نوافذ.. تزايد حالات الطلاق في المجتمعات العربية – الجزء الأول

الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٣:٣٨ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم) ‏09‏/12‏/2018 – تفتح هذه الحلقة من برنامج "نوافذ" نافذة على أزمة اجتماعية تشكل خطراً على مجتمعنا العربي وهي أزمة الطلاق.

العالم – نوافذ
مودة تخبو وحب يزول ومشاعر تنهار.. حلم سعادة اندثر مع أبغض الحلال، فآية "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" غيبت فتهاوت المودة وتلاشت السكينة وانفك ارتباط لا روح فيه ولا وئام ولا انسجام.. هو الطلاق، الحل الأنجع في ظل انهيار الثقة وتفاقم الخلافات واستنفاذ محاولات الصلح كافة.
لكن ما يثير الريبة ويدعو إلى الاهتمام ارتفاع نسب الطلاق في المجتمعات العربية.. ارتفاع مطرد يكشف عن ظاهرة خطرة إهمالها يعني خلخلة في نسيج الأسرة وفصماً لعراها وتفكيكاً لأواصرها وتدميراً لبناه.. ظاهرة تترافق ونزوعاً إلى عيش حياة مستقلة.. نزوعاً إلى الفردية والراحة الشخصية في ظل سيطرة منظومة أفكار تغاير مفاهيم هذه المجتمعات وقيمها وتفتح الباب لبدائل من مساكنة وعلاقات حرة دخيلة.. فما أسباب نسب ارتفاع الطلاق في المجتمعات العربية وكيف السبيل إلى معالجتها أو الحد منها؟
وفي حديثه بمستهل هذه الحلقة من برنامج "نوافذ" أشار أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية د.نصيف نعمة إلى أنه وعطفا على الآية الكريمة فإن المودة والرحمة باتت اليوم شبه مفقودة، وهو أحد أسباب الطلاق فهم لم يتعرفوا على الآخر بطريقة فيها متسع من الوقت قبل مرحلة الزواج وهذه من الأهمية بمكان.
كما أشار إلى أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والفئة العمرية التي ينتمي إليها كل من الزوج والزوجة إضافة إلى المستوى الثقافي والتفاوت الطبقي والواقع الاقتصادي والاستقلال الاقتصادي وتعنت الرجل أو المرأة في التفرد بالرأي وقضية انعدام المشورة بين الرجل والمرأة، كلها أسباب قد تكون وجيهة لكي تؤدي إلى الطلاق.
وقال الأستاذ في الحوزة العلمية الشيخ جعفر عساف "لاشك بأن اليوم هناك حالات متزايدة للطلاق.. وهو ناشىء من عوامل متعددة.. ولكن لماذا ظهرت في السنين الأخيرة إلى العلن؟"
وخلص إلى القول إن: العامل الأساسي الذي طفا بكل هذه العوامل إلى السطح هي وسائل التواصل الاجتماعي.. فاليوم هناك الكثير من الدواعي الإعلامية التي جعلت المرأة تطالب، لأنها باتت ترى مثيلاتها.
من جانبها أشارت رئيسة لجنة المرأة في نقابة المحامين في بيروت أسماء داغر إلى أن: التواصل الاجتماعي هو العنصر الأساسي الذي جعل حالات الطلاق متزايدة إلى هذه الدرجة، فاليوم المرأة انفتحت على المجتمع وهناك شخصيتها المستقلة واستقلالها اقتصاديا وعلاقاتها الاجتماعية الواسعة، وهذا منه السلبي ومنه الإيجابي، فالإيجابي أنه مهم جداً أن تتطور المرأة، والسلبي أن ليس كل النساء لديها القدرة على السيطرة على هذه الحالة من التطور.
هذا فيما لفتت الااختصاصية في علم النفس الاجتماعي والاستاذة في الجامعة اللبنانية د.بشرى قبسيي إلى الطلاق الضمني أو الطلاق النفسي والعاطفي، والذي أكدت أنه أسوأ بكثير وأخطر على الأطفال وعلى المؤسسة الأسرية من الطلاق الفعلي، حيث يدمر شخصية الأطفال ويقضي على مستقبلهم في النهاية.
كما لفتت إلى أن أسباب الطلاق تبدأ ما قبل الزواج، حيث أن الاختيار الزواجي هو عنصر أساس قد يؤدي إلى الانفصال أو إلى الاستقرار.
للمزيد من التفاصيل إليكم الفيديو المرفق..

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3941656

كلمات دليلية :