غارات غزة.. وموقف المقاومة من التهدئة ومسيرة العودة

غارات غزة.. وموقف المقاومة من التهدئة ومسيرة العودة
السبت ٢٧ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٩:٣٢ بتوقيت غرينتش

أعلنت المقاومة الفلسطينية أن التهدئه لن تكون أحادية الجانب وفصائل المقاومة لن تكون الطرف الوحيد الذي يلتزم بوقف إطلاق النار لأن هذا إجحاف بحقوق الشعب الفلسطيني. يأتي ذلك غداة إستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات جراء إطلاق الإحتلال الإسرائيلي الرصاص وقنابل الغاز على المشاركين بالجمعة الـ31 لمسيرات العودة. وشدد الفلسطينيون على تمسكهم بمسيرات العودة ورفض إيقافها حتى كسر الحصار عن قطاع غزة.

العالم - تقارير 

من المعلوم للجميع تماماً، أن الإحتلال الإسرائيلي لا يدّخر جهداً في الاعتداء على قطاع غزة المحاصر منذ 12 سنة وتشنّ مقاتلات الكيان الغاصب من حين لآخر غارات على المواقع المدنية والحكومية بذريعة حماية المستوطنات الصهيونية الواقعة بالقرب من الحدود الشرقية للقطاع والتي تسمى بـ "مستوطنات غلاف غزة".

وفي أحدث غاراتها التي تدمّر كل شيء من بيوت سكنية ومؤسسات حيوية و مصانع ومواقع للمقاومة الفلسطينية، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية بعد منتصف ليل الجمعة عدة غارات على مختلف أنحاء قطاع غزة. ويدعي جيش الإحتلال الإسرائيلي أن هذه الغارات جاءت رداً على إطلاق عشرين صاروخاً من القطاع المحاصر نحو المستوطنات المحيطة بالقطاع وإستطاعت منظومة القبة الحديدة من إعتراض وإسقاط ثلاثة منها، فيما جاء القصف الفلسطيني رداً على الإعتداءات والغارات الإسرائيلية الأخيرة.

ومن المواقع التي تضررت إثر إستهداف طائرات الاحتلال لقطاع غزة، المستشفى الأندونيسي بشمال القطاع. وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن الغارة الصهيونية على موقع قريب من المستشفى الأندونيسي ألحقت أضراراً جسيمة بالمستشفى وأخافت المرضى والعاملين.

وطالبت الوزارة المؤسسات العالمية المعنية ببذل الجهود من أجل حمايت المرافق الطبية في قطاع غزة والتي تعاني من مختلف الأزمات ولا سيما نقص الوقود والمستلزمات الطبية والأدوية، ما أثّر سلباً على تقديم الخدمات للمرضى خصوصاً مرضى السرطان الذين يفقد عدد منهم بين حين وآخر حياتهم بسبب الأزمات المذكورة أو إستمرار إغلاق معبر رفح الحدودي بين القطاع و مصر.

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن إطلاق الصواريخ نحو مستوطنات غلاف غزة جاء رداً على إستشهاد 5 فلسطينيين في غزة برصاص قوات الإحتلال أثناء مشاركتهم في مسيرات العودة الشعبية وإستشهاد فلسطيني آخر في الضفة الغربية المحتلة.

وينظّم آلاف الفلسطينيين قرب حدود قطاع غزة منذ مارس/آذار 2018 مسيرات يطلقون عليها مسيرات "العودة وكسر الحصار" للتأكيد على ضرورة عودة اللاجئين إلى قراهم التي هُجّروا منها عام 1948 ورفع الحصار الظالم على قطاع غزة الذي يسكنه حالياً ما يقارب 2 مليون فلسطيني في أوضاع مزرية حيث تقول التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة أن القطاع المحاصر لن يكون قابلاً للحياة عام 2020 ولا يزال يعاني من أزمة المياه و الوقود والفقر و البطالة البالغ معدلها 40 بالمئة وكثير من الأطفال لا يذهبون إلى المدرسة بسبب شدة فقر عائلاتهم ويشتغلون بأعمال لعلّهم يساعدون العائلة على إيجاد لقمة عيش يشبعون بها بطونهم.

وتقول مصادر في حركة الجهاد الإسلامي إن هذه الحركة المقاومة تلقت إتصالات من الجانب المصري تطالب الحركة بوقف التصعيد والإلتزام بالتهدئة لكن الحركة ردّت بالقول إنها لن تكون ملتزمة بالتهدئة ما لم يلتزم بها الإحتلال الصهيوني وستواصل مقاومتها للإحتلال دفاعاً عن الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الحصار وإغلاق المعابر الحدودية مع مصر وعدم إهتمام السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس (أبومازن) بمآسي سكان القطاع والحروب الدموية الإسرائيلية.

وتؤكد تقارير أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تلقت أيضاً إتصالات من جهات أممية ومصرية للإلتزام بالتهدئة مع الإحتلال ولم يُبد أي من مسؤولي حماس تعليقات على هذه التقارير حتى الآن.

القبة الحديدية ليست على مستوى الطموح الإسرائيلي

وبدأت "إسرائيل" عام 2007 تصنيع منظومة القبة الحديدية لإعتراض وإسقاط الصواريخ وقذائف الهاون التي تُطلق من قطاع غزة وفي عامي 2008 و 2009 أجرت إختبارات على هذه المنظومة وفي عام 2011 قامت بنقل أولى الوحدات من منظومة الدفاع الصاروخية إلى جنوب الأراضي المحتلة عام 1948.

ساعدت أمريكا حليفتها "إسرائيل" في تصميم وإنتاج القبة الحديدية منذ بدء تصنيع هذه المنظومة حيث خصص مجلس النواب الأمريكي في شهر مايو/أيار عام 2010 ميزانية بمقدار 205 ملايين دولار لهذا النظام الصاروخي المضادّ. وفي شهر يوليو/ تموز من نفس العام حدد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ميزانية قدرت بـ "سبعين مليون دولار" للبرنامج الصاروخي الإسرائيلي.

يعترف قادة الجيش الإسرائيلي أن القبة الحديدة ليست على المستوى الذي يطمحون إليه حيث لا يمكنها إعتراض وإسقاط جميع الصواريخ التي تطلقها بين الحين و الآخر بعض الفصائل المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة رداً على التوغلات البرية والغارات وإطلاق الرصاص الحي من قبل قوات بحرية الإحتلال نحو الصيادين الفلسطينيين.

وفي هذا السياق، يقول موقع "ديبكا" الإلكتروني الإسرائيلي إن منظومة القبة الحديدية لا تُجدي نفعاً وبقيت فاشلة أمام صواريخ حركة حماس وبرهنت أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يعاني من عيوب كثيرة.

وكشف الموقع الإسرائيلي أن نشر المزيد من وحدات القبة الحديديدة في جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وأماكن أخرى تبيّن أن المنظومة الصاروخية لا تستطيع مواجهة وإسقاط جميع الصورايخ المطلقة من قطاع غزة.

وأضاف موقع ديبكا التابع للإستخبارات الإسرائيلية أن قادة الجيش الإسرائيلي يواجهون في كل مرة صاروخاً جديداً يُطلق من قطاع غزة لم يحسبوا له حساباً من أجل إعتراضه وإسقاطه.

*العالم