مبروك على المسلمين حلول شهر ربيع الاول

مبروك على المسلمين حلول شهر ربيع الاول
الجمعة ٠٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ١٠:٠٧ بتوقيت غرينتش

یحتفل المسلمون الیوم الجمعة بحلول شهر ربيع الاول المبارك وخاصة اتباع آل البيت (سلام الله عليهم) في ايران ولبنان والعراق.

العالم- تقارير

ففي العراق أعلن مكتب المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني، امس الخميس، أن يوم غد (اليوم) الجمعة هو أول أيام شهر ربيع الأول".

وقال المكتب في بيان مقتضب إن "المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) يعلن أن يوم غد (اليوم) الجمعة هو أول أيام شهر ربيع الأول".

كما يحتفل المسلمون في السعودية والكويت والإمارات وقطر وسلطنة عمان اليوم الجمعة الموافق 9 نوفمبر بحلول الشهر الفضيل الذي شهد  أحداثًا مهمة في هذه الأمة، وشغلت هذه الأحداث حيزاً كبيرًا من الاهتمام، حيث كانت أبرز أحداث السيرة النبوية التي وقعت في هذا الشهر هي: مولد النبي (صلى الله عليه وآله)، وهجرته إلى المدينة، وهذه الأحداث جميعها مهمة في حياة المسلمين..

ما هي قصة تسمية شهر الربيع الاول:

وشهر ربيع الأول سمي بهذ الاسم نحو عام 412 ميلاديًا في عهد كلاب بن مُرّة الجدّ الخامس للرسول (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله)، واختلفوا في سبب تسميته بهذا الإسم فقالوا إن الرَّبيع الأوَّل؛ وهو الفصل الذي تأتي فيه الكمأة والنَّوْر، وتطلق عليه العرب: ربيع الكلأ.

وكان أبو الغوث يقول: "العرب تجعل السنة ستة أزمنة: شهران منها الربيع الأول، وشهران صيف، وشهران قيظ، وشهران الربيع الثاني، وشهران خريف، وشهران شتاء".

وعرف العرب ثلاث مراحل من أسماء الشهور قبل أن تستقر على أسمائها التي تعرف بها حاليًا حوالي مطلع القرن الخامس الميلادي؛ ومن ضمن ذلك شهر ربيع الأول فلم يأخذ الشهور هذا الأسم في وقت واحد، بل كان هناك وقت طويل يفرق بين كل تسمية وأخرى.

أما شهر ربيع الأوّل فقد عرفته قوم ثمود باسم "مُورِد"، بينما كانت بقية العرب العاربة تطلق عليه اسم "طليق". ومن أشهر الأسماء الأخرى التي عرف بها، اسم "خَوّان"؛ أي كثير الخيانة؛ وذلك لأن الحرب كانت تشتد فيه فتخونهم فتنقصهم أرواحًا وأموالا.

وقيل أن شهر ربيع الاول كان يداوي أمراضًا و عللًا في النفس لا تُداوى في غيره من شهور السنة، وذلك ببركة ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفاء به واتباع سنته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.

و قال آخرون :جاء في تسميته بهذا الاسم عدة روايات؛ منها أن العرب كانوا يخصّبون فيه ما أصابوه من أسلاب في صفر؛ حيث إن صفرًا كان أول شهور الإغارة على القبائل عقب المحرم – الشهر الحرام.

وقيل: بل سُمِّي كذلك لارتِباع الناس والدواب فيه وفي الشهر الذي يليه (ربيع الآخر)، لأن هذين الشهريْن كانا يأتيان في الفصل المسمَّى خريفًا وتسميه العرب ربيعا، وتسمي الربيع صيفًا والصيف قيظًا، وهناك رأي يقول: إن العرب كانت تقسم الشتاء قسمين، أطلقوا عليهما الربيعيْن: الأول منهما ربيع الماء والأمطار، والثاني ربيع النبات؛ لأن فيه ينتهي النبات منتهاه، بل إن الشتاء كله ربيع عند العرب من أجل الندّى.

