من غزة الى الضفة... الفلسطينيون يتنفسون مقاومة

من غزة الى الضفة... الفلسطينيون يتنفسون مقاومة
السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٤٠ بتوقيت غرينتش

أصيب عدد من الفلسطينيين، بالرصاص والقنابل الغازية جراء اعمال قمع الاحتلال الاسرائيلي في فعاليات الجمعة الـ38 من مسيرات العودة الكبرى شرقي قطاع غزة. واستشهد شاب وأصيب آخرون خلال مواجهات واسعة اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدد من محافظات الضفة الغربية المحتلّة، استخدمت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الصوتية والغازية. هذا واعلنت استراليا اعترافها بالقدس الغربية عاصمة للكيان الاسرائيلي

العالم - فلسطين

وتوافد آلاف المواطنين، عصر الجمعة، إلى مخيمات العودة شرق قطاع غزة؛ للمشاركة في فعاليات الجمعة الـ38 من مسيرات العودة الكبرى. وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز بكثافة صوب المتظاهرين؛ ما أوقع عشرات حالات الاختناق في صفوفهم.

وأفاد مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، نقلا عن وزارة الصحة الفلسطينية، أن الاحتلال أصاب بقمعه 75 فلسطينيا من المتظاهرين، شرقي القطاع. وأوضحت الصحة أن من بين المصابين سبعة مسعفين وصُحفيان، أصيب أحدهما بالرصاص المطاطي في فخذه، والآخر بقنبلة غاز في وجهه.

وبحسب الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة فإن هذه الجمعة التي حملت اسم "المقاومة حق مشروع" تأتي تأكيدًا على شرعية المقاومة وحالة الإجماع والالتفاف حولها في وجه المؤامرات والمخططات التي تستهدفها.

وأكدت الهيئة في بيان لها، استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار حتى تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها، وفي مقدمة هذه الأهداف كسر الحصار عن قطاع غزة.

وتأتي هذه الجمعة في وقت تشهد فيه الضفة الغربية حالة توتر جراء الاقتحامات الإسرائيلية والعمليات النوعية للمقاومة التي استهدفت جنود الاحتلال، والتي أدت لمقتل ثلاثة جنود الخميس الماضي.

وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد الشاب محمود يوسف محمود نخلة (18 عاما) بعد وصوله بحالة حرجة إلى مجمع فلسطين الطبي، مُصابًا برصاص الاحتلال الحي في البطن.

والشهيد نخلة من مخيم الجلزون شمالي رام الله، وارتقى متأثرا بإصابته بعد إطلاق قوات الاحتلال النار عليه خلال مواجهات في محيط مستوطنة "بيت ايل" القريبة من المخيم وسط الضفة الغربية المحتلة.

وفي السياق، هاجم مستوطنون من مستوطنة "بيت ايل" منزلًا على أطراف مخيم الجلزون شمال رام الله بالحجارة، وحطموا زجاج مركبة في محيط المنزل، قبل أن يتصدى لهم الأهالي ويطردونهم من المكان.

كما أصيب طفل (13 عامًا) برصاص مستوطن قرب المخيم، وقال رئيس لجنة خدمات المخيم محمد عرار لمراسل "صفا" إن مستوطنا مسلحا كان يتمركز قرب البرج العسكري المقام في محيط مستوطنة "بيت ايل"، أطلق النار بصورة مباشرة على الطفل وأصابه في قدمه.

وفي قرية المغير شمالي محافظة رام الله، خرج أهالي القرية بمسيرة رافضة لاستمرار الاستيطان على أراضي القرية وسرقة أراضي المواطنين والاعتداءات المتواصلة من قبل المستوطنين. وأشعل الشبان الإطارات المطاطية في المناطق المهددة بالمصادرة ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة. وأصيب شابان بالرصاص المطاطي وعدد آخر بالاختناق بينهم مسن، بعد إطلاق الجنود وابلا من قنابل الغاز على الأهالي.

كما اندلعت مواجهات على المدخل الشمالي لمدينة البيرة المقابل لمستوطنة "بيت ايل"، بعد توجه العشرات للمكان وإشعال الإطارات المطاطية ورشق جنود الاحتلال بالحجارة.

وشهدت المنطقة الشمالية من البيرة صباح الجمعة، توترًا ملحوظًا بعد إلقاء شاب بحجر على رأس جندي عقب تسلله لمستوطنة "بيت ايل"، ما أدى لإصابته بجراح خطيرة، تلاها استنفار للاحتلال بمحيط المستوطنة وإغلاق الطرق وإطلاق النار على سيارة إسعاف.

واندلعت مواجهات مع الاحتلال في منطقة جبل الريسان غربي المدينة، عقب خروج أهالي قرى (كفر نعمة، راس كركر، خربثا بني حارث) بمسيرة باتجاه الجبل، رفضًا لمحاولات الاحتلال مصادرة مئات الدونمات من أراضي الجبل.

