إعادة صياغة الدستور.. الملف الأهمّ لوريث دي ميستورا

إعادة صياغة الدستور.. الملف الأهمّ لوريث دي ميستورا
الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨ - ١١:٣٠ بتوقيت غرينتش

ستكون كيفية تشكيل لجنة إعادة صياغة الدستور السوري الملف الأبرز والأهمّ من بين الملفات التي تنتظر المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا.

العالم - تقارير 

كشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الثلاثاء أنه ينوي تعيين الدبلوماسي النرويجي "غيير بيدرسن" مبعوثاً جديداً إلى سوريا ليخلف ستفان دي ميستورا وأبلغ مجلس الأمن الدولي بنيّته.

وقال غوتيريش إن مبعوثه الجديد إلى سوريا سيبدأ مهمته في اليوم الأول من ديسمبر 2018.

وكان دي ميستورا الذي يحمل الجنسيتين الإيطالية والسويدية، قد أبلغ مجلس الأمن الدولي يوم 17 أكتوبر الجاري إنه سيتنحى عن منصبه في نهاية نوفمبر المقبل بذريعة ما وصفه بـ "أسباب عائلية".

وقد قضى دي ميستورا أكثر من أربع سنوات كممثل خاص للأمم المتحدة إلى سوريا وكان ثالث مبعوث أممي إلى هذه الدولة التي مزقتها الحرب بعد الدبلوماسي الغاني كوفي عنان والدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي.

وكان كوفي عنان الذي توفي يوم 18 أغسطس 2018، قد تولى يوم 23 فبراير 2012 مهمة المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ثم خلفه الأخضر الإبراهيمي الذي إستقال لاحقاً وعُيّن دي ميستورا كممثل أممي ثالث في سوريا للمساعدة في حل الأزمة التي تعصف بهذا البلد العربي منذ مارس 2011.  

من هو المبعوث الجديد؟

ولد غيير بيدرسون عام 1955 في النرويج وكان ممثل الأمم المتحدة في لبنان من العام 2005 إلى عام 2008، كما تولى منصب ممثل بلاده في الأمم المتحدة من العام 2012 إلى العام 2017 والآن يعمل كسفير النرويج في العاصمة الصينية بكين.

تصفه الصحف الأوروبية بـ "الدبلوماسي المخضرم" لخبرته الدبلوماسية التي ترجع إلى 25 عاماً مضت حيث كان في ذلك الزمان أحد أعضاء الفريق الذي فاوض سراً على إتفاقيات سلام أوسلو بين الفلسطينيين والإحتلال الإسرائيلي.

تؤكد التقارير أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا قد أبدت موافقتها غيرالرسمية على تعيين بيدرسن كمبعوث أممي جديد إلى سوريا.

ويُعدّ تشكيل لجنة لـ "إعادة صياغة الدستور السوري" من أبرز المهمات التي تنتظر بيدرسن لأن البيان الختامي للقمة التي جمعت كلاً من قادة تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا في إسطنبول في نهاية الأسبوع المنصرم أكد على ضرورة حل سياسي للأزمة السورية وتشكيل لجنة إعادة صياغة الدستور السوري قبل نهاية العام الجاري تمهيداً لإجراء إنتخابات حرة ونزيهة.

تحفظات روسيا على تعيين بيدرسن

تقول تقارير صحفية إن مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة "فاسيلي نيبينزيا" أبدى تحفظ بلاده على تعيين بيدرسن كالمبعوث الدولي الجديد إلى سوريا ويعتبر تعيينه كبديل لدي ميستورا إجراءاً مستعجلاً لأن موسكو من منطلق حرصها على التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية تريد أن تعرف هل سيمضي بيدرسون في طريق سلفه دي ميستورا وهل سيُدرج الإنجازات التي تحققت في مفاوضات أستانا ومؤتمر سوتشي في جدول أعماله أم لا.

دفتر عمل دي ميستورا خالٍ من الحيادية  

المهمة التي إضطلع بها دي ميستورا في سوريا التي تُشنّ عليها "حرب كونية" من أجل فصلها عن محور المقاومة، لم تكن حيادية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، في حين يحتاج هذا البلد الذي تدفق إليه عشرات آلاف الإرهابيين والقتلة والمرتزقة من أكثر من 80 دولة بالعالم إلى جهود نزيهة وحيادية تنهي الأزمة التي تسببت بمقتل آلاف المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشباب والمسنين ولجوء 7 ملايين مواطن إلى دول الجوار والدول الأخرى في العالم ونزوح 2,7 مليون سوري داخلياً وإقامتهم في مراكز الإيواء.  

وفي هذا السياق، تتهم الحكومة السورية دي ميستورا بعدم الحيادية حيث قال وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم في حوار مع قناة روسيا اليوم قبل شهر إن دي ميستورا "غيرمحايد".

وتوجّه الحكومة السورية إصبع إتهامها إلى الغرب أيضاً حيث تتهمه بعرقلة الحل السلمي و السياسي للأزمة المستمرة منذ سبع سنوات وتقول إن الدول الغربية تمنع اللاجئين السوريين من العودة لبلادهم عبر ترهيبهم وتخويفهم من أنهم إذا عادوا لسوريا ستكون حياتهم في خطر.

السيد غيير بيدرسن سيتولى مهمة حل الأزمة السورية قريباً وسيرث ما خلّفه دي ميستورا من ملفات لم تُحلّ بعدُ وفي مقدمتها ملف إعادة كتابة الدستور الذي تطالب دمشق الأمم المتحدة بتسهيل هذا الملف الشائك وتعارض في نفس الوقت أن تقوم الأمم المتحدة بتعيين ثلث أعضاء لجنة إعادة كتابة الدستور السوري.