وفي الحقيقة، كان الربيع عند العرب ربيعيْن: ربيع الشهور، وربيع الأزمنة؛ فربيع الشهور، شهران بعد صفر؛ وهما ربيع الأول وربيع الآخر. وأما ربيع الأزمنة، فربيعان: الربيع الأول؛ وهو الفصل الذي تأتي فيه الكمأة والنَّوْر، وتطلق عليه العرب ربيع الكلأ، والثاني هو الفصل الذي تُدْرَكُ فيه الثمار، ومنهم من يسميه الربيع الثاني، ومنهم من يسميه الربيع الأول كسابقه.

ومن العرب من جعل السنة أربعة أزمنة: الربيع الأول وهو عند عامتهم الخريف، ثم الشتاء، ثم الصيف، وهو الربيع الآخر، ثم القيْظ؛ هذا كله قول العرب في البادية، وكانوا يطلقون على أول مطر يقع بالأرض أيام الخريف (ربيع).

ويقولون إذا وقع ربيع بالأرض؛ بعثنا الرُّوّادَ وانتجَعنا مساقطَ الغيث. وإنما سُمّي فصل الخريف خريفًا لأن الثمار (تُخْتَرَفُ) فيه؛ أيْ تُجْتَنى؛ وسمته العرب ربيعًا لوقوع أوّل المطر فيه.

 

فضائل شهر ربيع الأول

ولشهر ربيع اول فضائل كثير منها: 

أول ليلة منه هاجر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة سنة ثلاث عشرة من مبعثه، وكانت ليلة الخميس.

وفيها كان مبيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) على فراش رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومواساته له بنفسه، حتّى نجا (صلوات الله عليه وعلى آله) من عدوه، فحاز بذلك أميرُ المؤمنين (عليه السّلام) شرف الدنيا والدين، وأنزل الله تعالى مدحه لذلك في القرآن المبين، وهي ليلة فيها عظيمة الفخر لمولى المؤمنين، بما يوجب مسرّة أوليائه المخلصين.

وفي صبيحة هذه الليلة صار المشركون إلى باب الغار عند ارتفاع النهار لطلب النّبيّ (صلّى الله عليه وآله)، فستره الله تعالى عنهم، وقد سكّن النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) صاحبه في الغار، وقوى نفسه بما وعده من النجاة منهم، وتمام الهجرة له.

وهذا اليوم يتجدّد فيه سرور اتباع آل البيت بنجاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من أعدائه وما اظهره الله تعالى من آياته، وما أيده به من نصره.

وفي الليلة الرابعة منه كان خروج النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) من الغار متوجهاً إلى المدينة، فأقام (صلّى الله عليه وآله) بالغار ـ وهو في جبل عظيم خارج مكة غير بعيد منها اسمه ثور ـ ثلاثة أيام وثلاث ليال، وسار منه فوصل المدينة يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول عند زوال الشمس.

وفي اليوم العاشر منه تزوج النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) بخديجة بنت خويلد ام المؤمنين (سلام الله عليها) لخمس وعشرين سنة من مولده وكان لها يومئذ أربعون سنة.

وفي مثله من سنة اثنتين وثلاثين ومائة من الهجرة كان انقضاء دولة بني مروان.

وفي اليوم الرابع عشر منه سنة أربع وستين من الهجرة كان هلاك الملحد الملعون يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ضاعف الله عليه العذاب الاليم. وكان سنّه يومئذ ثمان وثلاثين سنة  وهو يوم يتجدد فيه سرور المؤمنين.

وفي اليوم السابع عشر منه مولد سيّدنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل، 40 عام قبل البعثة النبوية، الموافق 571 ميلادي، مكّة المكرّمة. وهو يوم شريف، عظيم البركة، ولم يزل الصالحون من آل محمّد (عليهم السّلام) على قديم الاوقات يعظّمونه ويعرفون حقه، ويرعون حرمته، ويتطوعون بصيامه.

