المعركة من أجل السيطرة على الحديدة

المعركة من أجل السيطرة على الحديدة
الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٦ بتوقيت غرينتش

تخوض القوات الموالية لهادي بإسناد من قوات تحالف العدوان الذي تقوده السعودية هجوما ضد أنصارالله في الحديدة على ساحل البحر الأحمر في غرب اليمن منذ حزيران/يونيو الماضي للسيطرة على ميناء الحديدة..

العالم - تقارير

في ظل التصعيد العسكري المستمر على محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، تزداد معاناة المواطنين اليمنيين مع استمرار الحصار المطبق على المحافظة من قبل تحالف العدوان مما أدى إلى تردي الوضع الصحي يوما بعد يوم.

ومع تواصل أعمال العنف على أطراف محافظة الحديدة اليمنية، في محاولة من تحالف العدوان لاقتحام المدينة، تفتقر العديد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية إلى نقص حاد في مخزون الدواء والأجهزة لاستقبال الحالات الحرجة والطارئة. فعلى سبيل المثال،مستشفى الثورة العام الوحيد بالمدينة يتعرض إلى استهداف متواصل من قبل مرتزقة العدوان لإيقاف الخدمات الإنسانية المجانية. ولا تقف المأساة عند المستشفيات فقط، حيث عشرات الأسر تقف عاجزة أمام أطفالها وهم يتجرعون الألم حتى الموت، بسبب عدم قدرتهم على شراء العلاج جراء تدهور وضعهم المادي في ضل غياب واضح للدور الحقيقي للمنظمات الإنسانية والدولية.


قوات العدو  تعيش حالة ذعر وانهيار نفسي كبير

 أوضح المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع اليوم الأحد أن ادعاءات إعلام العدو في تحقيق انتصارات وهمية تحققها قواته في جبهات الساحل الغربي وغيرها من الجبهات ماهو إلا تضليل إعلامي ومغالطات دأب العدو على ممارستها للتغطية على فشل قواته في إحراز أي تقدم ميداني وما تتكبده قواته من خسائر متتالية في الأرواح والعتاد.

وأشار في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، إلى أن العدو حاول اليوم الزحف على جبهتي كيلو 16 وغرب مطار الحديدة بشكل متواصل إلا أن قواته منيت بهزيمة نكراء حيث لقي 40 من مقاتليه مصرعهم بينهم قيادات فيما أصيب أكثر من 60 من مقاتليه كما تم تدمير 12 مدرعة وآلية مختلفة للعدو وأن مقاتلينا الأبطال اغتنموا أطقم وكمية من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وأكد المتحدث الرسمي أن الطيران المسير بالاشتراك مع سلاح المدفعية نفذوا اليوم عملية عسكرية مشتركة استهدفت تجمعات قوات العدو في منطقة العقد جنوب كيلو 16.

وأوضح بأن مقاتلي الجيش واللجان الشعبية نفذوا عملية هجومية خاطفة على قوات العدو في منطقة الجبلية بالتحيتا كما أفشل مقاتلونا محاولة تسلل لقوات العدو شرق حيس وكبدوا قوات العدو خسائر في الأرواح والعتاد.

ونوه إلى أن طيران العدو حاول إسناد قواته بعشرات الغارات الجوية وطيران الأباتشي لكن قواته فشلت في تحقيق أي تقدم ميداني وأن طيران العدو قصف مرتزقته غرب المطار وسقط العشرات منهم بين قتيل ومصاب.

وأوضح العميد سريع بأن العدو لجأ إلى إخراج جثث قتلاه والمصابين من قواته عبر البحر إلى مستشفيات الخوخة والمخا والمستشفيات الميدانية وأن كافة مستشفيات عدن والمخا والخوخة تعاني من ازدحام شديد بالمصابين من قوات العدو وأن العدو أعلن حالة الطوارئ في كافة المستشفيات ووجه تعليمات لكافة وحداته للتبرع بالدم للمصابين من قواته والذين هم بالمئات إصابة غالبيتهم خطيرة.

