العدوان على غزة ومحاولات انقاذ ابن سلمان

العدوان على غزة ومحاولات انقاذ ابن سلمان
الأربعاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:١٧ بتوقيت غرينتش

قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بدأت تحاصر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من جميع الجهات الى درجة دفعته الى التهور والطلب من حكومة الاحتلال الاسرائيلي بشن حرب على غزة ربما ستساهم بالتغطية على جريمته في اغتيال خاشقجي.

العالم - تقارير

هذا ماكشفته صحيفة "ميدل إيست آي" بقلم كاتبها البريطاني المعروف ديفيد هيرست الذي قال فيه "إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حاول إقناع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتوجه نحو حرب غزة، كجزء من خطة لصرف الأنظار عن قضية قتل الصحافي جمال خاشقجي، التي أثارت ضغطا إعلاميا وسياسيا عالميا ضد ابن سلمان".

ونقل هيرست، في تقرير حصري نشره على موقع الصحيفة عن مصادر داخل السعودية، أن مساعي ابن سلمان مع نتنياهو جاءت بناءا على توصيات من لجنة طوارئ شكلها ولي العهد السعودي لوضع سيناريوهات للتعامل مع الأزمة التي سببها الاغتيال الدموي لخاشقجي.

وجاء في التقرير "ان إشعال حرب في غزة يعد واحدا من سلسلة من الإجراءات والسيناريوهات التي اقترحها فريق عمل للطوارئ تم تأسيسه لمواجهة التسريبات الضارة القادمة من طرف السلطات التركية حول جريمة قتل خاشقجي، بحسب ما صرحت به مصادر لديها اطلاع على النشاطات التي يقوم بها الفريق المذكور".

وعلمت "ميدل إيست آي" أن فريق العمل، الذي يتشكل من مسؤولين من داخل الديوان الملكي ووزارتي الخارجية والدفاع، ومن جهاز المخابرات، يقدم تقريراً لولي العهد كل ست ساعات.

وقد نصح هذا الفريق محمد بن سلمان بأن حرباً في غزة يمكن أن تحول أنظار ترامب بعيداً وتركز اهتمام واشنطن على الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في حماية المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية.

كما نصح فريق العمل محمد بن سلمان بـ"تحييد تركيا بكافة الوسائل"، بما في ذلك محاولة رشوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن يعرض عليه شراء الأسلحة من تركيا ومن خلال تصريحات صادرة عن ولي العهد يحاول بها رأب الصدع في العلاقات بين الرياض وأنقرة.

وفي تصريحات صدرت عنه الشهر الماضي أثناء مؤتمر مبادرة الاستثمار المستقبلي، ادعا ابن سلمان بأن جريمة قتل خاشقجي تستخدم لضرب إسفين بين المملكة العربية السعودية وتركيا، وقال حينها إن ذلك لن يحدث "طالما كان هناك في المملكة العربية السعودية ملك اسمه سلمان بن عبد العزيز وولي عهد اسمه محمد بن سلمان."

ويكشف هذا التقرير الذي نشرته صحيفة "ميدل إيست آي" ان محمد بن سلمان على استعداد للقيام باي عمل من اجل انقاذ نفسه من الورطة التي سقط فيها بعد اصداره الاوامر باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

التقرير يؤشر ايضا الى مستوى التعاون والتنسيق بين العربية السعودية والكيان الغاصب للقدس، فلم يعد الامر منحصرا بمستوى من التطبيع الذي تقوده السعودية لانهاء حالة الصراع بين العرب والكيان الصهيوني، وان المسألة تتجاوز هذه الحدود الى مستوى التحالف والتنسيق بينهما من اجل القضاء على المقاومة الفلسطينية واتخاذها عدوا لهما.

ما يؤكد هذا الموقف هو اتخاذ الامارات موقفا مشابها للسعودية في معاداتها للمقاومة الفلسطينية واعلان دعمها لحكومة الاحتلال لضرب الفلسطينيين وقتلهم وهو لا يعد موقفا جديدا على حكام الامارات الذين يعلنون صراحة عداءهم لحركات المقاومة ومن بينها حماس.

وكشف ضابط أمن في جهاز المخابرات الإماراتي عن إتصال جرى بين ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ورئيس وزراء الكيان المحتل نتنياهو من أجل تصعيد الحرب على غزة.

وقال الضابط الإماراتي الذي يسرب الأخبار من داخل أبو ظبي وقريب من قصور الحكم فيها ويغرد على موقع تويتر بتسريبات باسم "بدون ظل" والذي عادة ما تصدق رواياته، قال أن هناك مصلحة سعودية إماراتية لتصعيد الحرب على غزة.

وقال "بدون ظل" في تغريدته: “عاجل اتصل الشيخ محمد بن زايد ، مساء الامس برئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو عارضا علية تكفل جميع الخسائر الاسرائيلية مقابل الاستمرار في التصعيد العسكري، وذلك حماية لولي العهد السعودي سمو الامير محمد ابن سلمان، وابعاد الصحف العالمية ، عن قتل الاستاذ جمال خاشقجي.”

يذكر أن الملك سلمان كان قد إستدعى ابن زايد إلى قصره على عجل ومن ضمن الطلبات التي تقدم بها اليه هو إتخاذ موقف واضح في دعم ولده ولي العهد وإيجاد طريقة ما لإخراجه من هذه الأزمة التي يمر بها بعد إغتياله.

وكان ابن زايد قد دعم الإعتداء على غزة عام 2014 ودفع التكاليف كلها في الحرب العدوانية الشرسة التي قادتها حكومة الاحتلال للإطاحة بحماس وتنصيب دحلان، وكان هذا مقترح المفصول من حركة فتح محمد دحلان وقتها، حيث أقنع ابن زايد بدفع كافة التكاليف لأنها ستكون العملية القاضية على حكم حماس للأبد، وفشلت العملية بالإطاحة بقيادة حماس وراح ضحيتها أكثر من ألفي شهيد.

تحالف الشر الذي يجمع السعودية والامارات مع الكيان الصهيوني لم يلتئم الا على تل من اشلاء العرب والمسلمين الذين يتم تقتيلهم في اليمن وليبيا والصومال، وقبل ذلك في العراق وسوريا، لكن ان يتحول هذا التحالف لضرب الفلسطينيين فهذا شيء لم يكن يتخيله عربي قط.  

*طاهر قزويني