الاتحاد الاوروبي يواجه فترة مضطربة بدون ربان!

الاتحاد الاوروبي يواجه فترة مضطربة بدون ربان!
الخميس ١٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ١٠:٣٨ بتوقيت غرينتش

دخل الاتحاد الاوروبي مرحلة اضطرابات جديدة مع غياب المستشارة الالمانية، أنغيلا ميركل المرتقب عن الساحة السياسية وضعف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تزامنا مع توتر شديد ناجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد، وتنامي الأحزاب الشعبوية في الدول الأعضاء.

العالم – تقارير

انتخب حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي الألماني المحافظ في 7 ديسمبر الجاري أنغريت كرامب كارينباور المقربة من المستشارة انغيلا ميركل رئيسة له بعد 18 عاما من تولي ميركل رئاسته.

وفازت كارينباور (56 عاما) بأكثر من 51% من الأصوات في مؤتمر الحزب في مواجهة فريدريك ميرز خصم ميركل الذي أراد تغيير سياسة الحزب باتجاه اكثر نحو اليمين، بينما دعت ميركل في كلمة مقتضبة قبل التصويت، الحزب إلى رفض سياسات الخوف حيث يشق اليمين المتطرف طريقه في ألمانيا وأوروبا.

وتقود ميركل 64 عاما، الحزب، منذ عام 2000 وتنحيها عن قيادة الحزب، سيعني إطلاق العنان للسباق داخل الحزب من أجل الحق في استبدال ميركل كمستشارة لجمهورية ألمانيا الاتحادية.

وكانت مصادر مطلعة، ذكرت ان المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لن ترشح نفسها لمنصب المستشارة في 2021، وبذلك يمكن أن تصبح كارينباور، البالغة من العمر 56 عاما، المستشارة القادمة لألمانيا.

هذا وتوقع البريطاني جوناثان فول المدير العام السابق للمفوضية الأوروبية ومسؤول أوروبا في مكتب الاتصال الاستراتيجي برونشويك "أن تكون سنة 2019 سنة مفصلية مع تحديات ضخمة".

وتغادر بريطانيا رسمياً الاتحاد الأوروبي في 29 مارس/ آذار 2019، والجميع يتوجس من هذا الخروج وعواقبه التي لا تزال غير واضحة.

وبعد ذلك بشهرين يتوقع أن تكون الانتخابات البلدية مواجهة بين مؤيدي الفكرة الأوروبية والشعبويين على خلفية خوف نجم عن موجات الهجرة.

ولخص فول الأمر بقوله "سيتعين التعامل مع بريكست وصعود الشعبويين وأسبابه ورحيل ميركل، كل ذلك دون معرفة ان كان ماكرون سيتمكن من السيطرة على الموقف" في فرنسا.

ولئن تعافى الاقتصاد فان الاتحاد الأوروبي منقسم سياسيا. وقال ممثل دولة كبيرة في الاتحاد "تمكنت أوروبا حتى الآن من الصمود في الأزمات بفضل الثنائي الفرنسي الألماني. لكنها اليوم تتعرض لهجوم داخلي ومهددة بالانهيار".

وانتخبت المجر وبولندا قادة "غير ليبراليين" بوضوح. وتتنامى القوى اليمينية المتطرفة في كل مكان وهي شريك في السلطة في النمسا وايطاليا.

ارتهان ماكرون

وأضاف المسؤول ذاته أنه "على ميركل أن تفكر مليا قبل مغادرة الحكم. بقي عدد قليل جدا من القادة القادرين على استنهاض الوضع. وماكرون لديه مشاكل والآخرون كافة بوضع سيء".

وقال دبلوماسي آخر ان الادارة الأوروبية لأزمة اللاجئين في 2015 مع حصص مفروضة كان "خطأ سياسيا جسيما".

واستغل الشعبويون ذلك ما أدى الى تقسيم الاتحاد الأوروبي كما أظهره رفض سبع دول أعضاء توقيع الميثاق العالمي للهجرة ، وأيضا اضعاف ميركل.

فقد اضطرها التمرد داخل حزبها "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الى الانسحاب. وهي ترغب في البقاء في منصبها حتى نهاية ولايتها في 2021 لكن لا يمكن استبعاد احتمال تنظيم انتخابات يصعب التكهن بنتائجها.

فشل فرنسي ألماني

ويتعرض الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لاحتجاجات ما انفكت تتصاعد في فرنسا كما أظهرته أزمة "السترات الصفراء" ولم يتمكن من استعادة زمام المبادرة بفضل أوروبا لأن "ألمانيا لم تعرف كيف أو لم تستطع أو لم ترغب" في الانضمام اليه، بحسب وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن.

وقال المحلل البلجيكي لوكي فان ميدلير "ان ارادة ماكرون في اعادة بناء أوروبي لم تجد أي صدى خارج فرنسا".

وأضاف في لهجة ساخرة "ان السيدة الثرية التي كثيرا ما تبسمت له على الساحة الدولية، لم تقدم له أية هدية في المستوى الأوروبي".

ويتوقع أن تكون الانتخابات الأوروبية في أيار/مايو والتي عادة ما تشهد ضعف مشاركة، صعبة. ولم تعلن أية شخصية مرموقة ترشحها لمنصب رئاسة المفوضية الأوروبية وقد يتحول الاقتراع في فرنسا الى تصويت ضد ماكرون أو معه.

ويتوقع أن تدخل الحركات المناهضة للفكرة الأوروبية بقوة البرلمان الأوروبي المقبل حتى ان كان خروج المملكة المتحدة سيحرمهم من كثير من النواب.

خوف كبير

وقال اسيلبورن "يجب تفادي سقوط أوروبا في قبضة من يريدون تدميرها".

ويرفض رئيس الحكومة الايطالية السابق انريكو ليتا مع ذلك أجواء الفزع. وقال "سيكون تجميع الشعبويين لصفوفهم أمرا بالغ التعقيد".

وأضاف "لا أنفي وجود مخاطر. نصغي الى خوف كبير في كل مكان تقريبا. لكن ليس كل شيء سيئا. حين وجد الشعبويون أنفسهم أمام الاختبار تراجعوا".

وتابع "ان الاتحاد الأوروبي ليس بصدد التفتت. لقد فهم أنصار بريكست في المملكة المتحدة والشعبويون في ايطاليا ذلك".

وأكد جوناتثن فول أن "الاتحاد الأوروبي بقي موحدا في مواجهة بريكست، والمؤسسات تعمل ولم يعد أحد يريد التخلي عن اليورو".