عفرين تشتعل باقتتال داخلي غير مسبوق تدعمه تركيا!

عفرين تشتعل باقتتال داخلي غير مسبوق تدعمه تركيا!
الإثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٦ بتوقيت غرينتش

تشهد مدينة عفرين في شمال سوريا والتي سقطت بيد القوات التركية والمليشيات المسلحة المتحالفة معها خلال عملية غصن الزيتون يوم 18 آذار 2018، تشهد معارك عنيفة بين الفصائل المنتشرة فيها.

 وفي تطورات مُتسارعة، وبتحريض ودعم تركي، سقط مؤخرا ما يزيد عن 25 قتيلا وعشرات الجرحى من المقاتلين جراء المواجهات غير المسبوقة بين فصائل المعارضة السورية في مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، فيما تفرض القوات التركية حظر تجوّل تامّاً على المدنيين في المدينة.

وتشهد المنطقة منذ سيطرة الفصائل المدعومة من أنقرة عليها حالة من الفوضى الأمنية. وتحدّث سكّان في مدينة عفرين الشهر الماضي عن مضايقات واسعة يعانون منها، تدفعهم إلى ملازمة منازلهم وعدم الخروج إلاّ في حالة الضرورة.

ووثّقت الأمم المتحدة ومنظّمات حقوقيّة عدّة، حصول انتهاكات واسعة وعمليات نهب وخطف مقابل فدية، عدا عن منع السكان من التوجّه إلى حقولهم الزراعية وفرض الإتاوات عليهم.

وقال قائد ما يسمى بالجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا هيثم العفيسي ان مدينة عفرين تشهد اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة ومنها (فرقة الحمزة، لواء السلطان سليمان شاه، لواء السلطان مراد، الجبهة الشامية) المدعومة من الجيش التركي، ضدّ فصيل "شهداء الشرقية" التابع للجيش السوري الحر في حي المحمودية بمدينة عفرين، وإن اثنين من مقاتلي "شهداء الشرقية" قتلا وأصيب آخرون بجروح، كما سقط جرحى من الفصائل الأخرى جراء القصف والاشتباكات وسط حالة من الهلع والهروب للسكان المدنيين في المناطق التي تشهد اشتباكات في المدينة، وإغلاق المدارس والاسواق المجاورة ".

وأكد القائد العسكري أن "الفصائل المدعومة من الجيش التركي سيطرت على أغلب مقرات "شهداء الشرقية" وهناك جهود تبذلها قيادات في المعارضة السورية لاحتواء الموقف، وإنهاء المعارك والعمل على ضبط الأمن في المنطقة وتقديم المطلوبين للعدالة".

وذكر أنّ "العملية تقوم للقضاء على الفساد والفوضى في المنطقة، هذه العملية تتم بالتنسيق بين الجيش الوطني والجيش التركي، وأن هذه العملية سوف تستمر في كافة المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في الشمال السوري".

من جانبه، اتهم مصدر مقرب من "شهداء الشرقية"، فصائل المعارضة بأنها تريد إنهاء وجود فصيل "شهداء الشرقية"، الذي قدم عشرات "الشهداء" في معارك تحرير منطقة عفرين وتريد إنهاء وجوده في مناطق شمال سوريا بعد منعه من مهاجمة القوات الحكومية السورية في بلدة تادف شرق حلب.

وأكد المصدر  أن " قتلى وجرحى من الفصيل سقطوا ولم نتمكن من معرفة عددهم بسبب انقطاع الاتصالات في مدينة عفرين وأن اثنين من عناصر فرقة الحمزة تم أسرهما من قبل شهداء الشرقية ".

كما افاد مايسمى بالمرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن، أنّ مدينة عفرين تشهد اقتتالاً داخلياً غير مسبوق بين فصائل سورية موالية لأنقرة، تسبّبت امس الأحد بمقتل 25 مقاتلاً على الأقلّ وأثارت الذعر بين السكان.

وتسيطر القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها منذ مارس على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في محافظة حلب، بعد هجوم واسع شنّته ضد المقاتلين الأكراد وتسبّب بنزوح عشرات الآلاف من السكان ومقتل المئات منهم.

وأجبر الهجوم على منطقة عفرين، وفق الأمم المتحدة، نصف عدد سكانها البالغ 320 ألفاً، على الفرار. ولم يتمكّن العدد الأكبر منهم من العودة إلى منازلهم بعد.

وكشف مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن "اشتباكات عنيفة مستمرة تدور في أحياء عدة داخل مدينة عفرين، تخوضها غالبية الفصائل بدعم تركي ضدّ تجمّع "شهداء الشرقية" تسبّبت بمقتل 25 مقاتلاً من الطرفين".

وينضوي نحو 200 مقاتل، يتحدّر معظمهم من محافظة دير الزور (شرقاً) في صفوف هذا الفصيل الذي كان في عداد الفصائل المدعومة من أنقرة والتي شاركت في الهجوم على عفرين.

