سلطنة عمان تحتفل اليوم بالعيد الوطني الثامن والأربعين

سلطنة عمان تحتفل اليوم بالعيد الوطني الثامن والأربعين
الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٣١ بتوقيت غرينتش

تحتفل سلطنة عُمان، اليوم الأحد، بالعيد الوطني الثامن والأربعين. ويشمل جلالة السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عُمان، برعايته العرض العسكري الذي يقام على ميدان الاستعراض العسكري بقيادة الحرس السلطاني العُماني.

وتشارك في العرض العسكري وحدات رمزية تمثل الجيش السلطاني، وسلاح الجو السلطاني، والبحرية السلطانية، والحرس السلطاني، وقوة السلطان الخاصة، وشرطة عمان السلطانية، وشؤون البلاط السلطاني، ويشهد العرض كبار المسؤولين من عسكريين ومدنيين.

وابتهاجاً بهذه المناسبة، تتواصل فعاليات متنوعة في مختلف المحافظات والولايات، خلال فترة الاحتفالات، وتشمل العديد من المهرجانات والاحتفاليات تزامناً مع العيد الوطني.

يحتفل أبناء الشعب العُماني على امتداد أرض عُمان الأبيّة اليوم بمناسبة العيد الوطني الثامن والأربعين المجيد، وكلّهم اعتزاز وثقة وإرادة مقرونة بالحبّ والدعوات والامتنان لباني نهضة عُمان الحديثة حضرة جلالة السلطان قابوس بن سعيد.

ويجسد ما تحقق على مدى الأعوام الثمانية والأربعين الماضية في كل مجال وعلى كل شبر من أرض عُمان الطاهرة حجم الجهد والعطاء الذي تم خلال مسيرة النهضة المباركة منذ اليوم الأول لانطلاقها، ويدين العُمانيون بفضله إلى جلالة السلطان قابوس وحكمة وإرادة وحب جلالته لهذه الأرض الطيبة ولأبناء شعبه.

واستطاعت عُمان، دولةً ومجتمعاً وموطناً، الانتقال مما كانت عليه عام 1970م إلى آفاق القرن الحادي والعشرين، وإلى الإسهام الإيجابي لمصلحة السلام والأمن والاستقرار لها ولكل دول وشعوب المنطقة من حولها، بالارتكاز على إنجازات اقتصادية واجتماعية، وعلى ازدهار وتطور كبيرين لمستوى معيشة المواطن بكل جوانبها، وكان تحقيق ذلك كله ثمرة من ثمار الفكر المستنير لجلالة السلطان قابوس، وحرصه على رعاية المواطن العُماني، وتوفير كل أسباب التقدم والتطور أمامه،

وإعداده تعليميّاً وثقافيّاً، ليقوم بدوره الأساسي كشريك وكطرف أصيل في صياغة وتوجيه التنمية الوطنية في كل المجالات، باعتباره وسيلة التنمية وغايتها، ومن أجل إرساء وترسيخ أسس وركائز الدولة العصرية القائمة على العدل والمساواة وحكم القانون التي تحرص عليها الرعاية السامية لوحدة الوطن وتماسك وترابط أبنائه وترابه.

دولة القانون

وقد جسّد النظام الأساسي للدولة وتعديلاته كل هذه الجوانب، بما يحقق دولة المؤسسات وحكم القانون والتعاون الواسع والعميق بين المؤسسات التنفيذية والتشريعية، في إطار المساواة وحكم القانون واستغلال القضاء وتيسير العدالة للمواطنين.

وفي إطار الرعاية السامية للمواطن العُماني، خاصة شريحة الشباب التي تحظى باهتمام خاص ومتواصل من جلالة السلطان قابوس، فإنه تم توفير فرص عمل لأكثر من 33 ألفاً من الباحثين عن عمل في مؤسسات القطاع الخاص بالتعاون مع الحكومة حتى أواخر مايو الماضي، كما أمر في أكتوبر الماضي بترقية المواطنين من موظفي الدولة دفعة 2010م، كما تم توسيع شريحة المواطنين المستفيدين من برنامج دعم الوقود الذي تنفذه الحكومة، وتم رصد مبلغ مئة مليون ريال له في موازنة هذا العام2018 لتخفيف أعباء المواطنين.

رؤية مستقبلية

وعلى الصعيد التنموي، تنطلق مسيرة التنمية العُمانية الحديثة بخطى واثقة لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار للمواطن وتحسين مستويات المعيشة له بشكل دائم ومتواصل، مع توفير كل ما يمكّن الاقتصاد العماني من تحقيق الأهداف المحددة له من حيث النمو، وتنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على النفط مصدراً رئيساً للإيرادات الحكومية، وتنفيذ المشاريع في القطاعات الرئيسة المعتمدة في الخطة الخمسية التاسعة (2016 -2020) والبرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي (تنفيذ) والاستعداد

لاستراتيجية رؤية مستقبلية «عُمان 2040»، للانطلاق بالاقتصاد إلى آفاق أرحب، وتحويل السلطنة إلى مركز إقليمي لوجيستي متطور، خاصة مع استكمال مشروعات المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خلال المرحلة المقبلة.

