أوروبا تحذر أمريكا بشأن " الصواريخ" و"السيارات"!

أوروبا تحذر أمريكا بشأن
الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٢٢ بتوقيت غرينتش

في ظل إستمرار وتصعيد الخلافات السياسية و التجارية و حتى الأمنية بين أوروبا وأمريكا، دعا الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة لتقييم سلبيات الخروج من معاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى وطلب من روسيا الالتزام بها.

العالم- تقارير

وجاءت هذه الدعوة بعد أن أعلن ترامب، في وقت سابق، عزم بلاده فرض جمارك بنسبة 25 بالمئة على السيارات المستوردة وقطع الغيار، الأمر الذي يتوقع أن يسبب أضرارا لألمانيا بشكل رئيسي وردت مفوضة الشؤون التجارية في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم، بأن بروكسل بصدد إعداد قائمة طويلة من الصادرات الأمريكية لاستهدافها برسوم جمركية.

وبعد أن ألمحتا ألمانيا وفرنسا الى تشكيل جيش أوروبي موحد وانتقاد ترامب من طرح هذه الفكرة، قالت وزيرة الدولة النمساوية كارولين إدستاستلر، في بيان افتتاح جلسة مناقشة الأمن في أوروبا ومعاهدة الصواريخ متوسطة المدى: "لقد سألنا أمريكا عن سلبيات الخروج من المعاهدة ونطلب من روسيا الالتزام بها… التخلي عن هذه المعاهدة لن يفيد أحدا".

وجاء في البيان: "لقد كانت هذه المعاهدة حجر الأساس في التخلص من الأسلحة النووية".

وأضاف البيان: "هناك مسؤولية موجهة إلى روسيا وأمريكا للبقاء في عالم خالي من الأسلحة النووية".

 

الولايات المتحدة ستنسحب من معاهدة نووية تاريخية مع روسيا

أكد الرئيس الأمريكي،ترامب، قبل 3 أسابيع، أن بلاده ستنسحب من معاهدة تاريخية للأسلحة النووية مع روسيا.

وإدعى ترامب إن روسيا "انتهكت" معاهدة القوى النووية متوسطة المدى (آي إن إف) الموقعة عام 1987.

وتحظر المعاهدة تصنيع صواريخ متوسطة المدى تطلق من قواعد أرضية بمدى يترواح من 500 إلى 5,500 كيلومتر.

وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة لن تسمح لروسيا بـ"المضي قدما في تصنيع الأسلحة (بينما) لا يسمح لنا ذلك".

وفي عام 2014، اتهم أوباما روسيا بانتهاك معاهدة "آي إن إف" بعدما ذكرت تقارير إن روسيا اختبرت صاروخ كروز يُطلق من الأرض.

وتصر الولايات المتحدة ودون تقديم أدلة واضحة، على أن روسيا، في انتهاك للمعاهدة، طورت صواريخ متوسطة المدى يطلق عليها "نوفاتور 9M729" وتعرف لدى قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) باسم SSC-8.

في المقابل، تنفي روسيا الإتهامات الأميركية بشأن إنتهاك المعاهدة النووية.

وبحسب المراقبون، الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما اختار عدم الانسحاب من الاتفاقية، آنذاك،  بعد ضغوط مارسها الزعماء الأوروبيون الذي قالوا إن خطة كهذه من شأنها أن تشعل سباق تسلح.

كما يرى المحللون، أن ترامب أثبت بأنه لا يفكر بأي شيء آخر سوى مصلحة اميركا اقتصاديا، كما ان تصرفاته خلال هذين العامين من فترة تسنمه سدة الرئاسة كشفت بأنه لا يهتم بأي خطوط حمراء فيما يخص الغاء المعاهدات الدولية . والان يحاول من خلال اعلامه الانسحاب من معاهدة ( اي ان اف) ايصال رسالة الى الاوروبيين من جهة، مفادها، اما عليهم ان ينسحبوا من الاتفاق النووي مع ايران ويواكبوا اميركا، او يجب عليهم تحمل كلفة باهظة في اطار تهديد تحت عنوان روسيا. ومن جهة أخرى ايصال رسالة الى الصين ايضا مفادها ان تاريخ صلاحية هذه المعاهدة انتهت، وانه لن يقف مكتوف الايدي حيال تنمية قدرات الصين ، ولذلك فان امريكا ستحرر نفسها من اي عقبات تعترضها اذا ما زادت الصين من قدراتها. كما ان ترامب يحاول ايصال رسالة الى روسيا مفادها ان بامكان امريكا حسب زعمها ان تخوض مفاوضات في اطار معاهدة اكثر منفعة لها من معاهدة ( اي ان اف ) .

وجميع هذه الرسائل تشترك في نقطة واحدة وهي ان ترامب لا يعير اي اهمية لاي من قضايا الامن والاستقرار والتعايش السلمي العالمي، وان على العالم ان كان ينشد تحقيق هذه المفاهيم ان يرضخ للاملاءات الامريكية . والايام ستكشف ان كانت تستطيع واشنطن اقناع الروس بعقد معاهدة جديدة مع بلاده ؟

يذكر أن معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، تمَّ التوقيع عليها بين كلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي في عام 1987، ووقعت المعاهدة في واشنطن من قبل الرئيس الأمريكي، رونالد ريغان والزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، وتعهد الطرفان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أية صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وبتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500─1000 كيلومتر.

 

محمد حسن القوجاني