تفجير كابول الدامي.. هل من أمل في السلام بأفغانستان؟

تفجير كابول الدامي.. هل من أمل في السلام بأفغانستان؟
الثلاثاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٧ بتوقيت غرينتش

قتل 50 شخصا على الأقل في تفجير انتحاري استهدف لقاءً لكبار علماء الدين في كابول الثلاثاء، وفق مسؤولين، في أحد أفدح الهجمات التي تستهدف العاصمة الأفغانية منذ أشهر. ويأتي الهجوم عقب موجة من الهجمات التي تشهدها أفغانستان في الأسابيع الأخيرة أدت إلى مقتل المئات مع تصعيد المسلحين لهجماتهم وسط جهود دبلوماسية لإنهاء النزاع المستمر منذ 17 عاما.

العالم _ تقاریر

شهدت أفغانستان، يوما دامياً، حيث قتل وجرح اكثر من مئة وثلاثين شخصاً جراء تفجير استهدف احتفالاً لكبار العلماء بالمولد النبوي الشریف في فندقٍ بالعاصمة الافغانية كابول.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية ان خمسين شخصا قتلوا وأُصيب ثمانون آخرون في حصيلة اولية للانفجار، واكد متحدث باسم شرطة كابول أن انتحارياً فجر نفسه داخل الفندق حيث كان مئات من العلماء، واشار الى اَن الفرق الامنية ضربت طوقاً امنياً في المكان وفتحت تحقيقاً بالاعتداء للكشف عن هوية الانتحاري. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن التفجير.

والأحد، أعرب المبعوث الأميركي إلى أفغانستان عن أمله بتوصّل الحكومة الأفغانية وطالبان إلى اتّفاق سلام خلال خمسة أشهر، رغم تكبيد المسلحين في الآونة الأخيرة القوات الأفغانية خسائر بشرية هي الأكثر فداحة.

وبعد عودته إلى كابول إثر جولة ثانية من لقاءات اقليمية يعتقد أنها شملت ممثلين عن طالبان، أبدى المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، الأفغاني الأصل، "تفاؤلاً حذراً" بإمكانية وضع حدّ للنزاع المستمر منذ 17 عاماً قبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 20 نيسان/أبريل 2019.

ويقود خليل زاد، السفير الأميركي السابق، جهوداً دبلوماسية لإقناع طالبان بالانخراط في مفاوضات مع الرئيس الأفغاني أشرف غني.

وتعكس تصريحاته ما يبدو أنّه إلحاح متزايد لدى البيت الأبيض والدبلوماسيين الأميركيين من أجل التوصّل سريعاً إلى اتّفاق.

مفاوضات بين واشنطن وطالبان

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في أفغانستان، زلماي خليل زادة، أجرى مؤخرا جولة من المفاوضات في دولة قطر مع ممثلي حركة طالبان.

ونقلت الوكالة في تقرير نشرته عن مسؤول في طالبان ومصدر آخر مقرب من الجماعئ قولهما إن المفاوضات استمرت لثلاثة أيام، مضيفة أنها تهدف إلى إحياء عملية السلام في أفغانستان وإنهاء أطول حرب شاركت فيها الولايات المتحدة طيلة تاريخها.

وكشف مصدر مطلع لوكالة أن طالبان طالبت بتأجيل الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في البلاد العام المقبل وبتشكيل حكومة مؤقتة بقيادة حيادية، مقترحة ترشيح وزير العدل الأفغاني السابق، عبد الستار سيرت، لمنصب رئيس الإدارة المؤقتة.

ورفضت طالبان مقترح المبعوث الأمريكي بشأن إعلان وقف إطلاق النار، كما فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح المعتقلين ورفع العقوبات عن قادة الجماعة واعتراف واشنطن بمكتب طالبان في الدوحة.

موسكو تعلق على اتصالات طالبان مع واشنطن 

هذا وكشف زامير كابولوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفغانستان أن ممثلي طالبان أبلغوا موسكو بعقدهم "عشرات اللقاءات المغلقة" مع الأمريكيين، ومع مبعوث واشنطن الخاص إلى كابول زلماي خليل زاد ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل وذهبت أدراج الرياح.

وتابع أن الوجود الأمريكي في أفغانستان لا يحل المشكلات بل يزيد منها، مضيفا أن موسكو لا تنافس واشنطن في أفغانستان لكن مصالح روسيا وحلفائها الأمنية على المحك في تلك المنطقة.

ووصف دبلوماسيون ومحللون سياسيون خليل زاد بأنه رجل ”في عجلة من أمره“ وعليه أن يقنع ساسة أفغان ومسؤولين من دول الجوار مثل باكستان بالانضمام للمحادثات قبل الجولة الثالثة.

وقال دبلوماسي غربي بارز في كابول ”النهج المتعجل لخليل زاد قد يؤدي لكارثة ضخمة... طالبان لن تثق به إلا إذا أحجم عن الحديث نيابة عنها“.

إنشاء مجلس إستشاری للسلام في أفغانستان

من جهة اخرى جاءت الجهود الحکومة الأفغانیة فی مجال إنشاء مجلس إستشاری للسلام كمبادرة جديدة لحل الأزمة حيث ناقش أعضاء حزب الجمعیة الإسلامیة في لقاءهم برئیس جمهوریة، إنشاء مجلس إستشاری للسلام وإستمرار مفاوضات للإحياء عملية السلام في أفغانستان.

وطالبوا بعمل المجلس علی تحقیق السلام من خلال رعایة مصالح الأحزاب والتیارات السیاسیة.

وأکد أعضاء الحزب ضرورة المحافظة علی القیم وإنجازات الجهاد والمقاومة والتضحیة وبطولات القوات الأمنیة مؤکدین إلتزامهم بالعمل علی تحقیق السلام.

وسبق ان شهدت موسكو مفاوضات سلام  إنطلقت قبل أیام بحضور ممثلین من جماعة طالبان والمجلس الأعلی للسلام في أفغانستان.

وتدهورت الأوضاع الأمنية في أفغانستان منذ دخول حلف شمال الأطلسي (الناتو) وذلك بتوجيه  أمريكي بزعم نقل المسؤولية الأمنية كاملة إلى الحكومة الأفغانية.

وتقاتل طالبان لإعادة فرض تفسيرها المتشدد بعد الإطاحة بها من الحكم عام 2001 في افغانستان.

وبين حين واخر تنفذ طالبان هجمات تستهدف المدنيين في مناطق متعددة من أفغانستان وخاصة مناطق متاخمة تخضع لسيطرة الحكومة الأفغانية.