اختتام مشاورات السويد..قصف سعودي لمنازل الحديدة وصعدة!

اختتام مشاورات السويد..قصف سعودي لمنازل الحديدة وصعدة!
الخميس ١٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٦ بتوقيت غرينتش

اختتمت عصر اليوم الخميس مشاورات السلام اليمينة، في السويد برعاية الامم المتحدة والتي استمرت أسبوعا، توصل في ختامها الوفد الوطني ووفد الرياض إلى اتفاق بشأن الحديدة واتفقا على تسهيل الظروف في تعز وإيصال المساعدات لسكانها، واتفاق حول الأسرى، تزامن اعلان النتائج مع اطلاق تحالف العدوان أكثر من 130 قذيفة مدفعية بشكل عشوائي على منازل سكنية في محافظة الحديدة وقصف صاروخي ومدفعي لقرى آهلة بالسكان في صعدة.

العالم - اليمن

وقال رئيس الوفد الوطني اليمني محمد عبد السلام في ختام المشاورات ان إتفاق الأطراف اليمنية في السويد ينص على وقف للنار في محافظة ومدينة الحديدة، لافتاً إلى أنّه جرى الإتفاق أن يكون هناك دور للأمم المتحدة في الاشراف على تفتيش السفن في ميناء الحديدة، إضافةً إلى تعزيز دورها في المنشآت الإنسانيّة.

ولفت عبد السلام اننا مستعدون للحوار بدءا من الغد من اجل حل المشاكل الانسانية التي اوجدها الحصار والحرب مؤكدا في الوقت ذاته أن وفد صنعاء قدم تنازلات كبيرة فيما يخص الحديدة كونها المنفذ الوحيد المتبقي مشيرا إلى أن وفد صنعاء لم يمانع التوقيع على الإتفاق لكن هناك التزام إنساني وأخلاقي لتنفيذه.

وأكد رئيس الوفد الوطني اليمني ان وفد الرياض حال دون الوصول إلى وقف كامل لجميع العمليات العسكرية وإنهاء معاناة الشعب اليمني لا سيما في ملفي الاقتصاد وفتح مطار صنعاء الدولي بالإضافة إلى رفضه التوقيع على مسودة الأمم المتحدة للإطار العام للذهاب إلى حل سياسي ينهي العدوان.

من جهته، اكد الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في ختام المشاورات اليمنية في مؤتمر صحفي أنه جرى التوصل إلى نتائج مهمة خلال المحادثات بما فيها إتفاق بشأن تسهيل دخول المساعدات الإنسانيّة في تعز، وإتفاقية خاصة بمطار الحديدة شمال غرب اليمن.

واشار الى أنه نحو عشرين مليون يمني بحاجة الى الغذاء، مشددا على وجوب الإستمرار في المناقشات من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، كاشفاً أن الجولة المقبلة من المحادثات اليمنية ستُعقد نهاية كانون الثاني/يناير المقبل.

وهذه هي أبرز نقاط الاتفاق فيما يخص ميناء ومدينة الحديدة:

وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة وموانئها: الحديدة، والصليف، ورأس عيسى.

تعزيز وجود الأمم المتحدة في مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.

الالتزام بعدم استقدام أي تعزيزات عسكرية لكلا الطرفين.

- تسهيل حرية الحركة للمدنيين والبضائع.

فتح الممرات لوصول المساعدات الإنسانية.

إيداع جميع إيرادات الموانئ في البنك المركزي.

إزالة جميع المظاهر العسكرية في المدينة.

تعزيز وجود الأمم المتحدة في الحديدة وموانئها.

إزالة الألغام في مدينة الحديدة وموانئها.

وتزامنا مع اعلان نتائج مشاورات السويد على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بتوصل الطرفين إلى اتفاق للتهدئة في الحديدة و إدخال المساعدات الإنسانية عبر مينائها أطلقت قوات التحالف، أكثر من 130 قذيفة مدفعية بشكل عشوائي على منازل سكنية بقريتي "الزعفران ومحل الشيخ" في محافظة الحديدة. كما استهدف قصف صاروخي ومدفعي سعودي قرى آهلة بالسكان في مديرية رازح الحدودية بصعدة.

وبعد اختتام مشاورات السويد وجه رئيس الجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي رسالة هامة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن في تغريدة له على موقع تويتر مطالبا بإلزام الدول المشاركة رسميا في العدوان، بالجلوس على الطاولة إن أردوا تحقيق السلام.

وثمن الحوثي في تغريدته دور المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث من أجل إحلال السلام في البلد قبل فتك المجاعة به.

كما اكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية اليمنية إن مشاورات السويد أثبتت للعالم مدى جدية القيادة السياسية بصنعاء ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ في السعي لإنهاء معاناة الشعب اليمني جراء العدوان والحصار منذ 44 شهرا والتي انعكست في جدية الطرح والانفتاح على مناقشة كافة المقترحات والمبادرات والتعاطي معها بجدية.

