القبة الحديدية.. منظومة فاشلة تباع للعرب!

القبة الحديدية.. منظومة فاشلة تباع للعرب!
السبت ٢٧ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٥:٥٠ بتوقيت غرينتش

قصفت المقاومة الفلسطينية، مستوطنات غلاف غزة بعشرات الصواريخ رداً علی المجازر التي ارتکبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد مسیرات العودة يوم امس الجمعة، والتي اسفرت عن استشهاد خمسة فلسطينيين. وأقر جيش الاحتلال بأن منظومة "القبة الحديدية" فشلت في اعتراض العديد من صواريخ المقاومة.

العالم - تقارير

وأثار فشل "القبة الحديدية" في التصدي لصواريخ المقاومة، حالة من الهلع والخوف في مستوطنة سديروت. ودوت صفارات الإنذار في مستوطنتي"تيف هاتسرا" و"ياد مردخاي".

رابع فشل للقبة الحديدية

ويعتبر فشل القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة يوم السبت، الفشل الرابع من نوعه في الآونة الاخيرة حيث قرر جيش الاحتلال فتح تحقيق حول أسباب فشل منظومة "القبة الحديدية" في اعتراض الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة.

وكانت القبة الحديدية قد فشلت 3 مرات علی التوالي في اعتراض صواريخ أطلقت من غزة، إضافة إلى أنها قامت بإطلاق صواريخ اعتراض بشكل ذاتي ومفاجئ ودون وجود خطر قبل أسابيع.

وذكر الموقع الإلكتروني الاستخباراتي "ديبكا"،أن منظومة "القبة الحديدية" لم تجد نفعا، ولم تقدم شيئا أمام صواريخ حركة حماس، وكشفت عيوبا كثيرة في الجيش الإسرائيلي.

القبة الحديدية ضعيفة أمام تورنيدو حماس

وأشار "ديبكا"، وهو موقع وثيق الصلة بجهاز "الموساد" الی أن الصاروخ الذي اطلقته حركة حماس يوم الاربعاء علی مدينة بئر السبع، كان من نوع "تورنيدو" والذي تخطی القبة الحديدة وأصاب بئر السبع.

ويعتبر صاروخ "تورنيدو جيTornado-G"  أول صاروخ يطلقه الفلسطينيون على الداخل الإسرائيلي من قطاع غزة.

قضية الثغرة في القبة الحديدية

وفاجأ المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، الاسرائيليون بأسئلته، حيث تسائل "لماذا لم ترد (تعترض) القبة الحديدية على إطلاق القذيفة؟ و واضح الآن أنه لم يكن هناك إنذارا مسبقا وعلى ما يبدو أنه لا يوجد دفاع كامل في القبة الحديدية. وينضم إلى ذلك سؤال مثير للقلق آخر وطُرح قبل عدة أيام، عندما أطلقت القبة الحديدية صواريخ من دون وجود أهداف. وتطرح هذه الأحداث العفوية اشتباها: ربما توجد بحوزة حماس قدرة ما، أو ربما وجد أحد ما ثغرة تمس بقدرة القبة الحديدية؟".

الاحتلال غير جاهز لأي حالة طوارئ

وبعد التأكد من عدم فاعلية القبة الحديدية اعلنت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلاً عن الجنرال احتياط ومفوض الاستيعاب في جيش الاحتلال، يتساك بريك ان "الجيش الإسرائيلي غير جاهز على الإطلاق لأي حالة طوارئ".

وأضاف بريك، في تقريره الذي قدمه للقيادة الإسرائيلية حول الجهوزية أن "الجيش غير مستعد لخوض أي مواجهة مع أي جبهة".

أحدث صيحة أم أحدث أكاذيب؟

وأكد المختص بالشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة، أن الوقائع الميدانية الجديدة والقديمة أثبتت عدم جدوى القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة؛ الأمر الذي يكشف زيف الدعاية الإسرائيلية التي تروج للقبة على أنها أحدث الصيحات التكنولوجية المتخصصة في اعتراض المقذوفات الصاروخية قصيرة ومتوسطة المدى.

ففي أواخر مارس/آذار الماضي كشفت المناورات الدفاعية التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" داخل قطاع غزة، عن ثغرة في عمل منظومة القبة الحديدية، عندما أطلقت بشكل تلقائي أكثر من 20 صاروخا اعتراضيا، إثر إطلاق قوات القسام رصاصات ثقيلة خلال مناوراتهم شمال القطاع.

وأحدث ذلك الخلل حينها ضجة إسرائيلية كبيرة سواء على صعيد إصابة المستوطنين في منطقة غلاف غزة بالهلع أو مطالبة قادة إسرائيليين بفتح تحقيق شامل بالحادث، إذ وصف مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق اللواء احتياط "غيورا آيلاند" الأمر بـ"الفضيحة".

القبة الحديدية، عار في سوق التجارة العسكرية

واعتبر المختص بالشأن الإسرائيلي سعيد بشارات في حديث لموقع "فلسطين اونلاين" أن تداعيات الفشل المتكرر لعمل منظومة القبة الحديدية تصيب بصورة مباشرة وغير مباشرة عصب سوق التجارة الإسرائيلية العسكرية القائمة على التكنولوجيا، فضلا عن خروج أصوات إسرائيلية داخلية تطالب بالبحث عن منظومة دفاعية جديدة توفر الحماية لمستوطني المستوطنات القريبة من قطاع غزة.

صفقات القبة الحديدية؛ عقلاء يلغونها وعرب يعقدونها

وأشار بشارات إلى أن السنوات الماضية شهدت تجميد أو إلغاء العمل بعدة صفقات لبيع أسلحة إسرائيلية، كان آخرها إلغاء الهند صفقة بيع أسلحة دفاعية كانت ستبرم بين الطرفين، بقيمة نصف مليار دولار، ولكن الاحتلال استعاض عن إغلاق بعض الأسواق في وجهه بفتح خطوط بيع في دول عربية.

وكانت مصادر إعلامية قد كشفت في سبتمبر/ أيلول الماضي عن شراء المملكة العربية السعودية منظومة القبة الحديدية من سلطات الاحتلال، عبر وساطة قوية بذلتها الولايات المتحدة الأميركية.