العدوان يحصد الفشل في الحديدة

العدوان يحصد الفشل في الحديدة
الإثنين ١٢ نوفمبر ٢٠١٨ - ١٠:٥٦ بتوقيت غرينتش

احتدام المعارك في معركة الحديدة يدل على مدى اهميتها ودورها المصيري في تحديد مسار الحرب في اليمن.

العالم - تقارير

المعركة مصيرية لجميع جهات الصراع، فهي مصيرية بالنسبة الى اليمنيين الذين يقاتلون دفاعا عن ارضهم وكرامتهم باعتبار انها تمثل الشريان الحياتي لاقتصادهم، ولذا فإنهم سيستميتون في الدفاع عنها لان سقوطها سيمهد لسقوط اكبر في بقية المناطق.

وهذه المعركة هي مصيرية بالنسبة لقوى العدوان ومرتزقته لانها تاتي في ظرف حساس بالنسبة اليهم ومواعيد دولية يجب ان يلتزموا بها لانهاء الحرب في اليمن، فهم يريدون من خلال السيطرة على هذه المنطقة الحساسة ان تكون لديهم ورقة ضغط يمارسونها في مفاوضات محتملة ستدعو اليها منظمة الامم المتحدة.

فتحالف العدوان يحاول من خلال الاستيلاء على الحديدة فرض املاءاته على السلطة الوطنية في صنعاء لكي تقدم التنازلات في المفاوضات المستقبلية، وذلك باعتبار ان الحديدة وميناءها يشكلان عصب الحياة الاقتصادية للعاصمة صنعاء.

وربما تكون قوات تحالف العدوان قد دخلت بعض المناطق المحيطة بالحديدة لكن هذا لايسمح لها بالادعاء ان المدينة سقطت بايديها، فالمقاومة الشرسة التي يبديها ابطال الجيش اليمني واللجان الشعبية تجعل من الصعب الاعتقاد بقدرة قوات التحالف السعودي الاماراتي من السيطرة على هذه المدينة.

ولقد اثبتت المقاومة الباسلة لتلك القوات عجز قوى تحالف العدوان من السيطرة على الحديدة برغم الامكانات التي تحصل عليها والاجهزة والمعدات العسكرية التي لديها وكذا الدعم الذي تحصل عليه من القوى الكبرى.

وربما تزعم الولايات المتحدة في العلن انها لاتقدم العون لقوى العدوان في هجومها على الحديدة لكن الواقع يخالف هذا التصور ويكشف ان القوات الاميركية هي من ابرز القوى الداعمة للعدوان السعودي الاماراتي على الحديدة.

وهنا يجب الاشادة بصلابة وصمود القوات الوطنية المحاربة في اليمن والتي تجابه اكبر عدوان دولي ضدها بامكانيات محلية وقدرات بسيطة واسلحة خفيفة.

 فقد أوضح المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أن ادعاءات إعلام العدو في تحقيق انتصارات وهمية تحققها قواته في جبهات الساحل الغربي وغيرها من الجبهات ماهو إلا تضليل إعلامي ومغالطات دأب العدو على ممارستها للتغطية على فشل قواته في إحراز أي تقدم ميداني وما تتكبده قواته من خسائر متتالية في الأرواح والعتاد.

وأشار في تصريح اعلامي، إلى أن العدو حاول الزحف على جبهتي كيلو 16 وغرب مطار الحديدة بشكل متواصل إلا أن قواته منيت بهزيمة نكراء حيث لقي 40 من مسلحيه مصرعهم بينهم قيادات فيما أصيب أكثر من 60 من مسلحيه كما تم تدمير 12 مدرعة وآلية مختلفة للعدو وأن مقاتلينا الأبطال اغتنموا أطقم وكمية من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

نتائج الفشل وخيبات الامل التي حصدتها قوى العدوان في معركة الحديدة يمكن اكتشافها من خلال الخسائر الفادحة التي تكبدتها تلك القوات في عدوانها في المعركة، وقد اكدت مصادر يمنية أن الجيش واللجان الشعبية صدوا هجمات شنتها القوات المدعومة من الإمارات في الأحياء المجاورة لجامعة الحديدة.

ونفى محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي لحركة انصار الله، أن تكون القوات اليمنية المدعومة من التحالف بقيادة السعودية والإمارات دخلت الحديدة وقال البخيتي إن المعارك تدور حاليا خارج المدينة.

وقال محمد البخيتي أن قوات تحالف العدوان ركزت قواتها في منطقة محدودة لاحداث اختراق وانتصار اعلامي في الحديدة وهم في البداية تمكنوا من ذلك لكن القوات اليمنية استعادت السيطرة وقامت بتكبيد العدوان خسائر كبيرة ولولا ذلك لتمكنوا من الدخول الى الحديدة منذ زمن.

ويعتمد الجيش واللجان الشعبية في المحور الشرقي للحديدة على تكتيك الدفاع، كما يتـبعون في المحور الجنوبي تكتيكات الهجوم وتشتيت القوات الحكومية ومحاولة قطع خطوط إمدادها.

في هذا الوقت ناشدت المنظمات الدولية الاطراف المتنازعة وقف الحرب في الحديدة لحفظ ارواح المدنيين والاطفال في تلك المناطق وقالت منسقة عمليات منظمة "سيف ذي تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) في مدينة الحديدة مريم الدوغاني -في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية- إن "القتال مستمر، والوضع صعب جدا. هناك خوف كبير بين السكان".

وذكر شهود أن السكان الموجودين في المدينة يعيشون حالة رعب بسبب استمرار الاشتباكات لكن املهم الوحيد هو ان القوات اليمنية قادرة على صد العدوان الذي يستهدف وطنهم وكرامتهم.

*سيد طاهر قزويني