وتأتي المواجهات التي اندلعت السبت وتخلّلها اقتحام مقرّات هذا الفصيل، وفق عبد الرحمن، في إطار "صراع على النفوذ محليّاً وبعد تمرّد هذا الفصيل على قرارات عدة اتخذتها القوات التركية، عدا عن اتهامه بارتكاب انتهاكات عدة في المدينة".

وبحسب عبد الرحمن، تهدف الاشتباكات غير المسبوقة في المدينة منذ السيطرة عليها إلى "إلغاء" وجود هذا الفصيل كليّاً. وقال إن دبابات تركية جابت ليلاً شوارع المدينة وسط حالة من الذعر في صفوف المدنيين.

وقد نشر النشطاء صورا وفيديوهات تظهر لقطات القتال الدائر في المدينة وجثث الضحايا في الشارع.

من جانب اخر تمكن الجيش السوري من اقتحام وتحرير كامل منطقة تلول الصفا من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.

وقال مصدر عسكري سوري في تصريح له : إن الجيش السوري اقتحم منطقة تلول الصفا وتمكن من تحريرها بالكامل، وسط انهيار تام في صفوف مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي الذين لاذوا بالفرار باتجاه المنطقة الفاصلة بين تلول الصفا وبين تلول "بو غانم" التي حررها الجيش منذ أشهر، حيث تحاصرهم وحدات الجيش وتتعامل معهم ناريا.

وأضاف المصدر: إن وحدات من قواتنا العاملة في منطقة تلول الصفا أحرزت تقدماً كبيرا وفرضت سيطرتها النارية على ما تبقى من المناطق التي ينتشر فيها  المسلحون الإرهابيون بعد السيطرة على أعلى التلال، وأوقعت أعدادا كبيرة منهم قتلى ومصابين وتمكنت من أسر آخرين،  فيما تستمر عملية تطهير المناطق المحررة من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي.

وخلال أسبوع واحد مر بعد تحرير مختطفي السويداء من قبضة تنظيم داعش، تمكنت وحدات الجيش السوري من اقتحام تلول الصفا في البادية الشرقية للمحافظة، واندفعت في عمق الجروف الصخرية حيث يتحصن مقاتلو التنظيم.

كما تمكنت وحدات الجيش السوري من التقدم عدة كيلومترات، بعد قضائها على عشرات القناصين المتحصنين بين الصخور البازلتية الصلبة، ما سهل تقدم القوات المهاجمة المسنودة بصواريخ "جولان" السورية، وبضربات سلاح الجو الدقيقة والمركزة.

ولحق انهيار كامل بصفوف داعش، يعد تقدم الجيش بنحو 6 كيلومترات في جرود صخرية هي الأكثر تعقيدا في المنطقة، وفي ظروف مناخية قاسية كما استقدم الجيش وحدات خاصة لحسم المعركة في أسرع وقت وكذلك استخدم  راجمات "جولان" ذاتية الحركة، التي قلبت موازين المعركة في زمن قياسي، كما تمكن سلاح الجو السوري من توجيه ضربات دقيقة دمر من خلالها تحصينات داعش وخطوط إمداده.

وكان الجيش السوري بدأ معركته لتحرير بادية السويداء بتاريخ 25 تموز يوليو الماضي بعد هجوم شنه التنظيم الإرهابي على مدينة السويداء وبعض قرى ريفها الشرقي، قتل واصيب خلاله  مئات المدنيين، وتمكنت وحدات الجيش خلال هذه العملية العسكرية من تحرير نحو ثلاثة آلاف كيلومتر مربع وتطهيرها من تواجد مقاتلي تنظيم داعش، وحصار من تبقى منهم في تلول الصفا التي بات الجيب الداعشي فيها يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وكانت وحدات الجيش السوري العاملة في بادية السويداء أطبقت بتاريخ 17 أغسطس/ آب  الماضي حصارها بشكل كامل على مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي في تلول الصفا عند الحدود الإدارية لباديتي السويداء وريف دمشق، مانعة أي محاولة تسلل قد ينفذها مقاتلو داعش بهدف كسر الطوق المفروض عليهم، منتقلة من مرحلة الحصار إلى مرحلة الهجوم بعد قطعها جميع طرق الإمداد عن مقاتلي التنظيم الذي بدا يشهد انهيارا متسارعا في صفوفه.

وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تم التوصل إلى اتفاق يقضي بتسليم داعش لمختطفي السويداء، ولكن هذا الاتفاق انهار بعد تسليم الدفعة الأولى والمؤلفة من سيدتين وأربعة أطفال.

وتمكن الجيش السوري منذ أيام قليلة من تحرير بقية المختطفين من أطفال ونساء في عملية نوعية نفذها في البادية السورية، أسفرت عن مقتل مجموعة من مقاتلي داعش الذين كانوا ينقلون المختطفين باتجاه الشمال الشرقي للبادية.

وبعد إغلاق ملف المخطوفين الذي كان يعيق الحسم العسكري، تمكنت وحدات الجيش من تحقيق الحسم الذي تم تأجيله لأكثر من ثلاثة أشهر.