وأضاف" وما التصريحات الأخيرة لوزير خارجية فنلندا التي وصفت استمرار الحرب على اليمن بالعار على العالم، حيث أوقفت بلاده تصدير الأسلحة والذخائر إلى دول تحالف العدوان السعودي، وكذا ما يجري من مناقشات في الكونغرس والتي تطالب الإدارة الأمريكية بوقف تقديم أي من أشكال الدعم للعدوان، إلا نموذجا من الرسالة الواضحة على فشل العدوان السعودي- الإماراتي في تحقيق أجندته الخفية في اليمن".

وجدد المصدر التأكيد على حرص القيادة السياسية في صنعاء العمل الجاد باتجاه إنهاء معاناة الشعب اليمني جراء تداعيات الكارثة الإنسانية التي أوجدها العدوان العسكري والحصار الشامل، والتعاطي الإيجابي مع مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن للوصول إلى اتفاق سياسي سلمي.

وفي أول تغريدة له بعد مشاورات السويد نشر خالد اليماني رئيس وفد حكومة هادي المستقيلة، تغريدة مرفقة بمقطع فيديو للحظة مصافحته لرئيس الوفد الوطني اليمني محمد عبدالسلام كشف فيه عن الكلام الذي قاله للأمين العام للأمم المتحدة الذي طلب منهما التصافح.

وقال اليماني في تغريدته بأنه وعندما أخذ يده أنطونيو غوتريش لمصافحة محمد عبدالسلام أخبره بالجملة التالية :"لا داعي لأن تقرب بيننا فنحن إخوة... و نظل إخوة في كل الأحوال".

السعودية ضغطت على هادي لقبول اتفاق الحديدة

هذا وكشفت مصادر للجزيرة إن السعودية ضغطت على الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي لتوجيه وفد في مشاورات السويد للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة ومينائها.

وأفادت المصادر بأن وفد الرياض قدم ورقة إلى هادي توصي بعدم التوقيع على الاتفاق باعتبارها نجاحا للوفد الوطني، لكن الرئيس اليمني المستقيل وجّه بالتوقيع عليه بعد ضغوط شديدة من السعودية خلال الساعات الماضية، وفقا للمصادر.

ردود الافعال الدولية

وفي سياق ردود الافعال على نتائج مشاورات السويد وصف سفراء الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن لدى اليمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا ) ، النتائج بين الجانبين، بـ"الخطوة الأولى الحاسمة".

وقال البيان بحسب "الأناضول"، إن المشاورات التي جمعت بين الأطراف اليمنية للمرة الأولى منذ أكثر من عامين، تشكل خطوة أولى حاسمة نحو إنهاء العدوان على اليمن، ومعالجة حالة الطوارئ الإنسانية، والتصدي للتدهور الحاد في الاقتصاد الوطني.

ولفت إلى أن الأمر يتطلب من حكومة هادي المستقيلة وحكومة صنعاء الشجاعة والعزم لتنفيذ الاتفاقات التي تم الإعلان عنها اليوم، لصالح الشعب اليمني، مضيفا "بصفتنا سفراء الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة إلى اليمن، فسوف نتابع باهتمام التطورات ونحافظ على دبلوماسيتنا متعددة الأطراف لتعزيز جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة".

كما وصف السفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر في لقاء تلفزيوني مع قناة الحدث السعودية، الاتفاق النهائي للأطراف اليمنية بأنها "خطوة أولى في طريق السلام" مؤكدا ان الطرفين لديهما رغبة حقيقية في التوصل لاتفاق سلام لافتا الى ان دعم جهود الأمم المتحدة في التوصل لاتفاق سياسي وسنواصل دورنا في تقديم المنح لليمن.

من جانبها قالت وزيرة الخارجية السويدية، مارغوت فالستروم، في ختام المشاورات اليمنية إن بلادها لن تقبل باستمرار وامتداد الازمة في اليمن وتابعت "نحن سعداء اليوم في ختام هذه المشاورات، التي جرت بروح جيدة، وإجراءات ونتائج ملموسة".

وأعلنت فالستروم، أن بلادها ستقوم باستضافة حدث إنساني، في فبراير/ شباط المقبل، من أجل حل الأزمة الإنسانية في اليمن.

وفي اول تعليق اماراتي رحب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، باتفاق الأطراف اليمنية ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" عن قرقاش تاكيده أهمية الالتزام بالمسار السياسي والجهود التي تقودها الأمم المتحدة، وضرورة استمرار هذه الخطوات والجهود لضمان استقرار اليمن من خلال حل سياسي مستدام وحوار يمني.

وزعم "قرقاش" ان الضغط العسكري المتمثل في تواجد 5000 جندي إماراتي مع قوات تحالف العدوان السعودي وقوات هادي شكل الضغط المطلوب على حكومة صنعاء للقبول بالحل السياسي.

من جانبه رحب سفير السعودية لدى واشنطن، الأمير خالد بن سلمان، بالاتفاق الذي أعلن بالسويد، وقال نشيد بجهود المبعوث الأممي لدى اليمن في الوصول لهذا الاتفاق وهي خطوة هامة نحو استعادة الشعب اليمني لسيادته واستقلاله وستساهم في تعزيز وصول المساعدات الإغاثية الى الشعب اليمني الشقيق.

كلمات دليلية :