما أفادت وزارة الخارجية الروسية، الاربعاء، على تسريع تشكيل تلك اللجنة من اجل المضي قدما بالمسيرة السلمية في البلاد.

وجاء في بيان صدر عن الوزارة أن الدول الثلاث الضامنة "لـمسار أستانا" أجرت مشاورات في موسكو، بمشاركة كل من المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشأن السوري، ألكسندر لافرينتييف، ونائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، ونظيره التركي، سادات أونال، وكبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني، حسين جابري أنصاري.

وأورد البيان أن الأطراف بحثت تطورات الأوضاع السورية "على الأرض" بصورة مفصلة، إلى جانب بحثها مجمل القضايا المتعلقة بتشكيل اللجنة الدستورية السورية وإطلاق عملها، وفقا لقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري المنعقد في مدينة سوتشي الروسية.

وأشارت الوزارة إلى أن المشاركين اتفقوا على "تسريع وتيرة العمل على تشكيل اللجنة الدستورية، بمراعاة مصالح جميع السوريين، بناء على قرار 2254 لمجلس الأمن الدولي  والتنسيق مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الشأن السوري، ستيفان دي ميستورا".

ويأتي ذلك بالتزامن مع لقاءات اجراها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والوفد المرافق ستيفان ديمستورا مع كبتر المسؤولين السوريين وتناقش معهم يخصوص هذه المسالة الحساسة والقضايا الاخرى ذات الاهتمام المشترك.

وفي لقائه مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم بحث ديمستورا الجهود المبذولة من أجل إحراز التقدم في المسار السياسي للأزمة في سوريا ومتابعة الأفكار المتعلقة بالعملية السياسية ولجنة مناقشة الدستور الحالي.

وأكد وزير الخارجية والمغتربين خلال اللقاء استمرار دعم سوريا للجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة مشيرا إلى أن سوريا تعاطت بكل إيجابية مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني "السوري - السوري" في سوتشي وعملية تشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي.

واشار المعلم الى أن إطلاق عمل هذه اللجنة يجب أن يراعي المبدأ المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسوريا والمتمثل بضرورة الالتزام القوي بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها أرضا وشعبا.

وشدد وزير الخارجية: ان الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده وبناء عليه فإن كل هذه العملية يجب أن تكون بقيادة وملكية سورية وذلك باعتبار أن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره الشعب السوري بنفسه دون أي تدخل خارجي تسعى من خلاله بعض الأطراف والدول لفرض إرادتها على الشعب السوري.

بدوره قدم المبعوث الخاص عرضا للقاءات التي أجراها والنشاطات التي قام بها مؤخرا من أجل تنشيط العملية السياسية وتشكيل لجنة مناقشة الدستور مشيرا إلى أنه بذل خلال السنوات التي قضاها بصفته المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة قصارى جهده للتوصل إلى حل سياسي في ظل ظروف معقدة.

في نهاية المباحثات اتفق الجانبان على استمرار التواصل بينهما من أجل بحث الأفكار التي من شأنها دفع العملية السياسية قدما.

يذكر ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم كان قد التقى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ويحث معه موضوع تشكيل اللجنة الدستورية.

وتأتي هذه التحركات في وقت تستعد فيه البلاد الى استعادة مكانتها على جميع الاصعدة العربية والاقليمية والدولية، لاسيما بعد الانتصارات الكبرى التي حققها الجيش السوري على الجماعات الارهابية في البلاد، والتوجه نحو بناء البلد واعادة اعماره.