وروي عن أئمّة الهدى (عليهم السّلام) أنهم قالوا: من صام اليوم السابع عشر من شهر ربيع الاول ـ وهو مولد سيّدنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ـ كتب الله سبحانه له صيام سنة.

الاعمال المستحبة في شهر الربيع الاول:

على العموم يستحبّ طوال الشهر الفضيل  الصدقة والإلمام بزيارة المشاهد، والتطوع بالخيرات وادخال المسرّة على المسلمين.

اللّيلة الأولى

فيها في السّنة الثّالثة عشرة من البعثة هاجر النّبي (صلّى الله عليه وآله) من مكّة إلى المدينة المنوّرة فاختبأ هذه اللّيلة في غار ثور وفاداه أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه بنفسه فنام في فراشه غير مجانب سيوف قبائل المشركين ولله ظهر بذلك على العالمين فضله ومواساته وإخاءه النّبي (صلّى الله عليه وآله) فنزلت فيه الآية وَمِنَ النّاسِ مِنْ يَشْرى نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ الله.

اليوم الأول

قال العلماء يستحبّ فيه الصّيام شكر الله على ما أنعم من سلامة النّبي وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما ومن المناسب زيارتهما (صلوات الله وسلامه عليهما) في هذا اليوم.

وقد روى السّيد في الإقبال دعاءً لهذا اليوم وفيه كانت وفاة الإمام الحسن العسكري (سلام الله عليه) على قول الشّيخ والكفعمي والمشهور على أنها في اليوم الثّامن ولعلّ في هذا اليوم كان بدء مرضه (سلام الله عليه).

اليوم الثّامن

سنة مائتين وستّين توفّى الإمام الحسن العسكري (سلام الله عليه) فنصب صاحب الأمر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) إماما على الخلق ومن المناسب زيارتهما (سلام الله عليهما) في هذا اليوم.

اليوم التّاسع

عيد عظيم وهو عيد البقر وشرحه طويل مذكور في محلّه وروي أن من أنفق شيئاً في هذا اليوم غفرت ذُنوبه وقيل يستحبّ في هذا اليوم إطعام الإخوان المؤمنين و إفراحهم والتّوسّع في نفقة العيال ولبس الثّياب الطّيّبة وشكر الله تعالى وعبادته وهو يوم زوال الغُموم والأحزان وهو يوم شريف جدّاً واليوم الثّامن من الشّهر كان يوم وفاة الإمام الحسن العسكري (سلام الله عليه) فهذا اليوم يكون أول يوم من عصر إمامة صاحب العصر أرواح العالمين له الفداء وهذا ممّا يزيد اليوم شرفاً وفضلاً.

اليوم السابع عشر: 

ولادة الرسول الأكرم محمّد صلّى الله عليه وآله في مكة المعظمة عند طلوع فجر يوم الجمعة في عام الفيل. وفي هذا اليوم الشريف أيضاً في سنة ثلاث وثمانين للهجرة ولد الإمام جعفر الصادق عليه السلام.وفيه عدة أعمال:
الأول: الغسل.
الثاني: الصوم، فقد روي عن أهل البيت عليهم السلام: " مَن صَامَ يَوم سَابِع عَشَر مِن شَهر رَبيع الأَوّل كَتَبَ اللهُ لَه صِيَام سَنَة". 
الثالث: زيارة النبي صلّى الله عليه وآله عن قرب أو عن بعد: " أشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّهُ سَيِّدُ الآوَّلِينَ وَالآخِرينَ وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ. أللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الأَئِمَّةِ الطَيِّبِين". وبعدها صلاة الزيارة (ركعتين ركعتين) ثمّ تسبيح السيّدة الزهراء عليها السلام.
الرابع: زيارة أمير المؤمنين عليه السلام، (مفاتيح الجنان، زيارة الأمير يوم ميلاد النبي صلّى الله عليه وآله)

كل عام وكل الامة الاسلامية بخير ويمن وبركات بمناسبة حلول شهر ربيع الاول نرجو من الله ان يحل فيه مشكلات جميع المسلمين.

علا قاسمي