وأشار إلى أن قوات العدو تعيش حالة ذعر وانهيار نفسي ومعنوي كبير وأن المعلومات تؤكد أن هناك حالة رفض كبيرة من قبل مقاتلي العدو الذين رفضوا الاستمرار في المعركة التي وصفوها بالخاسرة وأن حالات الفرار من ميدان المعارك مستمرة وأن المعلومات تؤكد فرار عشرات المرتزقة من أبناء الضالع اليوم.

وحيا العميد سريع الصمود الأسطوري لأبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يرسمون بشجاعتهم لوحات من البطولة والفداء دفاعا عن الوطن ومواجهة العدوان ومرتزقته.

كما أشاد بمواقف أبناء تهامة الرافضين للذل والخنوع على مواقفهم الوطنية في مواجهة العدوان.

الرئيس المشاط يجري عدداً من اللقاءات

عقد رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط اليوم الأحد بالعاصمة صنعاء ثلاثة لقاءات منفصلة مع رئيس مجلس النواب ونائبة ووزير الخارجية ونائبه ووزيرة حقوق الإنسان.

وقد ناقش الرئيس المشاط مع رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ونائب رئيس المجلس عبد السلام صالح هشول زابية  المستجدات على الساحة الوطنية في ظل تصعيد العدوان وما يرتكبه من جرائم والحرب الاقتصادية التي يشنها على الشعب اليمني والتي أثرت على مختلف القطاعات.

وتطرق اللقاء إلى جوانب التنسيق بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية للتغلب على التحديات الراهنة وتخفيف معاناة المواطنين.


واستعرض اللقاء دور هيئة رئاسة مجلس النواب في التواصل مع البرلمانات والاتحادات البرلمانية وأخرها عقد جلسة حوارية عبر الفيديو مع المؤتمر البرلماني الدولي للسلام في اليمن لإيصال مظلومية الشعب اليمني إلى الرأي العام العالمي وما يتعرض له من عدوان وحصار.

كما ناقش الرئيس أيضاً مع وزير الخارجية المهندس هشام شرف عبد الله ونائب وزير الخارجية حسين العزي دور وزارة الخارجية في التواصل مع المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، وكسر الحصار الدبلوماسي والعزلة الدولية التي حاول تحالف العدوان فرضها على اليمن للتغطية على جرائمه وانتهاكاته.

وتطرق اللقاء إلى جهود الوزارة في إيصال مظلومية اليمن للمجتمع الدولي وجوانب التنسيق مع المنظمات الأممية والإنسانية في سبيل التخفيف من معاناة الشعب اليمني الذي يمر بأسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم جراء العدوان والحصار.

وفي ذات السياق التقى الرئيس المشاط وزيرة حقوق الإنسان علياء فيصل عبد اللطيف، حيث جرى مناقشة جهود وزارة حقوق الإنسان في توثيق ورصد جرائم وانتهاكات تحالف العدوان على مدى ما يقارب أربعة سنوات.

وفي اللقاء جرى مناقشة دور الوزارة في التواصل مع المنظمات الحقوقية والإنسانية بخصوص انتهاكات وجرائم تحالف العدوان وخاصة تصعيده الأخير خاصة في الساحل الغربي ومحافظة الحديدة.

وأكد اللقاء على أهمية بذل المزيد من الجهود وتعزيز التنسيق مع المنظمات الإنسانية والحقوقية لرصد وتوثيق جرائم العدوان وإطلاع المنظمات على انتهاكات تحالف العدوان التي رصدتها الوزارة وخصوصا الجرائم المروعة التي ارتكبت بحق الأطفال والنساء والمنشآت المدنية والصحية والتي تعد جرائم حرب.

سياسة ترامب المزدوجة

وجه ترامب اخيرا اتهاماته للسعودية بسوء استخدام الأسلحة الأمريكية في اليمن، في مقابلة مع شبكة “أكسيوس” الأمريكية، وقال عن حادثة قصف حافلة الأطفال من قبل مقاتلات التحالف السعودي: “إنه لأمر مروع ما حدث للحافلة مع الأطفال في اليمن.. هل يزعجني هذا؟ (…)  هذا ليس تعبيرا قويا بما يكفي (لما أشعر به). هؤلاء أناس لا يعرفون كيف يتعاملون مع السلاح”.

