التصعيد التركي شرق الفرات.. الاهداف والرسائل

التصعيد التركي شرق الفرات.. الاهداف والرسائل
السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٠٣ بتوقيت غرينتش

على خلفية التهديدات التركية بشن عملية عسكرية وشيكة ضد الأكراد في شمال سوريا، اكد التحالف الامیركي، تعاونه مع الأكراد السوريين ومواصلته عملياته في شمال شرقي البلاد. فيما دعت "وحدات حماية الشعب الكردية"، الحكومة السورية إلى حماية حدود البلاد وأرضها، مؤكدة استعدادها للعمل المشترك مع دمشق "لصد تركيا".

العالم - تقارير

نشر ما يسمى التحالف الدولي بقيادة أمريكا، بيانا أكّد فيه تعاونه مع الأكراد السوريين ومواصلته عملياته في شمال شرقي البلاد. وقال التحالف في بيانه: "تبقى مهمة التحالف في شمال شرقي سوريا دون تغيير. نحن نواصل عملياتنا العادية، بما في ذلك مراكز المراقبة في المنطقة الحدودية (على الحدود بين سوريا وتركيا)، لحل المشاكل الأمنية لحليفتنا في الناتو تركيا. ونحن لا نزال ملتزمين بالتعاون مع شركائنا المحليين (الأكراد) لضمان هزيمة (داعش)".

وادعى ان "أي رسائل تشير إلى تغيير موقف الولايات المتحدة من هذه الجهود خاطئة وتهدف إلى بث الفوضى".

وأصبح معروفا هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة، وعلى الرغم من اعتراضات تركيا حليفتها في الناتو، نشرت مراكز مراقبة على الحدود التركية السورية، وبالتالي "غطّت" عسكريا القوات الكردية من هجوم محتمل يشنّه ضدها الجيش التركي.

الاكراد مستعدون للتعاون مع دمشق ضد تركيا

من جهتها دعت "وحدات حماية الشعب الكردية"، الحكومة السورية إلى حماية حدود سوريا وأرضها، مؤكدة استعدادها للعمل المشترك مع دمشق "لصد تركيا".

وقال قائد "وحدات حماية الشعب" الكردية، سيبان حمو، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن تركيا "تحاول بكل جهدها وتعطي أولوية للقضاء على مكتسبات الأكراد، إذ أنها حشدت قوات على الحدود وقصفت داخل سوريا".

وأضاف حمو أن "مسؤولي استخبارات أتراك اجتمعوا مع مسؤولي فصائل سورية وطلبوا منهم أن يكونوا جاهزين لعمل عسكري، في تكرار لما حصل في عفرين" شمال حلب بداية العام عندما شنت أنقرة وجماعات مسلحة سورية عملية "غصن الزيتون".

رسائل تركيا في شرق الفرات

ويرى الكاتب والمحلل السياسي هشام الهبيشان ان خطوة تركيا، جاءت لتؤكد أن أنقرة بعثت بكل رسائلها ومن خلال تصعيد زخم الاستعدادات للعملية فعلياً، التي تتحدى من خلالها السوري، وليس الأمريكي. فالسوري هو صاحب الأرض والأمريكي محتل كما التركي، وهذا ما قد يحتم على الدولة السورية وبدعم من حلفائها، وخصوصاً الروس الذين مازالوا للآن محافظين على موقف الحياد بخصوص إعلان اردوغان.

وبحسب الهبيشان فإن الأتراك هدفهم عملياً من وراء عملية شرق الفرات هو السيطرة واقتطاع جزء من الارض السورية بهدف المناورة بها لتكون ورقة قوة بيد الأتراك على طاولة الحل النهائي السوري، وهذا ما لا يمانع به الأمريكي بالأصل مرحلياً بشرط أن لايتعدى مسافة الـ 7 كلم بعمق الاراضي السورية من جهة الحدود التركية الجنوبية الغربية.

يرى الكاتب أن تركيا، قد عادت من جديد لتمارس دورها في اعادة صياغة ورسم ملامح جديده لأهدافها واستراتيجياتها المستقبلية بهذه الحرب المفروضة على الدولة السورية بكل اركانها. ويعتبر ان ما يجري في أنقرة يظهر ان هناك مشروعاً تركياً قد أقر، يستهدف الاستمرار بعمليات غزو الأراضي السورية، والدليل على ذلك هو الدفع بالمزيد من القوات الخاصة التركية إلى المناطق التركية المحاذية لبلدة عين العرب شمال شرق حلب، وتل ابيض شمال الرقة، وهذا يدلل على أن تركيا لم تسلم للآن بعقم الحرب على سوريا، فهي تبدو مصرة على اكمال عملية غزوها للأراضي السورية شمالاً وشرقاً مهما كان ثمنها.