هل أحرز نتنياهو نصراً بتولي وزارة الحرب أم بات رهينة اليمين؟

هل أحرز نتنياهو نصراً بتولي وزارة الحرب أم بات رهينة اليمين؟
الثلاثاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٤ بتوقيت غرينتش

نجت حكومة الإحتلال الاسرائيلي من انهيار محتمل بعد أن تراجع أحد الشركاء الرئيسيين عن تهديده بترك الائتلاف الحكومي وإجراء انتخابات مبكرة. وكان نفتالي بينيت، المنتمي إلى حزب البيت اليهودي، قد هدد بالانسحاب من الائتلاف، قبل أن يعود ويعلن الاثنين سحب تهديده.

العالم - تقارير

فنتنياهو أحرز نصراً صريحاً على ثلاثة من خصومه السياسيين، الذين حاولوا إسقاط تحالفه الحكومي عن طريق التلويح بانتخابات تشريعية مبكرة، وذلك على الرغم من أنهم أعضاء بارزون في الحكومة الراهنة.

وانتصار نتنياهو كان حاسماً على الثلاثة معاً، إذْ سارع إلى تولي وزارة الحرب بنفسه فأحرج بينيت حين ألقى خطبة لاهبة من مقرّ الوزارة، أشاع خلالها أجواء الحرب، وأنذر بأن إجراء انتخابات مبكرة في هذه (الفترة الأمنية المعقدة) يعتبر خياراُ (غير مسؤول).

وصحيح أن أشباح قضايا الفساد والرشوة تحوم فوق رأسه، ولكن شعبية نتنياهو الراهنة لا تهددها مناورات قاصرة يديرها ليبرمان أو بينيت، وبالتالي يحتاج الأمر إلى باراك، (الجنرال الأكثر أوسمة) في تاريخ الاحتلال الاسرائيلي.

ومن المؤكد إن نتنياهو لا يريد إجراء انتخابات وحزبه ليكود يبقى الأكبر في الاراضي المحتلة الآن، إلا أنه قد لا يبقى في الحكم إذا اتفقت أحزاب أخرى على تحالف بينها لا يضم ليكود. نتنياهو فاز بأربع انتخابات حتى الآن وإذا بقي في الحكم بعد 31 تشرين الثاني المقبل يصبح صاحب أكبر مدة في الحكم ويتفوق على ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل بعد تأسيسها في أرض فلسطين.

ويوجد سؤال يطرح نفسه: هل يستطيع نتنياهو العودة إلى الحكم إذا أسقط القتال في قطاع غزة حكومته، وانتصر اليمين الإسرائيلي لليبرمان وبنيت ضده؟ 

ليبرمان احتج على وقف إطلاق النار وسحب حزبه من الائتلاف اليميني ما ترك نتنياهو بغالبية صوت واحد في الكنيست. إذا اضطر نتنياهو لإجراء انتخابات جديدة فالأرجح أن تجري في شباط (فبراير) أو آذار (مارس)، وإذا نال ليكود أكبر عدد من المقاعد وعاد نتنياهو الى الحكم يصبح فيه على رأس تحالف يميني آخر.

ويعتبر "نتنياهو بات رهينا لبينيت ولليمين وثلاث نوايا وبرامج أيضا. فتمسكه بثلاث حقائب تعبر عن حرص كبير على عدم الذهاب لانتخابات مبكرة لتبريد الأجواء والسير بمشاريعه الإقليمية الموعودة، ورفضه إعطاء وزارة الحرب توحي برغبة كامنة مخفية لعدم الانجرار للمواجهة مع قطاع غزة، خصوصا أن الانتخابات المقبلة ستكون بعد عام من الآن.

وأن نتنياهو لا يرغب توتير هذه الفترة بمزيد من المواجهات وردود الفعل غير المحسوبة سياسيا على مستوى الإقليم، إلا أن النية في الحرب والمواجهة ستبقى برنامج عمل حاضرا كما رجح بذلك عمير بيرتس وكما تشير تصريحات بينيت.

وإذا خالف رئيس (البيت اليهودي) وزير التعليم في الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، وزميلته ايليت شاكيد توقعات المراقبين، بإعلانهما عدم الاستقالة من حكومة بنيامين نتنياهو... بذلك يكون حزب (البيت اليهودي) قد جنّب حكومة نتنياهو الرابعة التفكك ومن ثم السقوط، ومواجهة احتمال الذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة، قبل عام من موعدها الطبيعي، ورغم أن القرار كان غير متوقع، إلا أن الضغوط التي تعرض لها بينيت، إن كان من قبل حاخامات الصهيونية الدينية، أو قادة المستوطنين، من الواضح أنها قد دفعته إلى عدم تقديم استقالته.

وأن نتنياهو قد مرّ من المنعطف ولو بشكل مؤقت، لكن الذي أسعفته خبرته في تجاوز أخطر حاجز سياسي داخلي واجهه منذ ثلاث سنوات، سيكون مستقبل حكومته مرهونا بما سيحدث على الأرض من تحديات.

وبعيدًا عن العاطفة والتسرع في فهم الأحداث، و(سواء) شئنا أم أبينا، فإن ما حصل في جولة غزة الأخيرة من نجاح ونصر للمقاومة في جولتها، انعكس سلبا على مستقبل نتنياهو السياسي، ولن يكون هناك ما يرفع من شعبية نتنياهو في الانتخابات القادمة بعد إخفاقه وكشف قواته الخاصة، وفشل في أن يوجع غزة كما كان الوضع في حروبه العدوانية قبل الجولة الأخيرة التي استمرت يومين تقريبا، أوجعت الاحتلال وجعا كبيرا وعملت زلزالا سياسيا في دولة الاحتلال.

وخلال يومين قصف نتنياهو مبنى فضائية الأقصى، ومباني مدنية وهو ما يشير إلى مأزق نتنياهو، ولم يعد بمقدوره استهداف رجال المقاومة لأن سلاح الأنفاق يستعصي على جيش الاحتلال.