تصعيد روسي أوكراني.. ومحاولات دولية لنزع فتيل الأزمة

تصعيد روسي أوكراني.. ومحاولات دولية لنزع فتيل الأزمة
الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٥٢ بتوقيت غرينتش

أكدت روسيا أنها احتجزت ثلاث سفن حربية أوكرانية في مضيق كيرتش بالبحر الأسود، واستخدمت القوة لإرغامها على التوقف، ما أدى لإصابة ثلاثة بحارة أوكرانيين. وبدأت الأزمة في وقت سابق أمس الأحد بعدما منعت موسكو السفن الثلاث التابعة للبحرية الأوكرانية من دخول بحر آزوف عبر مضيق كيرتش بوضع سفينة شحن ضخمة أسفل جسر تسيطر عليه روسيا.

العالم - تقارير

قالت مفوضة حقوق الإنسان في روسيا، تاتيانا موسكالكوفا، قولها، اليوم الإثنين، إن روسيا تحتجز 24 بحارًا أوكرانيًا كانوا على متن ثلاث سفن تابعة للبحرية في مضيق كيرتش، يوم الأحد.

وأضافت المسؤولة الروسية، وفق وكالة "إنترفاكس"، أن ثلاثة من هؤلاء البحارة أصيبوا في الحادث، ويتماثلون للشفاء في المستشفى، ولكن حالاتهم ليست حرجة، وفق ما نقلت عنها وكالة "رويترز".

في غضون ذلك، اقترحت ألمانيا وفرنسا التوسط بين أوكرانيا وروسيا لتفادي تحول التوتر بين البلدين إلى "أزمة خطيرة"، وفق ما أعلن، الاثنين، في مدريد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.

وقال ماس، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس"، إنه بمناسبة اجتماع مقرر منذ فترة مع روسيا وأوكرانيا الاثنين في برلين، ستعمل فرنسا وألمانيا "معًا وعند الحاجة كوسيطين من أجل تجنب تحول هذا النزاع إلى أزمة خطيرة".

ومن المقرر أن يجتمع المدراء السياسيون لوزارات الخارجية في الدول الأربع، نهار اليوم، في العاصمة الألمانية "وهي أول فرصة لجمع أطراف النزاع"، بحسب الوزير الألماني.

واعتبر ماس أن التوتر حول القرم وفي شرق أوكرانيا "خطر على أمن أوروبا، وسننخرط كلانا للتوصل إلى حل سياسي كان يجب أن نتوصل إليه منذ فترة طويلة".

وكانت ألمانيا قد طلبت إعادة السفن الأوكرانية والإفراج عن البحارة الذين احتجزتهم البحرية الروسية الأحد في بحر آزوف بين أوكرانيا والقرم التي ضمتها روسيا في 2014، ووصفت غلق هذا الممر البحري بأنه "غير مقبول".

كما طلبت فرنسا أيضًا الإفراج عن البحارة الأوكرانيين والسفن المحتجزة. وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية إنه "لا شيء يبرر هذا الاستخدام للقوة من قبل روسيا".

وأعلنت روسيا أنها استخدمت القوة لإرغام ثلاث سفن حربية اوكرانية على التوقف، مما أدى لإصابة ثلاثة بحارة أوكرانيين، بعد ان احتجزت السفن الثلاث في مضيق كيرتش بالبحر الأسود.

وقال جهاز الأمن الروسي في بيان إنه "بغية إرغام السفن العسكرية الأوكرانية على التوقف تم استخدام السلاح"، مؤكدا أنه تم احتجاز سفن البحرية الأوكرانية الثلاث.

وأوضح جهاز الأمن الاتحادي الروسي أنه تحرك لأن "السفن الأوكرانية دخلت بصورة غير قانونية للمياه الإقليمية الروسية وتجاهلت التحذيرات وقامت بمناورات خطرة".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر قوله إن ثلاثة بحارة أوكرانيين أصيبوا في الواقعة وإنهم يتلقون الرعاية الطبية، مضيفا أن حياتهم ليست في خطر.

في المقابل اتهمت أوكرانيا روسيا باحتجاز السفن الثلاث بشكل غير قانوني بعد إطلاق النار عليها. ودعا الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو على الفور إلى اجتماع لكبار قياداته العسكرية والأمنية مساء الأحد لبحث الوضع.

وأكد بوروشينكو ضرورة أن تكون القوات الأوكرانية في أهبة الاستعداد، وأيد اقتراح المجلس العسكري الأوكراني فرض الأحكام العرفية في البلاد لمدة ستين يوما.