تصريحات الرئيس الأمريكي الاخيرة عما سماه "إساءة استخدام السلاح الأمريكي" في جوهره يعبر عن خيبة أمل الإدارة الأمريكية، جراء الأنباء القادمة من الساحل الغربي لليمن، والفشل الذريع لحلفائها في المنطقة الذين وضعت لخدمتهم ناصية التكنولوجيا الأمريكية في اليمن.

فشل يبدو أنه انعكس على الصناعة العسكرية الأمريكية، ويعصف بسمعة السلاح الأمريكي عالميا في مواجهة الصناعات العسكرية المنافسة كروسيا والصين، لإمكان أفضل لترويج السلاح وإثبات كفاءته من ميدان الحرب الحقيقية.

ويستغرب عضو مجلس الأمة الكويتي ناصر الدويلة وهو خدم في الجيش السعودي في التسعينيات عن سبب خسارة الجيش السعودي لنحو 80 دبابة أمريكية حديثة رغم عدم خوضها معركة دروع واحدة على مدى أربع سنوات من القتل في اليمن وعلى الحدود السعودية اليمنية، ويؤكد أن هذا الأمر مستغرب من قبل الخبراء العسكريين.

إيراد الرئيس الأمريكي لجريمة استهداف حافلة مدرسية مكتظة بالأطفال في ضحيان في أغسطس الماضي في تصريحه عن إساءة استخدام الحلفاء للسلاح الأمريكي وتبريره لماذا فشل السلاح الأمريكي في اليمن، ينطوي في حقيقته على تهديد مبطن للنظامين السعودي والإماراتي بالتخلي عنهم وتقديمهم كباش فداء حين يحل موعد فتح ملف جرائم الحرب الثقيل في اليمن، وهو الأمريكي يقدم نفسه مؤخرا في الإعلام كداع للسلام وإيقاف الحرب.

في حين يؤكد رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي أن تحالف العدوان على اليمن غير قادر على حسم المعركة، ويعد في تصريحات اليوم الثلاثاء 06 نوفمبر 2018م بمواصلة القتال حتى يوم القيامه، ليس معلوما كم سيمنح الأمريكي أدواته في المنطقة من الوقت لمحاولة تحقيق انجاز في الساحل الغربي لليمن يحسن الوضع بالنسبة للمصالح الأمريكية في اليمن والمنطقة، لكن هذا الوقت أضحى ضيقا حتى يحين موعد فتح ملف جرائم الحرب في اليمن، والاستمرار في العدوان على الشعب اليمني، لم يعد العالم بقادر على غض الطرف تجاه الكارثة الإنسانية الأكبر عالميا في اليمن أضف إلى ذلك الفضيحة السعودية فيما يتصل بقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول والتي ساهمت في تسليط الضوء على جرائم السعودية خاصة في اليمن وازداد إلى حد كبير الناقمين عليها .

بحسب مراقبين فإن التصريحات الأمريكية من دعوة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والرئيس الأمريكي ترامب، تومئ إلى أن الأمريكي شرع بإعداد قارب للنجاة بنفسه من المسئولية الدولية إزاء الفظائع التي جرى ارتكابها في اليمن بدعم وحماية أمريكية، وهو قرر القفز مع تجلي بوادر الهزيمة الحاسمة في اليمن وفشل تحقيق الأهداف من وراء عاصفة الحزم التي انطلقت من البيت الأبيض مساء الـ 26 من مارس الفين وخمسة عشر ولاتزال مستمرة في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين.

وتبرم السعودية عقودا لشراء أسلحة بمئات مليارات الدولات مع الولايات المتحدة، وكان الرئيس الأمريكي أكد منذ أيام على أهمية عقود الأسلحة مع السعودية.