وفي حين تواصل الحكومة العمل على خفض الإنفاق العام، وزيادة الموارد والعائدات، وتخفيض نسبة العجز في الميزانية العامة لعام 2019م، مع زيادة الاستثمارات الأجنبية، وتنشيط قطاع السياحة، فإن الحكومة تحرص في الوقت ذاته على تطوير الخدمات الصحية والتعليمية والرعاية الاجتماعية للمواطن، وبما يتجاوب مع التطور الاقتصادي والاجتماعي المتواصل الذي تشهده السلطنة.

وفي هذا الإطار، حققت السلطنة مراتب متقدمة في العديد من المؤشرات التي تصدرها مؤسسات دولية حول جوانب مختلفة، وعلى سبيل المثال تصدرت السلطنة المراتب الأولى في عدد من مؤشرات التنافسية الدولية مؤشر جودة الطرق، ومؤشر كفاءة خدمات الموانئ، ومؤشر البيانات المفتوحة وغيرها، وهو ما يعكس الجهد الكبير الذي تبذله الحكومة في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية وغيرها.

دعم الشباب

وتسعى حكومة السلطنة إلى إعطاء دفعة كبيرة لبرامج تطوير قدرات ومهارات الشباب، سواء من خلال البرامج المعدة في هذا المجال، ومنها «البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب» الذي تم تدشينه بمباركة سامية هذا العام من قبل ديوان البلاط السلطاني، أو من خلال تشجيع ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير المزيد من التسهيلات لها لتشجيع الشباب على إنشاء مشروعاتهم الخاصة، ولأهمية هذه النوعية من المشروعات للاقتصاد الوطني وتطوره في المستقبل.

من ناحية أخرى، تم تنفيذ التمرين الوطني «الشموخ 2» والتمرين المشترك العُماني البريطاني «السيف السريع 3» بين قوات السلطان المسلحة والقوات المسلحة الملكية البريطانية، خلال شهر أكتوبر الماضي، وقد تم تنفيذ البيان العملي للذخيرة الحية للتمرينين في الثالث من نوفمبر الجاري.

وفي الوقت الذي أثبت فيه التمرين الوطني (الشموخ 2) الذي شاركت فيه وحدات من قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وشرطة عُمان السلطانية والجهات العسكرية والأمنية والمدنية الأخرى جاهزية كل مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية وقدرتها على العمل والتعاون الوثيق قيادة واحدة لمواجهة أي تطورات، فإن التمرين العُماني البريطاني المشترك «السيف السريع 3» أكد بوضوح الكفاءة القتالية العالية لقوات السلطان المسلحة وكفاءة التخطيط والتنفيذ، كما أكد القدرة على العمل بتناغم وتعاون وثيق مع القوات المسلحة البريطانية.

سلام عالمي

وقد عمِل فكر جلالة السلطان قابوس ورؤيته المستنيرة وقراءته الواعية لما يحدث في العالم على تهيئة أفضل نظام للسلام، وحل المشكلات في المنطقة عبر الحوار وبناء أفضل العلاقات بين دولها وشعوبها في إطار قواعد القانون والشرعية الدولية ومبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم اللجوء إلى القوة أو التهديد بها لحل الخلافات والنزاعات الدولية.

ستظل عُمان القوية بقيادتها وأبنائها صمام أمان وركيزة للأمن والاستقرار والسلام في الدول الخليجية والمنطقة العربية والشرق الأوسط من حولها، وإن ما شهدته وتشهده السلطنة من تحركات واتصالات وزيارات على أرفع المستويات وما تبذله من مساعٍ حميدة من أجل الإسهام في حل المشكلات والصراعات الجارية في المنطقة عبر الحوار والطرق السلمية ينطوي على دلالات بالغة، أهمها ما يتمتع به السلطان قابوس من تقدير ومكانة رفيعة على كل المستويات الرسمية والشعبية، وحرص الكثيرين في المنطقة والعالم على الاستماع إلى تقييمه ورؤيته لمختلف التطورات، والاستفادة من حكمته لدفع مسارات السلام التي تتطلع إليها شعوب المنطقة، وتستعجل السير فيها اليوم قبل الغد، ليس بالنسبة إلى القضية الفلسطينية وضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل لها في إطار عمل الدولتين فقط، ولكن أيضاً بالنسبة إلى مختلف المشكلات والأزمات الراهنة في المنطقة التي عانتها وتعانيها شعوبها.

عفو

أصدر جلالة السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عُمان، عفوه السامي الخاص عن مجموعة من نزلاء السجن المدانين في قضايا مختلفة.

وذكر مصدر مسؤول بشرطة عُمان السلطانية أن الذين تشرفوا بالعفو السامي بلغ عددهم (298) مئتين وثمانية وتسعين نزيلاً، منهم (140) مئة وأربعون نزيلاً أجنبياً.

ويأتي العفو السامي من قِبل جلالة السلطان قابوس تزامناً مع مناسبتي العيد الوطني الثامن والأربعين المجيد 2018م، والمولد النبوي الشريف 1440هـ، ومراعاة لأسر هؤلاء النزلاء.