وبدأت الأزمة في وقت سابق أمس الأحد بعدما منعت موسكو ثلاث سفن تابعة للبحرية الأوكرانية من دخول بحر آزوف عبر مضيق كيرتش بوضع سفينة شحن ضخمة أسفل جسر تسيطر عليه روسيا.

وقالت البحرية الأوكرانية إن اثنين من البحارة الأوكرانيين أصيبا في عملية احتجاز سفنها التي أعقبت إطلاق النار، وإن الهجوم الروسي المزعوم عليها وقع بعد تراجعها وعودتها باتجاه ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود الذي بدأت منه رحلتها.

وأضافت "بعد مغادرة المنطقة البالغة 12 ميلا، فتح جهاز الأمن الاتحادي الروسي النار على الأسطول التابع للقوات المسلحة الأوكرانية".

وفي هذا السياق، دعا الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي كلا من روسيا وأوكرانيا إلى نزع فتيل التوتر في بحر آزوف، وطالبا موسكو بأن تضمن مجددا حرية العبور في مضيق كيرتش.

وقال الاتحاد الأوروبي في بيان "نتوقع من روسيا أن تضمن مجددا حرية العبور في مضيق كيرتش ونطالب جميع الأطراف بالتصرف بأقصى درجات ضبط النفس من أجل خفض حدة التوتر فورا".

كما دعا الحلف الأطلسي على لسان متحدثة باسمه إلى "ضبط النفس وخفض حدة التوتر".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين في مؤتمر صحفي: "تصرفات البحرية الأوكرانية في مضيق كيرتش كانت خطيرة للغاية وخلقت تهديداً على حركة الملاحة وعلى المدنيين"، مضيفاً : لا توجد شكوك في أن الإستفزاز الذي حصل في مضيق كيرتش تمّ بإذن الإدارة العليا في أوكرانيا.

وبدوره أشار نائب وزير الخارجية الروسي، غريغوري كاراسين، إلى أهداف أوكرانيا من تصرفاتها الأخيرة في مضيق كيرتش، قائلاً : الأهداف واضحة وهي تعبئة المشاعر المعادية لروسيا في الغرب وتشديد العقوبات ضد روسيا.

وأضاف كاراسين : يبدو أنه إنطلاقاً من هذا الوضع سيكون أسهل بالنسبة للرئيس الأوكراني إطلاق حملته الإنتخابية.

هذا وتقول سلطات كييف إن السفن الحربية الأوكرانية لم تقم بأي تحركات إستقزازية ولم تكن تنوي دخول بحر آزوف بل كان في طريق عودتها إلى ميناء "أوديسا" الأوكراني المطل على البحر الأسود بعد مغادرتها من هذا الميناء.

وقد صرّح مسؤولون عسكريون في روسيا بأنهم سينشرون عبر وسائل الإعلام الأدلة الداحضة التي تُثبت قيام السفن الأوكرانية بتحركات ومناورات إستفزازية وخطرة.

وفي خضم هذه الأزمة المستجدة بين الدولتين المتنازعتين على شبه جزيرة القرم، يرى خبراء وسياسيون في روسيا أن الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، يسعى من خلال إفتعال هذه الأزمة إلى رفع شعبيتها قبيل الإنتخابات المقبلة.

وفي هذا السياق، يؤكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما (مجلس النواب الروسي)، ليونيد سلوتسكي، أن محاولة السفن الحربية الأوكرانية لعبور مضيق كيرتش كانت غيرقانونية وإستفزازية ويبدو أن الرئيس الأوكراني يسعى من خلال هكذا تحركات إلى رفع مستواه الشعبي المنخفض قبل بدء الإنتخابات الرئاسية المرتقبة في أوكرانيا لأنه قلق من شعبيته المنخفضة ويحاول أيضاً أن يصرف الأنظار عن المعيشة المتدنية للمواطنين الأوكرانيين إلى ما يطلق عليه "الخطوات البطولية" في الحدود المشتركة مع روسيا.

وتابع السيناتور الروسي أن كييف استخدمت أفضل الرعاة لديها في الخارج، وتحاول أن تصرف الانتباه عن مستويات المعيشة المنخفضة في أوكرانيا عن طريق إجراء ما تطلق عليه "الخطوات البطولية" على الحدود مع روسيا، معتبرًا أن ما حدث هو دليل آخر على أن القيادة الأوكرانية الحالية لا ترغب في السلام ولا تكترث لمصلحة مواطنيها.