وأطلق الجنود القنابل الغازية صوب الأهالي، كما أطلقوا طائرة تصوير في أجواء المنطقة.

كما شهدت ضاحية شويكة في طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة عصر الجمعة مواجهات واسعة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب مسيرات انطلقت في المدينة وتوجّهت إلى منزل الشهيد المُقاوم أشرف نعالوة.

وقالت مصادر محلية إن الشبان أشعلوا الإطارات على بوابة شويكة ثم اشتبكوا مع جنود الاحتلال في المنطقة وسط إطلاق كثيف للرصاص والقنابل الصوتية والغازية.

وأشارت المصادر إلى أن المواجهات تصاعدت في شويكة، فيما اندلعت مواجهات مماثلة في بلدة قفين شمالي طولكرم أصيب خلالها مواطنون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.

وفي نفس السياق، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في خمس نقاط تماس في نابلس شمالي الضفة. وأفاد مراسل وكالة "صفا" باندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال على حاجز حوارة، وفي قرى اللبن الشرقية، وبيتا، وعوريف، والمغير.

أما الهلال الأحمر فقال إن طواقمه في نابلس تعاملت مع 56 إصابة مختلفة جراء المواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في خمس نقاط تماس.

وفي الخليل اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد ظهر الجمعة في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل جنوبي الضّفة الغربية المحتلة. وانتشرت قوات الاحتلال في المنطقة واعتلت أسطح المنازل، وأطلقت القنابل الغازية والصوتية صوب المواطنين فيما رشق الشبان الفلسطينيون جنود الاحتلال بالحجارة في مدخل شارع الشهداء وسط المدينة.

هذا ورشق شبان فلسطينيون في ساعة متأخرة من الليل الفائت البرج العسكري على مدخل مخيم العروب شمال الخليل بالزجاجات الحارقة. وأكد شهود عيان أن النار اشتعلت بالبرج بعد مهاجمته بالملتوف من قبل شبان المخيم، في حين اقتحم جنود الاحتلال المخيم وأطلقوا وابلا من الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع أثناء بحثهم عن منفذي الهجوم.

وفي سياق منفصل أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون السبت اعتراف أستراليا بالقدس الغربية عاصمة للكيان الاسرائيلي، لافتا الى أن نقل السفارة من تل أبيب لن يتم قبل التوصل الى تسوية سلمية. وقال موريسون في خطاب في سيدني السبت "أستراليا تعترف الآن بالقدس الغربية (...) التي تضم الكنيست والعديد من المؤسسات الحكومية، بكونها عاصمة اسرائيل" حسب تعبیره.
والتزم موريسون ايضا الاعتراف بالتطلعات لدولة فلسطينية مستقبلية عاصمتها القدس الشرقية، عندما يتم تقرير وضع المدينة المقدسة في اتفاق سلام. وقال "بالاضافة الى ذلك، وادراكاً لالتزامنا بحل الدولتين، فان الحكومة الاسترالية مصممة ايضا على الاعتراف بتطلعات الشعب الفلسطيني من أجل دولة مستقبلية عاصمتها القدس الشرقية".

وتابع "نحن نتطلع لنقل سفارتنا الى القدس الغربية عندما يكون الأمر عمليا، دعما للوضع النهائي بعد تقريره"، مشيرا الى أن العمل جار في احد المواقع لإنشاء مقر جديد للسفارة الأسترالية. وأكد موريسون أنه في المرحلة الانتقالية سيتم تأسيس مكتب للشؤون العسكرية والتجارية غرب المدينة المقدسة.

وأشار موريسون الى أنه من مصلحة أستراليا دعم "الديموقراطية الليبرالية" في الشرق الاوسط، موجهاً انتقادات الى الأمم المتحدة التي اعتبرها مكانا تتعرض فيه إسرائيل لـ"التنمر" حسب تعبيره.

وبدأت ملامح التغيير الذي يحدثه موريسون في السياسة الخارجية الأسترالية تظهر في تشرين الأول/أكتوبر، ما أغضب الجارة أندونيسيا، أكبر بلد اسلامي في العالم من حيث عدد السكان. وأدت هذه القضية الى وقف مفاوضات استمرت لاعوام حول اتفاق ثنائي للتجارة. وأبلغت كانبيرا الجمعة مواطنيها المسافرين الى أندونيسيا ب"بممارسة أقصى درجات الحذر"، وخاصة في أماكن تعد مقصدا للسياح مثل بالي حيث يمكن أن تُنظّم احتجاجات.

وتجنبت معظم الدول نقل سفاراتها الى القدس لتجنب تأجيج المفاوضات حول الوضع النهائي للمدينة، الى أن أقدم الرئيس الاميركي دونالد ترامب على هذه الخطوة بداية العام.