عجلة الحرب والحياة تتقدم في سوريا

عجلة الحرب والحياة تتقدم في سوريا
الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

تشهد الساحة السورية تطورات عديدة خصوصا بعد نشاط قوات التحالف الامريكي وقصفها لعدة مدن وكذلك لمواقع حليفتها ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، فيما تستمر حركة عودة اللاجئين السوريين الى البلاد.

العالم - تقارير

من المؤكد ان الساحة السورية لا تهدأ، فبعد ان اقتربت ساعة الحسم واقترب موعد تحرير آخر منطقة يسيطر عليها الارهابيون في ادلب اشتدت المكائد الغربية مرة اخرى لتؤجل هذا الانتصار للجيش السوري.

ما يسمى "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة قام بقصف بلدات سورية شرقي الفرات بحجة محاربة "داعش"، لكن المفأجاة انه قصف ايضا مواقع لحليفته "قسد" على سبيل "الخطأ".

فقد ذكرت مصادر محلية ان طائرات تحالف واشنطن واصلت غاراتها على شرقي الفرات في سوريا، وقصفت الاثنين بـ"الخطأ" مواقع لما يسمى قوات سوريا الديمقراطية "قسد" عند مستشفى مدينة هجين في ريف دير الزور الشرقي، مما تسبب بإصابة 15 عنصرا من قوات سوريا الديمقراطية.

وقال التحالف في بيان، إن "قوات داعش استخدمت في 9 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، مستشفى هجين للاعتداء على شركاء التحالف."

فيما قال المرصد المعارض اليوم ان قوات سوريا الديمقراطية استكملت عملياتها العسكرية ضد آخر جيب لتنظيم داعش الوهابي شرقي نهر الفرات في شمال سوريا.

واضاف ان هذه القوات استقدمت تعزيزات عسكرية بلغت 17500 عنصر الى محيط مناطق سيطرة داعش والى الحقول النفطية والقواعد العسكرية المجاورة، مشيرا الى ان القوات لم تتمكن من التقدم سوى في مواقع ومساحات صغيرة عند أطراف الجيب.

هذا وتعرضت منطقتا هجين والسوسة في ريف دير الزور شمال شرقي سوريا بشكل متكرر لضربات التحالف الأميركي في محاولة لدعم "قسد" التي انسحبت من منطقة الباغوز شمال شرق البوكمال لحساب داعش. ويؤكد مراقبون أن هذه الضربات تشكل جانبا من الدعم الأميركي لكل من قسد وداعش بهدف إبقاء حالة التوتر في المنطقة. وتبادل المواقع بين قسد وداعش يكشف جانباً من سلوك واشنطن على الضفة الشرقية لنهر الفرات بدعم التنظيم الوهابي رغم التظاهر بمحاربته.

وهذا ما اكدته وزارة الدفاع الروسية بأن الولايات المتحدة تحتل مساحة 55 كيلومترا مربعا في محيط منطقة التنف السورية وتحمي آلاف الإرهابيين فيها.

ونقلت روسيا اليوم عن رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف قوله: إن “الولايات المتحدة تستمر بعناد غير مفهوم في السيطرة على مساحة 55 كيلومترا مربعا حول منطقة التنف وينتشر في هذه المنطقة ستة آلاف إرهابي يعرقلون تفكيك مخيم الركبان بحماية القوات الأمريكية الموجودة بشكل غير شرعي على أراضي دولة مستقلة”.

فهذا يعتبر دليلا على ان القوات الامريكية تحاول بشتى الطرق دعم الجماعات الارهابية في كل المناطق السورية لضمان بقاء التوتر قائما حتى تستغل هي هذا الموقف وتضمن بقاءها.

وعلى صعيد آخر ادعى موقع "ديبكا" الصهيوني، ان روسيا نشرت منظومة الدفاع الجوي "S-300"، في دير الزور شرقي سوريا. ونقل عن مصادر عسكرية أن وزارة الدفاع الروسية أمرت بنقل كتيبة من الصواريخ المضادة للطائرات مع مشغلين روسيين من منطقة مصياف غربي حماة إلى دير الزور.

وأشار الموقع إلى أن الكتيبة مجهزة بثماني قاذفات، وتضم ما بين 50 إلى 70 صاروخًا.

فيما لم يصدر أي تصريح من وزارة الدفاع الروسية حول نشر الصواريخ، في حين لم تعلق "اسرائيل" رسميًا على الخطوة الروسية حتى إعداد التقرير.

فهذه المزاعم الصهيونية والامريكية تشكل دليلا على الدافع القوي لديهما على هدم مشروع تقدم الجيش السوري ومحاولة لتبرير اي هجوم محتمل من قبلهما.

لكن رغم كل محاولات تبقى عجلة الحياة السورية في تقدم مستمر حيث توقعت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء أن ما يصل إلى 250 ألف لاجئ سوري يمكنهم العودة إلى وطنهم خلال العام المقبل.